الشيعة وأهل البيت
(مشاركةٌ
ضمن ستة محاضرات تحذيرية عن: المخطط الرافضي، بتاريخ: /شعبان/1433هـ.)
إعداد
أبو
بكر حمزة زكريا
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين،
ولا عدوان إلا على الظالمين، وأُصلّي وأُسلّم على رسولنا محمدٍ وصحبه وأزواجه
وذريته وجميع أهل بيته الطيبين، وبعد:
فهذه
مشاركة مني أعددتها تلبية لرغبة أخي في الله (جميل بن يوسف)، والذي أحسن فِيّ
الظنّ فاختارني ضمن من يلقي المحاضرات في عدة موضوعات تحذيرية عن: المخطط الرافضي،
هذا أحدها، واللهَ أسأل أن ينفع بها وبالبقية.
وعُنوان
البحث كما تقدم هو : الشيعة وأهل البيت، وقد قُصِد به ذكر العلاقة بين
الشيعة وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخصوصا الاثني عشرية منهم الذين
جمعوا في مواقفهم فيهم بين الغلو والجفاء وبين الإفراط والتفريط، ولتجليته فقد رأيتُ
أنْ تحتوي خطة البحث على مقدمة وتمهيد ومبحثين، وفهرس للموضوعات على النحو التالي:
التمهيد
في التعريف بـ(الشيعة)، والمقصود الشرعي من لفظة أهل البيت.
المبحث
الأول: صُوَر جفاء وتفريط الشيعة في أهل البيت النبوي.
المبحث
الثاني: صُوَر من غلو وإفراط الشيعة في أهل البيت النبوي.
والله
سبحانه وتعالى وحده أسأل الإعانة على تجلية ذلك.
التمهيد
التعريف
بــ(الشيعة)، والمقصود الشرعي من لفظة (أهل البيت)، وفيه مطلبان:
المطلب
الأول: التعريف بـــــــــــــــــالشيعة.
المطلب
الثاني: المقصود الشرعي من لفظة أهل البيت.
المطلب
الأول: التعريف بالشيعة:
لفظة الشيعة مصطلحٌ جاء ذكرُه في القرآن
مفردًا ومجموعًا في عدة مواضع، فمن مجيئه مجموعًا قوله تعالى: ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ الأنعام: ٦٥ وقوله: ﭽ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﭼ الأنعام: ١٥٩ وقوله: ﭽ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ القصص: ٤ وقوله:
ﭽ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﭼ الروم: ٣٢ وأما مجيئه
مفردًا ففي قوله سبحانه: ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ
ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ القصص: ١٥ وقوله: ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ الصافات:
٨٣
فاللفظة
في الآيات تعني القوم الذين اجتمعوا على أمر، سواء كان حسنًا أو قبيحًا، وَوَالَوا
عليه وتحزبوا له. وهو من المشايعة، وهي المطاوعة والمتابعة. هذا من حيث اللغة. مع
أنّ اللفظة –في الأمة المحمدية- قد غَلَبَت على مَن يزعم موالاة علي بن أبي طالب
وأهله
رضي الله عنهم أجمعين. (للتوسع
يُراجع/ الشيعة وأهل البيت للشيخ إحسان إلهي ظهير).
ولهذا
فإنّ التعريف بها (الشيعة) كمصطلح لفرقة معيّنَة سيكون بــالقول بأنّ:
الشيعة رافضةٌ
وغيرُ رافضةٍ. وفرقُها كُلّها راجعة إلى هذا التصنيف؛ فالرافضة يجمعهم الطعن في
الصحابة مع رفض خلافة الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) قبل عليٍّ رضي الله عنهم،
وأما الزيديّة فيهم فإنهم يُثبتون خلافتهم؛ ولهذا قسمها بعض العلماء إلى ثلاثة
أصناف؛ زيدية، وإمامية (على رأسها: اثنا عشرية)، وغالية/غُلاة([1])،
وأنّ الغالية والإمامية فيطعنون في الصحابة ويرفضون خلافة الثلاثة. وصنّفها بعضهم
إلى أربع فِرَق([2]).
وأوصلها بعضهم إلى خمس، كالشهرستاني([3]).
بينما وُجد
مَن عدّد فِرقَهم دون تقسيمها إلى أصناف، بل سرَدَها سَردًا([4]).
ومن الشيعة
عمومًا مَن قال بإمامة عليٍّ رضي الله عنه وحده، ووقفَوا وهم السبئية.
ومنهم مَن
قالوا بإمامته وإمامة الحسن والحسين ومحمد (المشهور بابن الحنفية) أبناء عليّ رضي
الله عنهم، ووقفوا عند محمدٍ هذا. وهم الكيسانية.
ومنهم مَن
قالوا بإمامة علِيّ وإمامة الحسن والحسين، وإمامة علي بن الحسين، وإمامة ابنه زيد
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهم الزيدية.
ومنهم مَن
قالوا بإمامة علِيّ وإمامة الحسن والحسين، وإمامة علي بن الحسين، وإمامة الباقر
(محمد بن علي)، والصادق (جعفر بن محمد)، وإمامة إسماعيل –عند طائفة منهم-، وهم
الإسماعيلية.
وقالت فرقة
منهم بإمامة موسى (الكاظم) بدلا مِن إسماعيل، بعد جعفر، وساقوا الإمامة بعده إلى
ولده الرضا (علي بن موسى)، ثم إلى الجواد (محمد بن علي)، ثم إلى العاشر علي بن
محمد (الملقب بالهادي)، ثم الحسن بن علي (العسكري) ثم إلى المنتظر المهدي المزعوم
الموهوم (محمد بن الحسن)، ووقفت عليه. وهم الاثنا عشرية.
ثم إنّ
الإسماعيلية قالت: لا بُدّ من إمام إما ظاهر أو مستتر، فلم يُوقِفُوا الإمامة إلى
يومنا هذا ([5]).
فقد اضطرَب
الشيعة في مسائل الإمامة –كما رأيت- اضطرابًا كثيرًا معروفًا، وهذا بعضه، فكيف
ببقية مسائل أصول دينهم؟ قال شيخ الإسلام –رحمه الله- رادًّا على صاحب منهاج
الكرامة: « قد عُلِم أنّ الشيعة مختلفون اختلافًا كثيرًا في مسائل الإمامة، والصفات،
والقدر، وغير ذلك مِن مسائل أصول دينهم، فأيُّ قولٍ لَهم هو المأخوذ عن الأئمة
المعصومين؟ حتى مسائل الإمامة قد عُرف اضطرابُهم فيها. وقد تقدم بعض اختلافهم في
النص، وفي المنتظر. .. ويَمتنع أنْ تكون هذه الأقوال المتناقضة مأخوذةٌ عن معصومٍ؛
فبَطَل قولُهم أنّ أقوالَهم مأخذوةٌ عن معصومٍ »([6]).
وأنا
في بحثي هذا سأُركز على الشيعة الرّافضة التي بسبب مسألة الإمامة التي أفسَدَت
عليها دينها صاروا جُفاةً للرّسالة الْمحمدية وشريعته صلى الله عليه وسلم، غُلاةً
في فاطمة وأئمتهم، وسأركز أكثر في التعريف بل وفي البحث كله على الاثنَي عشرية
منهم. فأقول:
الولاء والبراء ركيزتان من ركائز الإسلام،
فيوالِي المسلِمُ مَن والَى الله ورسولَه بقدر ما معه مِن الإيمان، ويُعادي ويبْرأ
مِن أعدائه. وصحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم عمومًا،
والخلفاء الأربعة خصوصًا أفضل الناس إيمانًا بعد الأنبياء والمرسلين، وأحقّ الناس
بِمحبة المؤمنين؛ لِما كانوا عليه من المجاهدة في الله بالغالي والنفيس، ولِمحبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم إيّاهم وتعظيمه لهم. والمنتسبون إلى الإسلام فيهم
على طرفَين ووسط.
والرافضة منهم
–بِفِرقِها- على طَرَفَي نقيضٍ؛ لِمُغالاتِها في الْحُبّ والبُغض، والولاء
والبراء؛ فيُبالِغون في حُبّ علِيٍّ وبعض أولاده حتى إنّهم يصفونَهم بصفات
الإلهية.
كما يُبالِغون
في بُغض أحبّاء رسول الله؛ الخلفاء الثلاثة وغيرهم حتى يُخرجوهم مِن الإسلام.
والسبب في هذا وفي كُلِّ بلايا الرافضة هي مسألة الإمامة المفتراة([7])
التي جعلوها الركن الأعظم في دينهم، التي لا يجوز على الله –على زعمهم- أنْ يَغفل
عنها، ولا على رسوله أنْ يتْرُك بيانَها.
فالرافضة طائفة ذاتُ آراء اعتقادية خطيرة، منها:
القول بأنّ الخلافة والإمامة في علِيّ بن أبِي طالب رضي الله عنه، وذرّيته من
بعده، وبسبب ذلك كفّروا أكثر الصحابة، وطعنوا في خلافة الشيخين؛ أبِي بكر وعمر رضي
الله عنهما ([8]).
ويحسن هنا أنْ أورد قول الشهرستاني في التعريف بهم ليُوَضِّح أهم
الأمور والركن الأعظم لدى هؤلاء (الإمامة([9]))،
وبعض العقائد: « الشيعة هم: الذين شايعوا عليًّا رضي الله عنه على الخصوص، وقالوا
بإمامته وخلافته: نَصًّا ووصية؛ إما جَلِيًّا وإما خفيًّا. واعتقدوا أنّ الإمامة
لا تخرج من أولاده؛ وإنْ خَرَجَت فبظلمٍ يكون مِن غيره، أو بتقية مِن عنده.
وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحة تُناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم؛ بل
هي قضية أصولية، وهي رُكن الدين؛ لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفالُه وإهمالُه،
ولا تفويضه إلى العامة وإرساله.
ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص، وثبوت عصمة
الأنبياء والأئمة وجوبًا عن الكبائر والصغائر. والقول بالتولِّي والتَّبَرّي:
قولاً وفعلاً وعقدًا؛ إلا في حال التقية.
ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك. .. » ([10]).
وقال بِمثله ابن خلدون –رحمه الله- وفصّله وذكَر
شيئًا من النصوص الجليّة التي يَزعُمون أنّها نصٌّ في التنصيص عليه، وردّها: «
الشيعة لغة: هم الصَّحْب والأتباع، ويُطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف
والسلف على أتباع علي وبَنِيه رضي الله عنهم. ومذهبهم جميعًا متفقين عليه: أنّ
الإمامة ليست من الْمصالح العامة التي تُفوَّض إلى نظَر الأُمة، ويتعين القائم
بِها بتعيينهم، بل هي رُكنُ الدين وقاعدةُ الإسلام، ولا يَجوز لنبِيٍّ إغفالُه ولا
تفويضُه إلى الأمة، بل يجب عليه تعيينُ الإمام لَهم، ويكون مَعصومًا من الكبائر
والصغائر، وأنّ عَلِيًّا رضي الله عنه هو الذي عيَّنَه صلوات الله وسلامه عليه
بنصوص يَنقلونَها ويُؤولونَها على مقتضى مذهبهم، لا يعرفُها جهابذةُ السُّنَّة ولا
نقَلَة الشريعة، بل أكثرُها موضوعٌ أو مطعونٌ في طريقه، أو بعيدٌ عن تأويلاتِهم
الفاسدة. وتنقسم هذه النصوص عندهم إلى جلي وخفي:
فالجلي مثل قوله:
" مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ "([11]).
قالوا: ولم تطّرد هذه الولاية إلا في علي، .. ومن الخفي عندهم بعث النبِيّ
صلى الله عليه وسلم عَليًّا لقراءة سورة براءة في الموسم حين أنزلت، فإنه بَعَثَ
بِها أولاً أبا بكر، ثم أوحي إليه ليُبَلِّغَه رجلٌ مِنْك أو مِن قومك، فبعَثَ
عَليًّا ليكون القارئَ الْمُبلِّغَ. قالوا: وهذا يدُل على تقديم عليٍّ. وأيضًا:
فلم يُعرف أنّه قدّم أحدًا على عليٍّ. وأما أبو بكر وعمر فقدّم عليهما في غزاتين:
أسامة بن زيد مرة، وعمرو بن العاص أخرى، وهذه كلّها أدلة شاهدة بتَعَيُّن عَلِيّ
للخلافة دون غيره.
فمنها ما هو غيرُ معروفٍ، ومنها ما هو بعيدٌ عن
تأويلهم.
ثم منهم مَن يَرَى أنّ هذه النصوص تدُلّ على تعيين
علِيٍّ وتَشْخِيصِه، وكذلك تنتقل منه إلى مَن بعده، وهؤلاء هم الإمامية، ويتبرؤون
مِن الشيخين؛ حيث لم يُقدِّموا عَلِيًّا، ويُبايِعُوه بِمقتضى هذه النصوص،
ويَغْمِصُون في إمامتهما. ولا يُلتَفَت إلى نقل القدح فيهما من غُلاتِهم فهو
مردودٌ عندنا وعندهم.
ومنهم من يقول:
إنّ هذه الأدلة إنّما اقتضت تعيين عليٍّ بالوصف لا بالشخص، والناس مُقصِّرُون حيث
لم يَضَعُوا الوصف موضعه، وهؤلاء هم الزيدية.
ثم اختلفت نقول هؤلاء الشيعة في مساق الخلافة بعد
عليٍّ ... » ([12]).
وقد تقدم شيء منه.
واعلم أنّ للرافضة فِرَقًا كثيرة كبيرة، وفِرَقًا
متفرِّعةً من الكبيرة؛ فلفظ الرافضة
مشتركٌ وشاملٌ([13]):
الشيعةَ الإمامية الاثنَي عشرية، والغالية من السبئيّة والمختارية
وغيرهم، وكذلك الغالية الباطنية الملاحدة مِن الإسماعيلية بِفِرَقها (البهرة،
الأغاخانيّة)، والدّروز، والنّصَيرية. ومثلها البابية والبهائية؛ ذلك أنّه ما من
فرقةٍ غالية وباطنيّة مِن فِرَقهم إلا وهي ترفُض إمامة الشيخين أبِي بكر وعمر رضي
الله عنهما، ويرَون إمامة علِيٍّ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا فصلٍ.
فالقاعدة الْمطردة هنا أنّ كُلّ باطنيٍّ رافضيٌّ، وليس كلّ رافضيٍ باطنيًا ([14]).
كما أنّ لفظة
الرافضة شاملة الجارودية من
الزيدية.
أولا: الزعم بأنّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم نَصّ على إمامة عليّ رضي الله عنه، وأنّها في ذريته
من بعده. على تفصيلات تختلف فيها فرقة عن أخرى.
ثانيًا: دعوى تحريف
الصحابة (أبي بكر وعمر وزيد) للقرآن إخفاءً لحقوق أهل البيت.
ثالثًا: دعوى ارتداد
الصحابة إلا نفرٌ يسيرٌ منهم، لاغتصاب حق عليّ رضي الله عنه وذوِيه.
رابعًا: تكفير الأمة
لعدم قولِها بالإمامة الرافضيّة.
خامسًا: جعل البراء
والولاء على الإمامة الرافضية التي لا وجود لَها في الشريعة الإسلامية.
سادسًا: دعوى عصمة
الأئمة والأوصياء؛ لإيجاب طاعتهم في كُلّ ما يُنسَب إليهم. ويُشارك الرافضة فيه
بعض الزيدية([16]).
سابعًا: تقديس الأئمة،
ودعوى بعضهم فيهم النبّوة، ودعوى الإلهية فيهم من قبَل بعضهم.
ثامنًا: دعوى علم
الغيب للأئمة، ودعوى تفويض الخلق إليهم عند بعضهم.
تاسعًا: قولُهم بغيبة
بعض الناس دهورًا، ويبررونه بقصة خضر علية السلام.
تاسعًا: دعوى رجعة بعض
الموتى قبل يوم القيامة من طرف الأئمة ومن طرف الصحابة للانتقام منهم. عاشرًا: القول
بالبداء على الله تعالى وتجهيله خوف سقوط مشايخهم.
حادي عشر: قول بعضهم
بأنّ لتنزيل القرآن تأويلاً، ولظاهره باطنًا، وعلم التأويل والباطن مخصوصٌ بأئمتهم دون النبِيّ صلى الله عليه وسلم، وأنّ
نسبة الباطن من الظاهر نسبة القشر من اللبّ. (والاثنا عشرية أيضًا تقول بالباطن).
ثانِي عشر:
تدينهم بالتقيّة. ثالث عشر: تديّنهم بمتعة النساء المنسوخة ([17]).
وأغلب هذه العقائد أخذوها عن معلِّمهم الأول
(المؤسس ابن سبأ اليهودي).
الاثنا
عشرية في آخر أمرها كانت مِن فِرَق الغالية، وتقدم ذكر الأئمة الاثنَي عشر.
والإسماعيليّة إماميّة، وكذا الاثنا عشريّة، حتى خصّ الأخيرة بِهذا اللقب بعض
المتأخرين فـ« الإمامية: ساقوا الإمامة مِن عليّ الرِّضا، إلى ابنه الحسن بالوصية،
ثم إلى أخيه الحسين، ثم إلى ابنه علي زين العابدين، ثم إلى ابنه محمد الباقر، ثم
إلى ابنه جعفر الصادق. ومِن هنا افترقوا فرقتين: فرقةً ساقُوها إلى ولَدِه إسماعيل،
ويعرفونه بينهم بالإمام؛ وهم الإسماعيلية، وفرقةً ساقُوها إلى ابنه موسى الكاظم
وهم الاثنا عشرية؛ لوقوفهم عند الثاني عشر من الأئمة، وقَولِهم بِغَيْبَتِه إلى
آخر الزمان. .. وأما الاثنا عشرية خصوا باسم الإمامية عند المتأخرين منهم، فقالوا
بإمامة موسى الكاظم بن جعفر الصادق لوفاة أخيه الأكبر إسماعيل الإمام في حياة
أبيهما جعفر، فنَصّ على إمامة موسى هذا، ثم ابنه عليِّ الرّضا الذي عهِد إليه
المأمون ومات قبله؛ فلم يتم له أمرٌ، ثم ابنِه محمد التّقيّ، ثم ابنه عليٍّ
الهادي، ثم ابنِه محمد بْنِ الحسن العسكريّ، ثم ابنِه محمد المهدي المنتظر .. وفي
كل واحدة من هذه المقالات للشيعة اختلافٌ كثيرة، إلا أنّ هذه أشهرُ مذاهبهم ..
والله يُضلّ مَن يشاء ويهدي مَن يشاء إلى صراط مستقيم » ([19]).
والاثنا عشريّة هي أبرز واجهة للشيعة في هذا العصر
وأكثر عددًا من بقيّة فرق الرافضة، ولهم نشاطٌ منقطعُ النظير في تضليل عباد الله
وإخراجهم من الدين الصحيح، وكان وراءها دولة كما هو معروفٌ.
ولعل ما تمتاز به هذه الطائفة –إنْ كانت ميزة- على
بقية فِرَقهم الرافضية هو وفرة المصادر التي فيها كُلّ شيءٍ إلا التوحيد والدين
الصحيح، كالكافي والبحار وغيرهما، والتي اعتاضت بِها عن الأخذ من كُتُب السنّة
الصحيحة كصحيح البخاري وموطأ مالك ومسند الإمام أحمد وغيرها. ومما قد يُضاف مِن
مقالاتِها التي تفرّدت بِها دون أكثر المسلمين وإنْ شاركها بعض فِرَق الرافضة، أو
الزيدية، والشهادة الثالثة في الأذان: أشهد أنّ عليًّا وليّ الله) –شعار الشيعة-
([20]).
هذا شيءٌ في التعريف بهم، والله تعالى أعلم بالصواب.
المطلب
الثاني: المفهوم الشرعي (القرآن والسنة)
للفظ أهل البيت:
أهل البيت مركب إضافي مِن كلمة أهل، وهي
المضاف، والبيت وهو المضاف إليه، وقد جاء اللفظ حالَ كونه مضافًا إلى مظهر (أهل البيت)
في القرآن في موضعين، أولهما في قوله سبحانه: ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭼ هود: ٧٣
وقوله:
ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ الأحزاب:
٣٣
كما
جاء مضافًا إلى ضمير (أهله) في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭼ مريم: ٥٥ وقوله
في استجابة الله نداء أيوب لما مسه الضر: ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ الأنبياء:
٨٤ وفي استجابة أيوب قال: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ ص: ٤٣ وقال في إبراهيم: ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ الذاريات:
٢٦
وفي الحديث عن أَنَس بن مالكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بُنِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ، فَأُرْسِلْتُ عَلَى
الطَّعَامِ دَاعِيًا فَيَجِيءُ قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، ثُمَّ يَجِيءُ
قَوْمٌ فَيَأْكُلُونَ وَيَخْرُجُونَ، فَدَعَوْتُ حَتَّى مَا أَجِدُ أَحَدًا
أَدْعُو، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَدًا أَدْعُوهُ، قَالَ:
ارْفَعُوا طَعَامَكُمْ، وَبَقِيَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ يَتَحَدَّثُونَ فِي الْبَيْتِ،
فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ إِلَى حُجْرَةِ
عَائِشَةَ؛ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ!
فَقَالَتْ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ كَيْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ
بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ كُلِّهِنَّ يَقُولُ لَهُنَّ
كَمَا يَقُولُ لِعَائِشَةَ، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَتْ عَائِشَةُ ... والحديث
رواه البخاري.
ففيه: إطلاق لفظ أهل البيت على الصديقة
عائشة من اللسان المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.
فأهل
أهل البيت النبوي هم:
أزواجه
وذريته وكل مسلم ومسلمة من نسل عبد المطلب. هذا هو الصحيح مما قيل في التعريف بهم.
لذا فقد جاء في صِيَغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَالَ
بِالْمِكْيَالِ الأَوْفَى إِذَا صَلَّى عَلَيْنَا -أَهْلَ الْبَيْتِ- فَلْيَقُلْ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ
وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وهذا في سنن أبي داود في: بَاب الصَّلَاةِ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ التَّشَهُّدِ.
ثم إنّ أكبر دليل لدخول زوجات الرسول
صلى الله عليه وسلم في أهله الحقائق اللغوية والعُرفية والشرعية، وقد مرّت الأدلة
الشرعية بذلك، كما أنّ العرف لا يعْرِف من لفظة أهل الرجل –أولا- إلا زوجته، وكذلك
اللغة، فاجتمعت الحقائق الثلاثة بهذا.
(للتوسع يراجع: آيات أهل البيت
–الدلالات والهدايات، وكتاب الشيخ إحسان الشيعة وأهل البيت، وفضل أهل البيت وعلو
مكانتهم عند أهل السنة والجماعة للعباد، وغير ذلك).
المبحث
الأول: صُوَر جفاء وتفريط الشيعة في أهل البيت النبويّ :
لأهل البيت النبوي حقوق شرعية على الناس،
ولقد استطاع أهل السنة مِن الصحابة ومَن اتبعهم بإحسان إعطاءهم إياهم، أما الشيعة
فلهم معهم عدة صُوَر جفائية، وتفريط وتقصير، وسأشير إلى أبرز صُوَر ذلك في هذا
المبحث.
الصورة
الأولى:
يُمكن أنْ يقال بأنّ أول صُوَر يفاجأ المسلم به من صُوَر جفاء الشيعة الاثنَي
عشرية خصوصًا فيهم هو في (مفهوم أهل البيت النبوي) حيث حصَروه -لِهَوى في نفوسهم-
في: علي وفاطمة وابنيها الحسن والحسين، وثمانية من أبناء الحسين، وتاسع منهم غير
مولود أصلا، وأخرجوا بقية إخوان وأخوات فاطمة من أبناء الرسول وبناته، وكذلك كل
زوجاته حتى خديجة، وأخرجوا كل أبناء الحسن من الذرية النبوية، وقد تقدم بأنّ
الصحيح في أهل بيته هم أزواجه وذريته وكلّ مسلم ومسلمة من نسل عبد المطلب،
بل ولوحظ في سردهم
لأئمتهم الإمامة المفتراه وسوقها بعد الحسنَين رضي الله عنهما أنهم قد عزلوا
أولاد الحسن وأبعدوهم؛ لأنّه رضي الله عنه تَصَالح مع معاوية رضي الله عنه بل
وأصلح الله به بين فئتين من المسلمين، جاء في أوائل المقالات: (باب الفرق بين
الإماميّة وغيرهم من الشيعة وسائر أصحاب المقالات)، ومما قال فيه: « فأما السّمة
للمذهب بالإمامة، ووصف الفريق من الشيعة بالإماميّة فهو علَمٌ على مَن دان بوجوب
الإمامة ووجودها في كُلّ زمانٍ، وأوجب النصّ الجلِيّ، والعصمة والكمال لكُل إمام، ثم
حصَر الإمامة في ولد الحسين بن علي عليهما السلام، وساقها إلى الرضا علي بن
موسى ع؛ لأنّه وإنْ كان في الأصل علَمًا على مَن دان من الأصول بما ذكرناه دون
التخصيص .. فإنّه قد انتقل عن أصله لاستحقاق فِرَق من مُعتقدِيه ألقابًا بأحاديث
لَهم بأقاويل أحدثوها فغلبتْ عليهم في الاستعمال دون الوصف بالإماميّة، وصار هذا
الاسم في عرف المتكلمين وغيرهم من الفقهاء والعامة علَمًا على مَن ذكرناه »([21]).
ولأُلخص
هذه الصورة الجفائية مِن هؤلاء القوم فإني أنقل نقلا واحدا عن الشيخ المجاهد الشيخ
إحسان إلهي ظهير رحمه الله- في كتابه: الشيعة وأهل البيت، وهو يُفصِّل موقفهم في
هذا -بعدما بيّن المفهوم الشرعي من لفظة أهل البيت- فيقول: « فالحاصل أنّ المراد
مِن أهل بيت النبي أصلا وحقيقة: أزواجه عليه الصلاة والسلام، ويدخل في الأهل:
أولاده وأعمامه وأبناؤهم أيضَا تجاوزًا، كما ورد أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم
أدخل في كسائه: فاطمة والْحَسَنَين وعليًّا، وقال: " اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي "([22]) ليجعلهم شاملا في قوله
عز وجل: ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ [الأحزاب: ٣٣] كما أدخل عمّه
العباس وأولاده في عباءته لتشملهم أيضًا هذه الآية. ولقد ورَدَت بعض الروايات التي
تنص أنّ بنِي هاشم كلهم داخلون في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما
الشيعة فأرادوا عكس ذلك؛ فحصروا أهل بيت النبوة في هؤلاء الأربعة، علي وفاطمة ثم
الحسن والحسين، وأخرجوا منهم كلّ مَن سواهم. ثم اخترعوا طريقة أخرى فأخرجوا أولاد
علي غير الحَسَنَين رضي الله عنهم من أهل البيت، ولا يعدون بقية أولاده من أهل
البيت؛ من محمد ابن الحنفية وأبي بكر وعمر وعثمان والعباس وجعفر وعبد الله وعبيد
الله ويحيى، ولا أولادهم من الذكور الاثني عشر، ولا من البنات ثماني عشرة ابنة أو
تسع عشرة ابنة على اختلاف الروايات، كما أخرجوا غير فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث لا يعدون بناتها زينب وأم كلثوم ولا أولادهما من أهل
البيت، وهذه نكتة وطريفة. ومثل هذا الحسن بن علي؛ حيث لا يجعلون أولاده داخلين في
أهل البيت. وكذلك أخرجوا من أهل البيت كُلاّ مِن أولاد الحسين ممن لا يهوى هواهم،
ولا يسلك مسلكهم، ولا ينهج منهجهم، وهذا أطرف من الأول. ولذلك أفتوا على كثيرين من
أولاد الحسين الأولين منهم بالكذب والفجور والفسوق، وحتى الكفر والارتداد، كما
شتموا وكفروا أبناء أعمام الرسول وعماته وأولادهم، وحتى أولاد أبي طالب غير علي
رضي الله عنه. والجدير بالذكر: أنهم أخرجوا بنات النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة
غير فاطمة، وأزواجهن، وأولادهن من أهل البيت بدائيًّا، ولا ندري أيّ تقسيم
هذا؟ ... ثم وفي التعبير الصحيح الصريح
أنّ الشيعة لا يرون أهل البيت إلا نصف شخصية فاطمة، ونصف شخصية علي، ونصف شخصية
الحسن، وبقية الأئمة التسعة عندهم من الحسن إلى العسكري، والعاشر المولود الموهوم
المزعوم الذي لم يولد قطعًا ولن يولد أبدا. فهذه هي حقيقة مفهوم أهل البيت عند
القوم » ([23]).
الصورة
الثانية:
أنه لم يكتفِ الشيعة بإخراج بعض مَن يَدخل في أهل البيت النبوي من أهله، بل إنّ
الكثيرين منهم لم يُحافظ على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم حيث أمر
بتعظيم أهل بيته واحترامهم وإعطائهم حقوقهم لله ولقرابتهم بالرسول، ووصل ببعضهم
إلى أنْ سلقوهم، وخصوصًا زوجاته الطيبات كعائشة وحفصة بألسنة حدادٍ سبًّا وشتمًا،
وطعنوا فيهنّ. ومن كثرة طعن الرافضة بالصحابة لُقّبوا بالسّبيّة كما يُقال لهم:
التبرائية كما في تلخيص ترجمة التحفة الاثني عشرية([24]).
قال صاحب
الوشيعة في نقد عقائد الشيعة: « كُتُب الشيعة تَطعَنُ على أزواج النبِيّ:
للشيعة في أزواج النبِيّ أمهات المؤمنين، خصوصًا في عائشة وحفصة وزينب سوء أدب
عظيم لا يتحمله عصمة النبِيّ وشرف أهل البيت، ولا دين الأئمة- وَذَكَر أنّ أقلّ ما
يقوله الكافي والوافي أنّ في عائشة وحفصة آية التحريم الآتية والتي في ضَرب المثل
للذين كفروا: امرأة نوح وامرأة لوط، نَزَلت فيهما وفي أبِي بكر وعمر، وأنّ عائشة
وحفصة كافرةٌ منافقة مخلدة في النار »([25]).
ولَمّا كانت
هذه المطاعن كثيرة جدًّا فإنِّي سأنتقي طائفة من مطاعنهم في الصديقة بنت الصديق
عائشة، وفي حفصة بنت الفاروق رضي الله عنهم أجمعين، بغية الاختصار([26]).
وقد دافع
علماء أهل السنة عن عِرضه صلى الله عليه وسلم، وبيّنوا مفترياتهم في تلك الطعون،
وما كتاب (دفع الكذب المبين الْمُفترَى من الرافضة على أمهات المؤمنين، رضي الله
عنهن أجمعين) للشيخ عبد القادر بن محمد عطا –حفظه الله- إلا واحدٌ من تلك الجهود
المباركة.
ومِن هذه
المطاعن فيهما ومن كُتُبِهم:
أ- اتّهامُ
عائشةَ وحفصةَ بالتآمر مع أبويهما (أبي بكر وعمر) رضي الله عنهم على رسول الله صلى
الله عليه وسلم وسقياه سُمًّا، وأنّ ذلك هو سبب وفاته: فقد عمِد الرافضة إلى قول
الله تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﭼ [التحريم: ١ – ٤].
قال القمّي
(علي بن إبراهيم –مرجع مَن أتى بعده منهم في التفسير) في سبب نزول هذه الآيات: «
كان سبب نزولها أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه، وكانت
مارية القبطية تكون معه تخدمه، وكان ذات يوم في بيت حفصة، فذهبت حفصة في حاجة لها،
فتناول رسول الله مارية، فعلمت حفصة بذلك فغضبت، وأقبلت على رسول الله صلى الله
عليه وآله، وقالت: يا رسول الله، هذا في يومي، وفي داري، وعلى فراشي! فاستحيا رسول
الله منها، فقال: كفى فقد حرمت مارية على نفسي، ولا أطأها بعد هذا أبدًا، وأنا
أُفضِي إليكِ سرًّا، فإنْ أنت أخبرتِ به فعليكِ لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين، فقالت: ما هو؟ فقال: فإنّ أبا بكر يلِي الخلافة بعدي، ثم مِن بعده أبوك.
فقالت: مَن أخبركَ بِهذا؟ قال: الله أخبَرني. فأخبَرت حفصة عائشة من يومها ذلك،
وأخبَرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر، فقال له: إنّ عائشة أخبَرتني عن
حفصة بشيءٍ، ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة! فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا
الذي أخبَرَت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك، قالت: ما قلت لها مِن ذلك شيئًا. فقال لها
عمر: إنْ كان هذا حقًّا فأخبرينا حتى نتقدم فيه. فقالت: نعم، قد قال رسول
الله ذلك؛ فاجتمعوا أربعة على أنْ يسمّوا رسول الله. فنزل جبريل على رسول
الله صلى الله عليه وآله بِهذه السورة
ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭼ
إلى
قوله ﭽ ﭦ ﭧﭨ ﭼ
يعنِي:
قد أباح الله لك أنْ تُكفّر عن يمينك.
ﭽ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭼ أي: أخبَرَت
به. ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ
يعنِي:
أظهر الله نبيه على ما أخبرت به وما هموا به، ﭽ ﭽ ﭾ ﭼ أي: أخبَرها،
وقال: لِم أخبَرْتِ بِما أخبرتك؟ وقوله:
ﭽ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﭼ قال: لِم لم يُخبِرهم بِما علم مما
همّوا به »([27]).
وقصة زعم سم
هؤلاء الكبار رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مُعتبرةٌ عند الشيعة لها شواهد([28]).
وقد ناقش
الدكتور عبد القادر –حفظه الله- مطاعن هؤلاء الرافضة في القصة، وأبرز كذِبَهم في
القصة، وردّ على أنواع طعونهم، وبيّن تناقضاتهم([29]).
ب-:
تبرّي الرافضة من عائشة وحفصة زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن نصوصهم في
ذلك: ما نقله المجلسي الشيعي وغيره من علمائهم من إجماع الشيعة على التبري منهما:
« وعقيدتنا في التبري: أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة: أبِي بكر وعمر وعثمان
ومعاوية، ومِن النساء الأربع: عائشة وحفصة وهند وأم الحكم، ومِن جميع أتباعهم
وأشياعهم، وأنّهم شرّ خلق الله على وجه الأرض، وأنّه لا يتم الإيمان بالله ورسوله
والأئمة إلا بعد التبري من أعدائهم »([30]).
ت-:
لعنُ
عائشةَ وحفصةَ رضي الله عنهما: فقد نسب غيرُ واحدٍ من علماء الشيعة زورًا إلى جعفر
الصادق –رحمه الله- أنّه كان يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال، وأربعة من
النساء: التيمي والعدوي –أبا بكر وعمر- وعثمان ومعاوية، يسميهم، وعائشة وحفصة
وهندًا وأم الحكم أخت معاوية([31]).
ث-:
ادعاء الاثني عشرية كُفر عائشة وعدم إيمانها: فقد أسندوا زورًا إلى جعفر الصادق،
أنه قال في تفسير قوله تعالى: ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﯦ ﭼ [النحل: ٩٢]. التي
ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﯦ ﭼ : عائشة، هي
نكثت إيمانها »([32]).
وقد بحث
متكلّمو الشيعة في كتُب العقائد -كالمفيد في كتابه أوائل المقالات في المذاهب
والمختارات وغيره، مسألةَ تكفيرِ أم المؤمنين عائشة وطلحة والزبير وغيرهم من كبار
الأصحاب، وبنَوا حكمهم على أنّ مسلك الاثني عشري المتفق عليه هو تكفيرُهم، كما
أنهم مُخلّدون في النار([33])
عياذًا بالله!
بل عائشة رضي
الله عنها هي أحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أنّه لا يُحبّ
إلا طيِّبًا، كما أنّها من أهل الجنة، والجنة لا يدخلها الكفار([34]).
ج-: الاثنا
عشرية ونسبة الطاهرة العفيفة، الصديقة بنت الصديق، الْمبرأة من الله إلى الفاحشة
(الزنا):
زعم الشيعة
أنّ قول الله تعالى:
ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ [التحريم: ١٠]. مثلٌ ضرَبَه
الله لعائشة وحفصة رضي الله عنهما.
قد فسّر بعض
الشيعة الخيانة في الآية بارتكاب الفاحشة، وذكر آخرون منهم أنّ « عائشة جمعَتْ
أربعين دينارًا من خيانة وفرّقتها على مبغضي عليّ »([35]).
وأما الأول
فقد قال القمي في تفسير الآية: « واللهِ ما عَنى بقوله: ﭽ ﮟ ﭼ إلا الفاحشة،
وليقيمنّ الحدّ على (عائشة) ([36])
فيما أتت في طريق (البصرة)([37])،
وكان (طلحة) ([38])
يُحبّها، فلما أرادتْ أنْ تخرج إلى (البصرة) قال لها فلان: لا يحل لك أنْ تخرجي من
غير محرم، فزوجت نفسها من (طلحة) »([39]).
ومما
يؤكد أنّ الشيعة الذين لم يَذْكُروا اسم عائشة (صراحة) عنَوا بـ(فلانة): عائشة رضي
الله عنها: ما روَوه في كتبهم زورًا أنّه « لَمّا نزل قول الله تعالى: ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯸ ﭼ [الأحزاب: ٦]. وحرّم الله
نساء النبي صلى الله عليه وآله على المسلمين غضِب طلحة، فقال: يُحرّم محمدٌ علينا
نساءَه ويتزوج هو بنسائنا، لئن أمات الله محمدًا لنركضنّ بين خلاخيل نسائه كما
ركَض بين خلاخيل نسائنا، -وفي رواية أخرى: لأتزوجَن عائشة([40])،
وفي رواية ثالثة: وكان طلحة يريد عائشة([41])
، فأنزل الله تعالى:
ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ [الأحزاب: ٥٣].
يقول
شيخي الشيخ عبد القادر بن محمد عطا –حفظه الله- في تعليقه على الافتراء الأول: «
ووجه إقامة الحد عليها –على حد زعم الشيعة-: كونها زوّجت نفسها من آخر بعد رسول
الله صلى الله عليه وسلم، مع حُرمة ذلك، فالله تعالى قد حرّم نكاح أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم من بعده أبدًا ... ولا بد أنْ يقام هذا الحدّ عند رجعة الأئمة
وأعدائهم، حسب معتقد الشيعة الباطل في ذلك »([42]).
وبإجماع الناس فحفصة لم تخرج إلى البصرة، والتي خرجت بإجماعهم هي عائشة، فهي إذًا
التي يقام عليها هذا الحد –على زعمهم([43]).
وقد
زاد خُبث هؤلاء في هذا العصر فأسمعونا فيهنّ الكثير والكثير من هذه المفتريات
وغيرها، وما أكثر المواقع التي حملت الكثير من ذلك. فقد آذى هؤلاءِ رسولَ الله صلى
الله عليه وسلم في نفسه وأهله أيّما إيذاء، ومؤذيه ملعونٌ في الدنيا والآخرة بنصّ
القرآن. ومَن يعذُرُه فيهم في هذا العصر قليل، اللهم فأخرس لسانًا تفوّه بأذيّته
إنْ لم يكُن من المهتدين، وأرنا فيهم عجائب قدرتك!
وأرى
أنْ أكتفي بذكر هذه الطعون والافتراءات، من التكفير فما دونه التي افتراها الرافضة
ووجّهوها إلى أحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إطلاقًا؛ عائشة،
الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما، وإلى بقية زوجاته في الدنيا والآخرة. وأعيد
القول هنا بأنّ الجنة لا يدخلها كافر. كما أنّهنّ رضي الله عنهنّ كذلك أمهات
المؤمنين؛ يجب احترامهنّ وتعظيمهنّ ... فهل الالشيعة الرافضة مؤمنون؟
وما
تقدم هنا فهو وجهٌ من الأوجه الكثيرة التي جفا الرافضة رسول الله؛ محمدًا صلى الله
عليه وسلم؛ ذلك أنّ الطعن في أخصّ أهل الإنسان طعنٌ فيه بالطريق غير المباشر. وبه
أكتفي.
المبحث
الثاني: صُوَر من غلو وإفراط الشيعة في أهل البيت النبوي:
رويَت روايات كثيرة يمنع الأئمة ((عليٍّ
وأولاده رضي الله عنهم) فيها شيعتَهم من الغلو فيهم: فمِن تحذير أئمة أهل البيت
شيعتهم عن الغلو فيهم: ما روى عَلِيّ
بن الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: « أَحِبُّونَا بِحُبِّ الإِسْلامِ،
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لا تَرْفَعُونِي
فَوْقَ حَقِّي؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ أَنْ
يَتَّخِذَنِي رَسُولا "([44]).
إلا
أنّ الذين يدّعون مشايعَتَهم -زُورًا وكذبًا- من الرافضة خالفوهم؛ فغَلَوا فيهم
وأعطوهم خصائص الأنبياء بل والإله!
ومن
أمثلة ذلك:
أ-:
نفيُ بعض خصائص البشرية عنهم، والتي أثبتها لهم ربُّهم، وأثبَتَها لهم رسولُه صلى
الله عليه وسلم، كخصيصة النسيان، توهُّمًا منهم بأنّ إثباتَها لهم نقصٌ لِمراتبهم،
حتى قيل للرضا –الإمام الثامن- « إنّ في الكوفة قومًا يَزعُمون أنّ النبِيّ صلى
عليه وآله لم يقَع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبُوا –لعنهم الله-: إنّ الذي لا
يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو » ([45]).
ومثله: دعوى
بعضهم أنّ الإمام يعلم الغيب: ففي الكافي: « باب أنّ الأئمة يَعلمون جميع العلوم
التي خرَجَت إلى الملائكة والأنبياء والرسل » ([46]).
وقولكم: « باب أنّ الله عز وجل لم يُعلِّم نبيّه عِلْمًا إلا أمَرَه أنْ يُعَلِّمه
أمير المؤمنين، وأنّه كان شريكه في العلم » ([47]).
وفي ثالث: «
باب أنّ الأئمة ورثوا علم النبِيّ وجميع الأنبياء والأوصياء » ([48]).
وفيه: أنهم يعلمون علم ما كان، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
ورَدّ عليهم
الخوئي الشيعي فقال: «..إذَن يُصبِح رسول الله والْمتقون مِن أصحابه وأمته مؤمنين
بالغيب لا عالِمين به،لأنّ العالِم بالغيب هو الله تعالى الذي يَعرِف الغيب بنفسه
ولَم يأخُذه من أحدٍ،على خلاف الرسول وأتباعه الذين يؤمنون بأخبار الغيب،..هذا
الأمر بِهذا الوضوح لَم يَفهمه الرواة ولا الناقلون عنهم،وكانوا لا يُفكِّرون إلا
بإغداق الصفات والخصال الخارقة للإمام وحده» ([49]).
ب-: ومن غلوهم
فيهم: قول الجناحية([50]) وغيرهم: « الأرواح تتناسخ، وكان روح الله في آدم ثم في
شيث، ثم الأنبياء والأئمة، حتى انتهت إلى علي وأولاده الثلاثة ثم .. »([51]).
وأورد النوبختي –وهو يتحدث عن بعض فرق الغلاة
(الخطابية –
البزيغية- التي هي الإسماعيلية([52]))
دعواهم: أنّ الله تعالى نورٌ يدخُل في أبدان الأوصياء، وأنه دخل في جعفر بن محمد
وحلّ فيه، ثم خرَج منه فدخل في أبِي الخطاب، ثم خرج منه فدخل في معمر، « ..كان
النور الذي هو الله في عبد المطلب، ثم صار في أبي طالب، ثم صار في محمد، ثم صار في
عليّ بن أبِي طالب، فهم آلِهةٌ كُلّهم. .. وأبو طالبٍ هو الله عز وجل، -وتعالى
الله عما يقولون عُلُوًّا كبيرًا- فلَمّا مضى أبو طالب خرجَت الروح وسكَنَت في
محمدٍ صلى الله عليه وآله، وكان هو الله عزّ وجلّ في الحق، وكان علي بن أبي طالب
هو الرسول، فلما مضى محمدٌ صلى الله عليه وآله خرجَت منه الرّوح، وصارت في عليّ،
فلَم تزل تتناسخ في واحدٍ بعد واحدٍ حتى صارت في معمر »([53]).
وقريبًا
منه زعم الشيخية([54])
حيث زعم رأسهم الإحسائي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مخلوقٌ من نور الله
تعالى، وأنّ هذا النور عقلٌ واحدٌ يَظهر في محمد، ثم يظهر في علِيٍّ، ثم في الحسن،
ثم في الحسين، وأنّ الزمان لا يخلو من ناطق([55]).
وكُلّ هذا وذاك مِن الغُلُوّ الذي لا يرضاه الله
تعالى، ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم. ثم إنه يكفي في الردّ على هؤلاء الْمنتهين
في الغُلُوّ قول النوبختي بعد حكاية لبعض ما تقدم: « فهذه فِرق أهل الغُلُوّ ممن
انتحل التشيع، .. لعنهم الله، وكلّهم متفقون على نفي الربوبية عن الجليل الخالق
-تبارك وتعالى عن ذلك عُلوًا كبيرًا- وإثباتها في بدن مخلوق مئوف؛ على أنّ البدن
مسكنٌ لله، وأنّ الله تعالى نورٌ وروحٌ ينتقل في هذه الأبدان –تعالى الله عن ذلك-
»([56]).
ت-:
ومن
صور الغلو فيهم: تفضيل الأئمة على الأنبياء كما قال الخميني: (إنّ من ضروريات
مذهبنا أنّ لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرَّبٌ ولا نبي مرسل).
ث-: ومِن
أكبر الغُلُوّ فيهم القول بأنّ النبي وبعض الأئمة ألهةٌ وأربابٌّ، بالحلول والتجسد
أو بغيره: وقد قالت به بعضُ فِرَق الرافضة: كبعض فِرق الذَّمّية(
[57])
الذين منهم: « مَن قال بإلَهية محمد وعليّ، إلا أنّ منهم: مَن يُقدّم عليًّا في
أحكام الإلهية. ومِنهم: مَن يُقدّم محمدًا. ومنهم: مَن قال بإلَهية خمسة أشخاصٍ،
وهم أصحاب العَبَا (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) وأنّ خمستهم شيءٌ واحدٌ،
وأنّ الروح حالة فيهم بالسّوّية، ولا فضل لواحدٍ على الآخَر » ([58]).
« وأما
المفوضة من الرافضة([59]):
فقوم زعموا أنّ الله تعالى خلَق مُحمدًا ثم فوّض إليه تدبير العالم وتدبيره فهو
الذي خلق العالم دون الله تعالى ثم فوض محمدٌ تدبير العالم إلى علي بن أبي طالب؛
فهو الْمُدبر الثالث. وهذه الفرقة شَرّ من المجوس الذين زعموا أنّ الإله خلق
الشيطان، ثم إنّ الشيطان خلق الشرور. وشَرّ من النصارى الذين سَمّوا عيسى عليه
السلاممُدبِّرًا ثانيًا، فَمَن عَدّ مُفَوِّضة الرافضة مِن فرق الإسلام فهو
بِمنزلة مَن عد المجوس والنصارى من فرق الإسلام » ([60]).
ويكفي ما تقدم
لتوضيح موقف الرافضة الغالي من الأئمة! كما أنه تقدم في المبحث الأول الجانب
الآخر، وهو كون الشيعة جفاةً في حق أهل البيت النبوي –عكس دعواهم فيهم- والله
المستعان!
وهنا نهاية
البحث، والله وحده أسأل القبول، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.
فهرس
للموضوعات ........................................... صفحتها:
التعريف
بالشيعة....................................................
المراد الشرعي
من مفهوم أهل البيت النبوي............................
جفاء الشيعة
في أهل البيت النبوي...................................
غلو الشيعة في
أهل البيت النبوي ....................................
فهرس
الموضوعات .................................................
([1]) كأبِي الحسن الأشعري في
كتابه مقالات الإسلاميين، (ج2/ 65-166)، وكعضد الدين الإيجي في المواقف في علم الكلام،
(انظر إليها وتفاصيل الفرق المندرجة تحتها: ص418-423)، وأحمد بن عمرو بن أبي العز،
في كتابه الجرد الغامدة في قواصم الرافضة، ص61-62 وما بعده، وجلال الدين الدواني
الصديقي في كتابه الحجج الباهرة، ص383.
([11]) جامع الترمذي: كتاب المناقب، بَاب مَنَاقِبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ t، ورقمه: 3713 عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ أَوْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ
عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وسنن ابن ماجه عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي
وَقَّاصٍ t مرفوعًا، كتاب المقدمة، بَاب فَضْلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ t، ورقمه: 121، الحديث صحيح، وقد درس الحديث برواياته المختلفة
الدراسةَ الوافيةَ الشيخُ الألباني –رحمه الله- (السلسلة الصحيحة، ج4/ 330-344،
ورقمه: 1750 عن عشرة من الصحابة بطرقها الكثيرة). وراجع لنقض استدلال الرافضة على علي دون من
تقدمه من الثلاثة بِهذا الحديث وبغيره من شُبهاتهم (الفصل الأول من مسائل خلافة
علي من كتاب الحجج الباهرة، من ص147 وأربع صفحات قبله-208، والفصل الذي بعده).
([18]) انظر عن الاثني عشرية مفصَّلا من حيث التعريف بِها وأخطر
عقائدها، وألقابُها وفرقها (من المحمدية والاثني عشرية، والشيخية والرشتية، وإلى
أصولية وأخبارية، وغير ذلك)، وعداؤها للمسلمين عامّة وللصحابة خاصّة، وحكم الإسلام
فيها: أولا: من كُتُب القوم: فرق الشيعة للنوبختي، 18-20، وأوائل المقالات في
المذاهب المختارات، ص46، وكشف الأسرار للخميني، (الحديث الثاني في الإمامة)،
ص121-198 وكامل كتاب الشيعة والتصحيح –الصراع بين الشيعة والتشيع- (لنقض عقائد
الاثني عشريّة)، ومثله كسر الصنم للبرقعي.
ومن كُتُب
مخالفيهم: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين لأبي الحسن الأشعري، (ج1/ 88-105)،
والفرق بين الفرق، ص71-72، وكتاب الإمامة والرد على الرافضة لأبي نعيم بتحقيق:
الدكتور علي الفقيهي، والفصل لابن حزم، (ج3/99)، والتبصير في الدين للاسفراييني،
ص204-205، والملل والنحل للشهرستاني، (ج1/343-362)، والمواقف في علم الكلام
للإيجي، ص423، والجرد الغامدة في قواصم الرافضة (أصله خمسة أجزاء لجاحظ)، والحجج
الباهرة لجلال الدين الصديقي، واليمانيّات المسلولة لزين العابدين الكوراني،
والشيخ إحسان إلهي ظهير في كُتُبه الخمسة: الشيعة والتشيع فرق وتاريخ، والشيعة
والقرآن، والشيعة والسنة، والشيعة وأهل البيت، والرد الوافي على مغالطات الدكتور
عبد الواحد وافي في كتابه.. . وأصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية عرض ونقد،
د. ناصر القفاري، والإمامة عند الشيعة الاثني عشرية لجلال الدين محمد صالح، وجاء
دور المجوس لعبد محمد الغريب، وإسلام بلا مذاهب للشكعة، ص، ودراسات في الفرق، د.
صابر طعيمة، ص، ص37-71، وفرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام، د. غالب عواجي،
(ج1/344-464)، والأديان والفرق والمذاهب المعاصرة، للشيخ شيبة الحمد، ص239-235،
والفصل الرابع (الشيعة الإمامية الاثني عشرية وأهم تعاميلهم) من كتاب: دراسة عن
الفرق في تاريخ المسلمين –الخوارج والشيعة-، د. أحمد محمد أحمد جلي، ص201-274.
([26]) ومَن أراد الوقوف على
جملة من مطاعن الرافضة في عموم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين، فعليه بكتاب
دفع الكذب المبين للدكتور عبد القادر (وأصله جزء من رسالته الفريدة في الباب: موقف
الشيعة الاثني عشرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم)،
ص9-35، والمسائل الأخيرة من كتاب حقيقة الشيعة، وهل يُمكن تقاربُهم مع أهل السنة؟
لِمحمد يوبي، ص373-403 .
([50]) الجناحية: هي: فرقة رافضية غالية تنتسب إلى عبد الله بن
معاوية بن عبد الله بن جعفر، ذي الجناحين، ومن مزاعمه: أنه ربٌّ، وأنّه نبِيٌّ،
فعبده شيعتُه، ويدعون أنّ الدنيا لا تفنى، ويَكفُرُون بالقيامة، ويستحلون الميتة
والخمر وغيرهما: (انظر: مقالات الإسلاميين لأبي الحسن، (ج1/67). قال في التبصير في
الدين، ص331: « من جملة الغلاة
أتباع عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يزعمون أنّ روح
الإله تَحُلّ في الأنبياء والأئمة، وتنتقل من بعضهم إلى بعض، وكانوا يُنكرون
القيامة والجنة والنار، ويستحلون الزّنا واللواط وشرب الخمر وأكل الميتة، ولا
يَرَون وجوب الصلاة والصوم والزكاة والحج، ويُؤوّلون ذلك على موالاة قَومٍ من أهل
البيت، ويَدّعون أنّ عبد الله بن معاوية لم يَمُت، وأنّه في جبل أصفهان إلى أنْ
يَخْرج. والمشهور أن أبا مسلم صاحب دولة بني العباس بعث إليه عسكرا فصلبوه وقتلوه
».
([54]) الشيخية هي الطائفة المنسوبة إلى زعيمها الضال (أحد شيعة العراق)
المسمى: الشيخ أحمد الإحسائي، وهو أحمد بن زين الدين بن إبراهيم الإحسائي، الذي
وُلد بالمطير من قرى الإحساء، في شهر رجب سنة: 1166هـ، وتوفّي سنة: 1241، ودُفن
بالبقيع. .. ويُعتبر من كبار علماء الإمامية، وهو باطنيٌّ من الغُلاة، وله أفكارٌ
خارجة عن الإسلام يَظهر فيها الاعتقاد بالحلول، وغير ذلك. – (انظر تتمة ترجمته في:
فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها، ج2/643-647).
No comments:
Post a Comment