بسم الله الرحمن الرحيم
لجنة اتحاد طلاب نيجيريا،
بالجامعة الإسلامية،
بالمدينة النبوية.
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى
آله وصحبه ومن ولاه.
وبعد:
فهذه كلمة يسيرة نقــيّــدها ـ بحكم ما أورثتنا
التجربة والممارسة لتدريس إخواننا الحجاج ببلد الحبيب صلى الله عليه وسلم (خليل رب
العالمين؛ محمد بن عبد الله، النبي الأمي، عليه أزكى وأفضل الصلاة وأتم التسليم).
كما لا يخفى على الجميع، أن
اللجنة القائمة بتوعية الحجاج في العمائر تم لها إنشاء ـ وذلك قبل سنتين ـ ما
يسمى: بـ(التدريس)؛ زيادة في تفعيل الخير في الحجاج وتوجيههم، وكانت المواد التي
تُدرَّس من ذلك التاريخ إلى اليوم: القرآن الكريم، العقيدة،
ما لا يسع المسلم جهله من أمر الصلاة ومقدماتها ثم المعاشرة
الزوجية/وتربية الأولاد، فإذنْ هي أربع مواد يقوم الداعية
إلى الله بالإعداد الجيّد لها، وتقديمها من خلال يومين ـ وذلك بعد أن تم إعلان الحجاج
يومَ توعية معالم المدينة ومزاراتها الشرعية وكتابة أسماء الراغبين في:
التدريس ـ وتكون هذه الدورة المكثفة للحجاج في: ثمان ساعات(8)فقط؛ حيث يتفق
الداعية مع الحجاج في تحديدها، والواقع المعمول به: أنه يكون مدرسان في عمارة
واحدة؛ كلٌ منهما مناط عليه تدريس مادتين من تلك المواد الأربعة المذكورة سابقا،
وفصل الرجال غالبا ما يثلقَب بـ(فصل: أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي رضي الله
عنهم)، والآخر بـ ( فصل عائشة، أو خديجة أو فاطمة أو إحدى الصحابيات رضي الله عنهن
جُمعَ(جمعاوات). وينتخب: نقيب من كل فصل؛ وله جائزته في خاتمة الدروس من المصحف
المرتل المسجل للحذيفي غالبا، ويعطى كل طالب منهم: شهادة الحضور التكريمية، مع
المصاحف والكتيِبات النافعة المفيدة، ـ وقد ـ تكون أشرطة. وفي هذا الحفل الختامي
المشار إليه؛ نؤكد غالبا على إعطاء الحجاج الفرص للمداخلات وسماع الاقتراحات التي
يُرجى أن تعود على الدورة المستقبلة بالخير.
ويا أخي الداعية! أرجو أن أكون قد أعطيتك ـ فيما سبق ـ صورة مصغرة ومجملة
لطبيعة العمل في التدريس.
فإذا كان ما سبق كذلك، فمن
الطبيعي أن تكون الدروس كلها بدايات وأساسيات دون غيرها؛ أعني: أن الداعية يدرس في
مادة القرآن مثلا ـ كما سيأتي تفصيله ـ سورة الفاتحة لأهميتها في الصلاة ثم
الإخلاص والمعوّذتين، ممهدا لها أولاً بذكر سبب اختيار هذه السور، وبما يناسب كل
سورة، ثم: قارئا، ثم؛ آمرا أزكى الطلاب بالقراءة ثم الذي يليه ثم الذي يليه،
ومصححا مقوّما ألحان قراءة الضعيف منهم، ثم يختم بالشرح الموجز لكل سورة، وذاكرا
فضائلها وأهم ما يستفاد منها، وشيئا من مواضع قراءتها: كقوله: تقرأ هذه السور دبر
كل فريضة كما صح ذلك عن النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وكذالك عند
النوم، وهي من أذكار: الصباح والمساء، ثم يؤكد على: قولها والالتزام بها في
مواضعها حتى تنقلب العلميات عمليات. وكذلك
درس العقيدة فإنه؛ يقوم بتدريس الأساسيات فيها وأهم المواضيع منها؛ فيدرس أركان
الإيمان بالتفصيل: وهي الإيمان بالله ربوبيةً وألوهيةً وأسماء وصفاتٍ، وما يناقض
ذلك من الشرك الأكبر كدعوة غير الله فيما لا يستطيعه إلا الله (كقولهم عند البلاء:
SHEHU da BELLO) وكالإتيان إلى السحرة
والكهنة وتصديقهم فيما يقولوه. أو يناقض كماله، كالشرك الأصغر من الرياء والسمعة
وغيرهما. وكذلك يقوم الداعية بشرح مبَسّط لكلمتي الشهادة؛ وهو مدخل لطيف وجميل
لدحض شبه كثير من الذين وقعوا في الشركيات( كبيرها وصغيرها)، وأما في الشطر الثاني
من كلمة الشهادة( وهو: شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيجتهد
الداعية في بيان أن هذا الدين لا يقبله الله من أحد إلا إذا اقتدى برسول الله فيه؛
إذْ هو الأسوة في كل شيء، قال الله تعالى:)لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرا(. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن عائشة رضي
الله عنها:{من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد} وفيما اتفق هو والبخاري عنها
مرفوعا:{من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}. فإذنْ لا ابتداع في الدين، بل
كُفِينا. و يبين للحجاج أن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم ـ على المسلمين ـ أعظم
من حقوق أمهاتهم وآبائهم وأبنائهم وزوجاتهم بل ومن
في الأرض جميعا، ومن أهم حقوقه:
أ- حبّ النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من الوالد والولد والناس أجمعين؛
وأن ذلك ليس بدعوى تقال، بل لا بد من أن يصدق ذلك الإتباع، كما قال تعالى: )قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله( آية
الامتحان.
ب- الإكثار من الصلاة عليه، لأنه؛ من أحب شيئا أكثر من ذكره. كما يقال.
ت- طاعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر.
ث- وتصديقه فيما أخبر.
ج-
واجتناب
ما نهى النبي صلى الله عليه وسلم وزجر.
ح-
وأن لا يعبد أحد الله إلا بشرع رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، لا بالبدع والخرافات.
هذا، ويبين الداعية جلالة أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذْ هم الواسطة بيننا وبين رسول الله، ولولا الله ثم هؤلاء العصابة
ما كنا مسلمين. و في هذا التأصيل رد على الرافضة ضمناً، بل وينبغي أن يصرّح بذلك.
وأما إذا سألتني عن أهم الأهداف التي من
أجلها هذه الدروس للحجاج، فأقول:
ـ وبالله التوفيق ـ :
·
ترسيخ
عقيدة أهل السنة في قلوب الحجاج بدأً بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر وبالقدر خيره وشره حلوه ومره من الله.
·
الفهم الصحيح
لكلمتي الشهادة، وأن الأعمال لا تكون مقبولة إلا إذا توفّر فيها شرطان: هما؛
الإخلاص والمتابعة( أي: تحقيق العبودية لله عز وجل، وتجريد متابعة الرسول الكريم).
·
القيام
بأعمال الحج في أكمل وجه.
·
خلق
وإيقاظ الحماسة الدينية المنضبطة في نفوس الحجاج، دون غلو فيه أو جفاء.
·
تنبيههم
على أساسيات الدين وأركانه من الصلاة والصيام والزكاة، وحثهم على القيام بها في
أكمل وجه.
·
تصحيح
الأخطاء الجلية في قراءة القرآن الكريم في الصلاة وغيرها.
·
تعليم
الإخوة الوضوء والغسل والصلاة عمليا.
·
تنبيههم
على إعطاء الخلق حقوقهم، وفي مقدمة ذلك: حق النبي صلى الله عليه وسلم وحق أصحابه
وحق الأمهات، وكذا حقوق الزوجية، وتربية الأولاد، ثم حقوق الجوار وحقوق المسلمين؛
وبهذا ـ وما سبق من حق الله من إخلاص العبادات ـ يكمل الدين.
·
تذكيرهم
عِظَم المسؤولية المعلقة على عنق كل مكلف من الوقوف عند كل أمر وكل نهي، وكذلك
إيقاف الأولاد والزوجات وكل من لهم عليهم ولاية على ذلك؛ كما في حديث
البخاري:{كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...}.
·
إيقافهم
على عيوبهم وطرق إصلاحها دون التطلع على عيوب الآخرين.
هذه أهم الأهداف لهذه الدروس، بيد أن لكل درس
بخصوصه أهداف تخصه ولا يشاركه فيها غيره.
وأما إذا سألتني عن الطرق المثلى المتبعة في
المدارسة مع الحجاج والمقترح باتباعها لإيتائها أكلها فأقول: ـ وبالله التوفيق ـ :
الطرق تختلف باختلاف المواد؛ فما صلُح لمادة
القرآن طبعًا لا يصلح لمادة العقيدة،
وهكذا؛ وعليه فيلزمني أن أبيّن ـ وباختصار شديد غير مخل إن شاء الله ـ الطريقة
المتبعة في تدريس تلك المواد الأربع السابق ذكرها من خلال السنتين الماضيتين،
فأقول:
طريقة تدريس العقيدة:
1)
ذكر شيء من فضائل كلمة الشهادة.
2)
إذنْ:
فما معنى هذه الكلمة الجليلة العظيمة القدر؟؟!( سؤال موجه إلى الطلاب). فإذا
دندنوا في معناها، بينت لهم المعنى الصحيح الذي هو:[لا معبود بحق
إلا اله] مستدلا بقول الله في سورتي: (الحج) و(لقمان) )ذلك بأن هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل(. )... وأن ما يدعون من دونه الباطل (.
3)
التنبيه
على بقية شروط: لا إلـــــــــــه إلا الله.
4)
سبق أن
قلنا أنه: [لا معبود بحق إلا الله] فما هي العبادة التي لا تصلح إلا لله وحده؟!
5)
فإذا
أجابوا بأن العبادة هي: الصلاة والحج
والصوم والزكاة. قلنا لهم: إن الأمر لا ينحصر في هذا بل هو أوسع من هذا بكثير؛ حيث
إننا لا يجوز أن ندعو غير الله ولا نستغيث
إلا به، ولا نطلب الاستعانة إلا منه، ولا نتوكل إلا عليه، ولا نخاف إلا منه، ولا
نرجو إلا إياه، ولا نخشع إلا له، ولا..
ولا... ولا نصلي ولا نصوم ولا نحج ولا
نزور أحدا ولا نأمر بالمعروف ولا ننهى عن منكر ولا نطلب العلم ولا... ولا... إلا
ابتغاء وجه الله الكريم؛ فإذاً العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال
والأقوال الظاهرة والباطنة.
6)
ما الدليل
على أن الدعاء عبادة؟ ج ـ إشارات من بعض
الآيات؛ حيث يقول الله عز وجل في مراجعات إبراهيم قومه في سورة مريم:)وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو
ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله
وهبنا له(الآية. وفي: غافر قال:)وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين(. وفي الأحقاف قال:)ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة
وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا
بعبادتهم كافرين(. وقد جاء في جامع الترمذي عن النعمان بن بشير مرفوعا أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: ـ فيما صح عنه ـ {الدعاء هو العبادة}ثم قرأ )وقال ربكم ادعوني أستجب لكم( الآية. فدلت هذه النصوص ـ دلالة قطعية ـ على أن: {الدعاء هو
العبادة} كما أن: {الحج عرفة}؛ وعليه؛ فلا ينبغي أن يصرف شيء منه لغير الله لا ملك
مقرب، ولا نبي مرسل، فكيف بغيرهم ومن دونَهم؟! إنه الأولى وأحرى؛ فالاستغاثة بـ(.(SHEHUdaBELLO الذي ورثه الجهال صاغرا عن
كابر من المنكرات العظيمة التي يجب المبادرة إلى إنكارها، والشيخان الجليلان ـ
رحمهما الله ـ لم يدعوا الناس إلى ذلك، بل كانا من أشد الناس إنكارا للبدع بله
الشرك بالله عز وجل أما جعل قبورهم عيدا فمنكر شنيئ آخر. فيا لَلهِ لِمعتقد
المسلمين! اللهم إنا تشكوا إليك ضعف
قواتنا، وقلة حِيَلنا، وهواننا على الناس.
فهذا النوع من التوحيد لازم ونتيجة لتوحيد العلمي( توحيد الربوبية
وتوحيد الأسماء والصفات)؛ إذْ أن كل من عرف اختصاص الله وتفرده بأفعاله كالخلق
والرَزق والإحياء والإماتة وتدبير الأمور وغير ذلك من خصائص ربوبيته، وعرف أنه ـ
عز وجل ـ لا شبيه له ولا مثيل، في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله، وأنه: )لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد( و)ليس كمثله شيء وهو السميع البصير(. و) هل تعلم له سميا(. وأنه. )غني عن العالمين( وأنهم فقراء إليه، وأن كل الكمالات هي صفاته الذاتية في حين أن كل
نقص هو فينا صفة ذات ... عرَف حقًا أنه يلزم من عرف ذلك إخلاص العبودية لله جل
جلاله، قال الله تعالى في إلزام من عرف بالربوبية بالألوهيه في أول أمر في القرآن)يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم
لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرق فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به
من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون(. وكذا في أول سورة النساء:)يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
وبث منهما رجالا كثيرا ونساء(الآية.
أ- ثم يتحدث الداعية ـ بشيء من الإجمال ـ على أركان الإيمان الست؛ واحدة
تلو الأخرى، وينبه على أن ذلك من الإيمان بالغيب الذي امتدح الله أهله.
ب- وفي حديثه عن: الإيمان بالملائكة: يحسن أن ينبه على
أمر مهم، وهو: كثرتهم؛ وشاهد ذلك من النصوص: حديث طوافهم بالبيت المعمور، وأنه
يطوفه كل يوم سبعون ألف ملك ـ وذلك آخر ما عليهم ـ وقوله تعالى:)وما يعلم جنود ربك إلا هو(. وينبه كذلك على: عِظَم خِلْقَتِهم وأنه أذن للنبي صلى الله عليه
وسلم أن يخبر عن ملك من الملائكة بأن له ستمأة ألف جناح، وأنه رأى جبريل وقد سد
الأفق. فهذا وذاك يدلان على عظيم قدر الله عز وجل:]وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم(. وأما قيامهم بالعبودية الخالصة له عز وجل، وأن الملائكة )لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون(و) إن
الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ( وأنهم:]لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون( ليدل ذلك دلالة واضحة على أنه لا يستحق العبادة
غيره، ولا ينبغي أن تصرف إلا إليه. فالملائكة وإن كانوا عظيمي الخِلْقة وكثيرين؛
إلا أنهم: )من خشيته مشفقون، ومن يقلْ
منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين( حاشاهم. وما سبقت من النصوص لتدل على أنه يجب على الناصح لنفسه
الطالبِ خلاصها )يوم تبيض
وجوه وتسود وجوه(أن لا
يعبد مع الله أحدا، لأنه؛ من أشرك معه أحدا في شيء من العبادة ومات على ذلك)فقد حرم الله عليه الحنة(الآية. وأن العبد لا ينبغي له لحال من الأحوال أن يستكبر لمولاه
تبارك وتعالى، ولنا في ذلك القدوة الحسنة بالملائكة، بل يتواضع لربه ثم لعباده.
والله أعلى وأحكم.
ت- وفي حديث الداعية على: الإيمان بالرسل: ينبغي أن يقف
مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فينبه
الحجاج على أهمية التعرف على شخص الرسول وأهل بيته وأصحابه وأحواله (في الرخاء
والشدة والسلم والحرب والرضا والغضب) وأخلاقه العظيمة من تحمل وصبر وعفو وصفح وذكر
وشكر... ويؤكد على الالتزام بها.
ث- أما في حديثه عن: الإيمان باليوم الآخر: فيحسن ذكر
أهوالها العظام والفزع الأكبر، لأن؛ سماع تلك القصص لَحافزة ودافعة إلى إصلاح
العمل، وترك الربا والزلل. عصمنا الله بعصمته!.
ثم ينبه على أمر السحر
والسحرة وأن من أتاهم مصدقا بما يقولون {فقد كفر بما أنزل على محمد}. بل إن نبّه
على أكثر نواقضِ الإسلام فحسَن.
ثم يعطيهم فرصا للأسئلة،
وبهذا يكون قد انتهى من درس العقيدة.
طريقة تدريس القرآن الكريم:
سبق أن مرّ ذكر أسماء
السور التي يكون الدرس فيها، وأن الهدف الأساسي لاختيارها: تصويب ألحان الدارسين
في قراءتهم للقرآن حتى يستطيعوا أن يتغلبوا على الألحان الجلية. وسبق كذلك أنه
ليست القراءة هي كل شيء، بل عليه أن يذكر أسباب نزول السور كمدخل لدرسه ثم يستنبط
منه الفوائد، وكذا يقوم بشرح لهذه السور المختارة حسب ما يتيح له الوقت. وهنا أذكر
خطوات تدريس المادة فأقول: ـ وبالله التوفيق: ـ
1.
المقدمة:
حيث أذكر فيها سبب النزول (لنفرض أن السورة هي: الإخلاص) فنقول: إن المشركين قالوا للنبي صلى
الله عليه وسلم انسب لنا ربك فنزلت: )قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد(.
2.
ثم أقرأ السورة بتمعن وبطئ ثلاث مرات.
3.
ثم نقرأها معهم ثلاث مرات كذلك.
4.
ثم أطلب من أحدهم قراءتها، وبعده الثاني ثم الثالث وهكذا.
5.
ثم يقرأها الضعيف منهم.
6.
ثم أقوم بتفسيرها لهم تفسيرا مبسطا، وأخبرهم بأن لفظة: (الصمد) لها
معنيان في التفسير: 1 – الذي تصمد
إليه حوائج خلقه ويقصد في قضائها دون غيره.
2 – السيد الذي كمٌل في سؤدده والعظيم الذي كمل في عظمته... ثم
لفظة: (كفوا) معناها: العدل والمثيل والشبيه، فالله عز وجل لا شبيه له ولا مثيل
ولا عدل له بل هو الأحد الصمد الذي لم يلد...
7.
ثم
أنبههم على فضلها وأنها تعدل ثلث القرآن.
8.
ثم أذكر لهم مواضع جاءت السنة بقراءتها مثل: دبر الصلوات وفي الصباح والمساء
وعند النوم.
ويكون بهذا قد تم تدريس سورة الإخلاص، وعلى طريقتها يكون تدريس بقية السور
المختارة.
طريقة تدريس الفقه:
وأهم ما يكون التدريس من المواد في الفقه:
الوضوء ثم الغسل ثم الصلاة، وكلها يُسْلك في تدريسها: الطريقة العلمية. فخوفا من
الإطالة أترك الداعية ليختار الطريقة المناسبة من الطرق المعروفة( سواء كانت: الطريقة الحوارية أو القياسية أو الاستقرائية
أو غيرها من طرق التدريس المعروفة) في تدريس الوضوء والغسل ثم الصلاة. وهذا
لا يمنعني من أن أنبه على أمور:
أولاها: الطريقة العملية هي الطريقة المثلى في تدريس هذه المواد.
ثانيها: ما سبق من تفضيل الطريقة العملية لا يمنع من أن ينبه الداعية على
الأمور الأساسية(الشروط والأركان) التي يلزم من عدمها عدم صحة العبادة.
ثالثها: أن فصل النساء يُدَرّسن زيادة على ما سبق: الحيض وكيف التمييز بينه
وبين مرض الاستحاضة لمن ابتليتْ بها، هل يمكنها ذلك باللون(لون الدم) أو تعمل بما
تحيضه غالب النساء من الست أو السبع شهريا، ثم تصلي ثلاثا أو أربعا وعشرين. وكذا يتحدث
الداعية ـ بشيء من الإجمال ـ على النفاس ويخبرهن بالقول الراجح في مدته هل هو
أربعين أم ستين، وينبغي أن يبني أموره على الاحتياط، (وهو الأربعين في هذه
المسألة) بلْ ولعل دليل القائلين به أقوى. والله أعلم.
رابعها: ينبغي للداعية أن يعتني بأمر الركوع والسجود والقيام منهما
والطمأنينة فيها للخطأ الشائع فيها، وأن المسيء صلاته لم يؤمر بإعادة صلاته إلا
لعدم وجود الطمأنينة فيها.
خامسا: تنبيه الداعية على أن الأغسال الشرعية على صفة واحدة.
طريقة تدريس المعاشرة الزوجية/
وتربية الأولاد:
فطبيعة
العمل والتدريس يقتضي أن تكون هذه مادتين إلا أنه لضيق الوقت أولاً ثم إن كلاً
منهما مهمًا حيث إنه ما ينبغي أن يُترَك تدريس أحدهما على حساب الآخر، أٌدمج
أولاهما في الأخرى حتى يؤخذ من كلٍ بطرف.
ويُفضل سلوك الطريقة الإلقائية في تدريس هذه
المادة.
وأما الخطوات التي تتبع فنفس خطوات تدريس
المواد السابقة من المقدمة والربط والعرض ثم التقييم والتطبيق.
وأهم مواضيع هذه المادة في شطرها الأول: الحقوق
الزوجية بأنواعها الثلاثة( حقوق الزوج على زوجته، والعكس صحيح ثم الحقوق المشتركة
بيتهما) ويُراعَى الفصل الذي كان الداعية فيه؛ فإن كان في فصل الرجال غلّب حقوق
الزوجة على زوجها ثم المشتركة، وإن كان العكس فالعكس.
ويجمُل في هذا: ذكر معاشرة
النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته رضي الله عنهن ليُقتدى به في هذا كما يُتأسى به؛
لان بيت النبوة فيه كل شيء. وإن ذكر
الداعية حلولا لبعض المشاكل الأسرية المتكررة، فمن حسناته. وتفيد كثيرًا في هذا
الشطر وفي الذي بعده مذكرة الدكتور: نور عبد الله: مأة قاعدة في التربية أو ما
أشبه ذلك.
أما في الشطر الثاني(وهو تربية الأولاد) فيجتهد
وسعه في بيان عظم المسؤولية المناطة بأعناق من بُلِي بشيء من الأولاد( إنما
أموالكم وأولادكم فتنة) الآية. وأنه لا يتخلص من تبعة ذلك إلا من اجتهد في تربيتهم
وأرى اللهَ في نسفه خيرا، وقد أمر الله بإيقاء الأنفس والأهل النار الموصوفة بـ(عليها ملائكة غلاظ
شداد)الآية. وفي الحديث الذي أخرجه البخاري:{ كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته...
فالرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها
وولده وهي مسئولة عن رعيتها ...}والحديث رواه مسلم كذلك، فالأمر إذاً لا يختص برجل
دون المرأة بل عليهما هذا التكليف جميعا. والله المستعان.
وينبغي للداعية أن يصحح بعض المفاهيم في التربية
وفي المعاشرة، وما أكثرها، وعندنا منها وقائع لا يتسع المقام لذكرها.
وأستسمح الإخوان في عدم تقيّدي بما قلت أولا،
وما ذلك إلا لأنني خشيت الإطالة.
كتبه: أخوكم أبو بكر حمزة. وأنتظر ملاحظاتكم!
No comments:
Post a Comment