المملكة العربيّة السّعوديّة
وزارة التّعليم العالي
الجامعة
الإسلاميّة
(032)
كلّـيّة
الدعوة وأصول الدين
قسم العقيدة
عَقِيْدةُ
الأَئِمَّةِ الاثنَيْ عَشَرَ سَلَفِيَّةٌ
بشهادة مَصَادِرِ الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّةِ الاثنَي عشَرِيَّةِ
أو
عَقِيْدةُ أَئِمَّةِ أهلِ
البيتِ سلَفِيَّةٌ، بشهادة مَصَادِرِ الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّةِ الاثنَي
عشَرِيَّةِ
أو
السَّلَفِيَّة عَقِيْدةُ
الأَئِمَّةِ الاثنَيْ عَشَرَ، بشهادة مَصَادِرِ الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّةِ
الاثنَي عشَرِيَّةِ
مشروع رسالة علمية مقدَّم لنيل درجة
العالِمية العالية (الدكتوراه)
إعداد الطالب
أبو بكر
حمزة زكريا
المرشد الأكاديمي
الشيخ الأستاذ الدكتور
عبد القادر بن محمد عطا صوفي
العام
الجامعي:1433-1434هـ.
P
حمدًا لله الذي اصطفى محمدًا r مِن كِنَانَة مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ، ومِنْ قريش ومِنْ بَنِي
هَاشِمٍ([1]) فجعله مصطفًى بين
المصطفَين، كما جعَل نسَبَه خير الأنساب على الإطلاق، ثم جعَل ما تفرع عنه من
الأولاد والأحفاد وبقية أهلِه مِن خيرِ الناس. فالحمد له تعالى مثانِيَ أنْ جعَل في كُلّ زمان -وبعد انتقال رسول الله
r إلى الرفيق الأعلى- عدولا وبَقايَا مِن أهل
العلم يحملونه؛ يَدْعَون مَن ضَلّ إلى الْهُدى، ويَصبِرون منهم على الأذى،
يُحْيُون بكتاب اللّه الْمَوتَى، ويُبَصِّرون -بنور اللّه تعالى- أهلَ العمى،
فَكَمْ مِن قَتِيْلٍ لإبليس قد أحْيَوه، وكَم مِن ضالٍّ تائهٍ قد هَدَوْه، فمَا
أحسَنَ أثَرَهُم على الناس، وما أقبَحَ أثَرَ الناس عليهم، يَنفُون عن كتاب الله
العظيمِ تَحريفَ الغالين، وانتحالَ الْمُبطِلِين، وتأويلَ الْجاهلين؛ الذين
عَقَدُوا ألْوِيَةَ البِدعَة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مُخْتلفون في الكتاب،
مُخالفون للكتاب، مُجمِعُون على مُخالفة الكتاب، يقولون على اللّه وفيه تعالى،
ودِينِه القويم، وكتابِه المجيد، ورسولِه الكريم بغير علم، يتكلّمون بالْمتشابه
مِن الكلام، ويَخْدَعون الْجُهال بِما يُشَبِّهون عليهم، فنعوذ بالله مِن فِتَنِ
الْمُضلين.
وإنّ مِن المناضلين المنافحين الدافعين
عن الدين الذابّين عنه: أئمةً في الدين كِرامًا، في أزمانٍ متفاوتة متعاقبة، مِن
نسَلٍ طيِّبٍ طاهرٍ، هم آلُ بيتِ رسولِ الله، صلّى الله تعالى عليه وعليهم وسلّم
وبارك وأنعَمَ وشرَّف وكرَّم، عددُهم يفوق التَّعداد، أدخَل عُظَماءَهم الحبيبُ r
في كِسَاءٍ، بِما فيهم نفسُه الطاهرة، وعَلِيٌّ وزَوجُه فَاطِمَة، وابناهما
السيّدان الحَسَنُ وَالحُسَيْن، وجَلَّلَهُمْ بِه ثم دعا لَهُم فقَالَ: "اللَّهُمَّ
هَؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي؛ فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ، وَطَهِّرْهُمْ
تَطْهِيرًا"([2]).
والمذكورون في الأثر مِن جُملةِ أهلِهِ r، بل هم مِن عُظماء أهل البيت الذين أرَاد اللهُ الكريمُ إذهابَ الرجس
عنهم وتطهيرَهم أيّما تطهيرٍ، في طائفة مِن أزواج الرسول الكريم r، كما أفاد ذلك سِياقُ آياتِ الأحزاب.
كما أنّ الذكور الثلاثة (عَلِيٌّ والحَسَنُ وَالحُسَيْن y)
عداه r وأبناءَهم مِن علماء الآل
والأئمة ضِمْنَ مَن أقام الربُّ الكريم بِهم الدين بعد المصطفى r
في فترات مِن التاريخ؛ أقاموا هذا الدين بالحجة خَلَفًا عن نبيّهم وجدّهم؛ فنفوا
عنه تحريف الغالين من الرافضة ابتداءً بابن السوداء المعروف بابن سبأ اليهودي،
وأذناب ذي الخُوَيصِرة التميمي الخوارج في النهروان، وغيرهم مِن المبطلين
والمبتدِعِين، كما صفُّوا عن الدين انتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، فأحق الله بِهم
الحق وأبطل الباطل.
وإنّ مِمّن
جَمَعُوا الخبائث والأباطيل السابقة، والعقائد الفاسدة، والمواقف السيِّئة، من
التَحريف والانتحال والتأويل الفاسد، عَمَل الغالين والْمُبطِلِين والْجاهلين:
الرافضَةُ الاثنَا عشرية التي لَم تتْرُك كُلّ ما أَتَتْ به السبئيّة المنحلة الْملحدةُ،
حتى إنّ كُلّ مَنْ له أدنَى بصيرة في الدين الذي جاء به محمدٌ r
وفي مفترياتِهم: عرَف أنّهم ليسوا مِن دين هذا النبي على شيءٍ، بل على مناقضة له
تمام المناقضة؛ ذلك: أنّ دين الروافض مبنيّ على التناقض في أدلته ومسائله، ولِهذا اعترف شيخُهم الطوسيّ –وهو
مَن هو في الثقة فيهم- بأنّ أحاديث الاثني عَشَريّة آلَتْ إلى «الاختلاف والتباين
والْمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبَرٌ إلا وبإزائه ما يُضادّه، ولا يسْلَم
حديثٌ إلا وفي مقابلتِه ما يُنافيه، حتى عَدّ مخالفُونا ذلك مِن أعظم الطعون على
مذهبِنا» ([3]).
وهؤلاء الاثنا عشرية، بل شيوخهم أَتَوا بدين جديد؛ بأدلته
ومسائله الكثيرة مُفتَرى من عندهم،
زاعِمين -كذِبًا وزورًا- أنّ أئمتهم الاثني عشَر هم الذين روَوا بعضَها لَهم مِن
جدّهم ونبيّهم الرسول محمد r، وقالُوا أُخرى مِن عند أنفسهم، وأنّ كلامهم
على الزعم مثل كلامه. لهذا فــــــــــــ:
لا تعتقد دين الروافض
إنهم
|
أهل المحال وحزبة
الشيطان
|
إن الروافض شر من وطئ
الحصى
|
من كل إنس ناطق أو
جان
|
مدحوا النبي وخوّنوا
أصحابه
|
ورموهم بالظلم
والعدوان
|
حبوا قرابته وسبوا
صحبه
|
جدلان عند الله
منتقضان
|
والحقيقة هي ما قالها القحطاني:
فكأنما آل النبي وصحبه
|
روح يَضُم جميعَها جسدان
|
فئتان عقدهما شريعة أحمد
|
بأبي وأمي ذانك الفئتان
|
فئتان سالكتان في سبل الهدى
|
وهما بدين الله قائمتان
|
لهذا
فالأئمة -في الحقيقة- بُرآء مما ألصَقَت شيوخُ القوم بِهم من المخالفات والمباينات
للدين المحمدي في كاملِ الدين؛ بأصوله وفروعه، وفي مسألة الصحابة والإمامة خصوصًا،
وكذلك المسائل والأصول التي تَفَرَّدَت الرافضة بها عن بقيّة فِرَقِ الإسلام؛
كالقول بالبداء والرجعة والظهور والطينة، وغيرها، أو ما شاركها فيها بعضُ
الخالفين؛ مثل القول بالنص والوصية للإمام، وعصمة المعظّمين (كالإمام)، والمتعة،
وغير ذلك.
وقرر هذه الحقيقة الملقب بالصدوق (ابن بابويه القمي الرافضي)
فقال: «إنّ اختلاف الإمامية إنما هو مِن قِبَل
كذّابين دلّسوا أنفسهم فيهم في الوقت بعد الوقت، والزمان بعد الزمان حتى عظُم
البلاء، وكان أسلافهم قوم يرجعون إلى ورعٍ واجتهاد وسلامة ناجية، ولم يكونوا أصحاب
نظر وتَمييز، فكانوا إذا رأوا رجلا مستورًا يَروِي خبَرًا أحسنوا به الظنّ
وقبِلُوه، فلَمّا كثُر هذا وظهَر: شَكَوا إلى أئمتهم، فأمرَهم الأئمةُ عليهم
السلام أنْ يأخذوا بِما يُجمَع عليه، فلَم يفعلوا، وجروا على عادتِهم، فكانت
الخيانةُ مِن قِبَلِهم لا مِن قِبَل أئمتهم، والإمام أيضًا لم يقف على كلّ هذه
التخاليط التي رُويت؛ لأنه لا يعلم الغيب، وإنَّما هو عبدٌ صالحٌ يعلم الكتاب
والسنة، ويعلم مِن أخبار شيعته ما يُنهى إليه» ([4]).
ويرُدّ شيخ
الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- على عقيدة الإمامية القائلة بأنّهم أخذوا مذهبهم عن
الأئمة المعصومين بالممانعة وعدم التسليم لَهم، في قوله: «لا نسلّم أنّ الإمامية أخذوا
مذهبهم عن أهل البيت –لا الاثنا عشرية ولا غيرهم- بل هم مخالفون لعليٍّ t وأئمة أهل البيت في جميع أصولِهم التي
فارقوا فيها أهلَ السنة والجماعة: توحيدُهم، وعدلُهم، وإمامتُهم، فإنّ الثابتَ عن
عليّ t
وأئمة أهل البيت من إثبات الصفات لله، وإثبات القدر، وإثبات خلافة الخلفاء
الثلاثة، وإثبات فضيلة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وغير ذلك من المسائل كلّه
يناقض مذهب الرافضة، والنقل بذلك ثابتٌ مستفيضٌ في كُتُب أهل العلم؛ بحيث أنّ
معرفة المنقول في هذا الباب عن أئمة أهل البيت يُوجب عِلمًا ضروريًّا بأنّ
الرافضةَ مخالفون لَهم لا موافقون لَهم.
الثاني: أنْ يُقال: قد عُلِم أنّ الشيعةَ مختلفون اختلافًا كثيرًا
في مسائل الإمامة، والصفات، والقدر، وغير ذلك من مسائل أصول دينهم. فأيُّ قول لهم
هو المأخوذ عن الأئمة المعصومين؟ حتى مسائل الإمامة قد عُرِف اضطرابُهم فيها. وقد
تقدم بعضُ اختلافهم في النصّ، وفي المنتظَر ...» ([5]).
فتبيّن بقول ابن
بابويه الرافضي أنّ أئمة أهل البيت على منهج الكتاب والسنة لا يُخالفونه قيد أنْملة،
وأنَّهم براء من غُلُوّ الرافضة الإمامية فيهم، بل ومِن بقية عقائدهم المخالفة
للحق، وهذا حق، وقد أثبته وقرره شيخُ الإسلام في كلامه المتقدم. كما أنّ الْمُتّهم
لنسبة التخاليط إلى الأئمة هم –على حدّ قول الصدوق القمي، وهو صحيح- كذّابون
دلّسوا أنفسهم فيهم في الوقت بعد الوقت. وأضف على رُوّاتِهم الكذابين: شيوخَ
الطائفة الملحدين قرنًا بعد قرن، كالكليني والمجلسي والخميني وغيرهم. وهذا سيتبين
بالبحث إن شاء الله.
فعقيدة الطعن في الصحابة وغيرِها مِن عقائد الإمامية الاثنَي
عشرية الرافضة الفاسدة، المنسوبة إلى الأئمة برواية أولئك النقلة الكَذَبة، لا شك
في بُطلانها وكذِبها؛ لوجود ما يعارضها بالنقض من أقوال الأئمة أنفسهم في كُلّ
المسائل، ولتضافر النقولات والروايات عنهم بالثناء ومدح الصحابة خصوصًا، فالأئمة
-بالثابت عند أهل السنة والوجه الآخَر الصحيح مِن مرويّات الرافضة- على جادة الحق،
والعقيدة الصحيحة السّلفية التي عاش عليها رسولُ الله r
وأصحابُه. بل ولأجل تبرئة هؤلاء الكرام مما افتُري عليهم، وبيان أنّهم على العقيدة
السّلفية رأيتُ أنْ تكون رسالتِي لنيل درجة العالِمِية العالية (الدكتوراه) حاملة
عُنوان:
عَقِيْدةُ الأَئِمَّةِ الاثنَيْ
عَشَرَ السَّلَفِيَّةِ، مِن خِلال مَصَادِرِ الرَّافِضَةِ الإِمَامِيَّةِ الاثنَي
عشَرِيَّةِ
ثم إنّي رأيتُ أنْ أُبْرِز عقيدةَ هؤلاء
الأئمةِ السّلفيةَ مِن مصادر الرافضة الاثنَي عشريّة لأمرٍ مُهِمٍّ، ألا وهو: بيان
ما في مصادرهم من تناقضات كبيرة: الدالة على أنّها ليستْ مِن عند الله. وهذا
الجواب على ما قد يَرَى البعض: مِن غرابة عُنوان البحث، حيث إنه عنده لو قيل بأنّ:
عَقائد
هؤلاء الأَئِمَّةِ سَلَفِيَّةٌِ بشهادة "مصادر أهلِ السّنة" فواضحٌ، أما
أنْ يُقال: بشهادة "مَصَادِرِ الرَّافِضَةِ الاثنَي عشَرِيَّةِ" فهو
محَلّ العجب. لكنّ الحق أنه لا عجب؛ لاحتواء مصادر الفرقة على المتناقضات، وعلى
الحق والباطل. ولعل أيضًا: إبراز عقيدة الأئمة السلفية مِن خلال المصادر الشيعية يكون
سبَبًا لِهداية مَن شاء الله تعالى منهم أنْ يُعمِل عقلَه، كما أنه يرجِع أسباب
اختياري للموضوع إلى عدة أمور سيأتي ذكرها.
فكرة البحث وتساؤلاته:
الملقَّبون بالأئمة خصوصًا، والطائفة مِن أهل
البيت الذين يَدّعي الرافضةُ مشايعَتهم عمومًا قد نُسب إليهم –في كتُب الرافضة-
حقٌّ وأباطيل، وما لا يليق بِمقاماتِهم السّامية، ويتنافى مع عقائدهم الصحيحة، عن
طريق رُواةٍ كذّبَهم هؤلاء الأئمةُ ولعنوهم وتبرؤوا منهم.
والغريب في الأمر أنّ العقائد التي جاءت عن
طريق هؤلاء النَقَلَةِ الكَذَبَةِ منسوبةً إلى أولئك الكرام هو الذي يُسمَع
ويُشاعُ مِن قِبَل مشايِخ القوم المعممين، لا عكسُه الصحيح الثابت عنهم، اللائق
بمنزلتهم، والموافق أيضًا لِما في كُتُب أهل السنة من المنقولات عنهم.
وهذا الذي حدانِي، وجعلنِي أُفكِّر في إبراز
الوجه الآخَر (الصحيح عن الأئمة حقًّا)، شريطةَ أنْ يكون مِن كُتُب القوم أنفسِهم،
عَلَّ اللهَ ينفع به.
وتفصيلا لِهذا أقول: مَن عَرَف مَصدَر تلقّي
الرافضةِ الاثني عَشَرية مِن مزاعمهم وعقولهم المخالفة لِلكتاب والسنة، وعرَف ما
عليه المذهب مِن نقضٍ لتوحيد العبادة؛ بغُلُوّهم في أئمتهم ورفعهم فوق المنزلة
التي هُم عليها، بإضفاء خصائص الإله لهم، وكذلك وقَف على ما كانوا عليه من خَرمٍ
وتضادٍّ لتوحيد الربوبية، بأنْ جَعَلوهم يشاركون الله تعالى في أفعاله الخاصة به،
ومثله ما كان أوائلُهم –كالقمي والهشامَين- عليه من كونِهم مُجسِّمة مُمثلةً في
باب أسماء الله وصفاته، وكون المتأخِّرين على غاية تعطيل الله سبحانه عن كماله
اللائق به كالمعتزلة = تساءَل هنا: هَل عليٌّ رضي الله تعالى عنه، والأئمة بعده
الذين تزعُم الطائفةُ مشايَعَتَهم والسَّير على منهجهم على المناهج والعقائد
المخالفة لِما جاء به الكتاب والسنة الصحيحة في هذه المسائل؟
ومَن عرَف ما كانوا عليه من مخالفات وانحرافات
في بقية أركان الإيمان، كتفضيلهم أئمتهم على الأنبياء عليهم السلام أو تسويتهم بهم
في خصائصهم التي ميّزهم الله الكريم بها، وكقولهم إنّ الله تعالى لَم يُرسِل
رسولا، ولا أنزل كتابًا إلا للأمر بولاية أئمتهم، وكالقول بأنّ القرآن مخلوق،
وكذلك مخالفاتهم في باب الإيمان باليوم الآخر، وبالقدر خيره وشرّه، حيث أخذوا
بمنهج القدرية في الأخير، =تساءل أيضًا: هل هذه المضادات للشريعة الإسلامية مأخوذة
حقيقةً عن هؤلاء الأئمةِ الكُرماء؟
ومَن عَرَف موقفهم مِن الصحابة من حيث تكفيرهم
أو تفسيقهم، ومن حيث دعوى ظلمهم لعلي الوصي وأولاده -على زعمهم-، ثم عرَف مواقف
عليٍّ وأهل البيت من الصحابة والإمامة، وأنهم على محبة صادقة وتوائُمٍ (رحماءُ
بينهم)، كما أنّ عليًّا t متَّبعٌ
للخلفاء الثلاثة قبله حال حياتهم، معينٌ لَهم، مؤتَمرٌ بأوامرهم ... إلى آخره-، سارٍ
على منهجهم وسنتهم بعد وفاتِهم لَم يُغيّر من أمورهم شيئًا، حتى أمر الفدك، مُثنٍ
عليهم، مُفضِّلٌ إياهم على مَن مشى فوق الغبراء سوى النبيين والمرسلين ... إلخ.
مَن عرَف ذلك: عرَف يقينًا أنّ مذهب أهل البيت في صَحْبِ النبِيّ r مغايرٌ
تَمامًا عما يدَّعِيه الاثنا عشريون؟ كما سيتضح هذا وذاك لاحقًا.
ومَن عرَف أصول الشيعة الاثني عشرية التي
ابتدعوها، وعرف تكذيب الأئمة لِمَن ينسب إليهم هذه العقائد = عرف يقينا أنّ هذه
العقائد من ابتداع المعممين شيوخ فارس الذين ما زالوا ولا يزالون يزيدون على كتبهم
ما شاؤوا.
هذه أهم التساؤلات التي سيجيب عليها البحث
بأبوابه الثلاثة، وذلك مِن خلال عَرض عقيدة هؤلاء الأئمة الصحيحة من كُتُب الاثني
عشرية المضطربة المتناقضة، مدعومة بأمثالها من كُتُب أهل السنة والجماعة.
ولأهمية وضرورة الإجابة على الأسئلة المتقدمة
جاءت فكرة البحث.
فهذا وذاك إشارةٌ لطيفةٌ إلى أهم انحرافات
الاثني عشرية الخطيرة، وإلحادهم في أسماء الله وآياته ودينه أجمع. وأنّ الأئمة على
النقيض من ذلك، كما سيتضح هذا كلُّه بهذا البحث.
أسباب اختيار الموضوع:
في
هذا العصر خصوصًا اكتوى المسلمون بنار فِرَق الرافضة وخصوصًا الاثني عشرية
الإمامية التي قامت دولة ولاية الفقيه لنشرها في العالَم أجْمَعِه، وأُجْمِل
الأسبابَ الحاملة لي إلى اختيار هذا الموضوع في عدة أمور على النحو الآتِي:
الأول: اخترتُ هذا البحث
لأهمية موضوعه؛ ولا شَكّ أنّه مُهِمٌّ للغاية، إحقاقًا للحق، وإبطالا للباطل،
حتى يقف القارئ الكريم على أنّ الأئمة الاثنَي عشَر الذين تزعم الرافضة
مشايَعَتَهم ليسوا على ما عليه الفرقة الاثنا عشرية في مسائل أصول الدين وفروعه،
ودلائلهما، وكذلك في مواقفهم.
ولتفصيل
هذا أقول: كُتُب الرافضة تَشهَد عليهم، ورواياتُهم تنطق ضدّهم، كيف لا، وهؤلاء
الأئمة شهِدوا عليهم بأنّهم خالفوهم في حياتهم، كما أنّ شيوخهم أنفسهم أثبتوا فعلا
بأنهم خالفوهم ولا زالوا يخالفونهم في حياتهم وبعد وفاتهم؛ حيث عمِلوا بضدّ ما
أمروهم، وتفوّهوا بِما لَم يأمروهم، وعاندُوا مَن وَالاتْهم الأئمة؛ بِسبِّهم مَن
صاهروهم واستشاروهم واستَوزَورُوهم، ...
ونسُوا أو تناسَوا الروابط والعلائق والتراحم التي رَبَطتْ بين الصحابة والآل،
كالصديق والفاروق وذي النورَين ومعاوية وغيرهم الثابت في كُتُبهم، بل ولشدة بُغضِ
هؤلاء القوم أصحابَ رسولِ الله r ورِفاقه
وتلامذته y نَبَذُوا كُلّ تعليمات الأئمة -مع زعمهم أنّهم معصومون بحيث لا
يصدر عنهم الخطأ والزلل- فيهم، وفي غير ذلك، الثابتة المذكورة، والمحفوظة في كتبهم
أنفسهم، فأردتُ بِهذا البحث أنْ أُبيّن عقائد الأئمة ومواقفهم في المسائل العقدية
كلّها من مصادرهم المعتمدة التي خالفَها هؤلاء.
الثاني:
جاء في الشرع أنّ الله
تبارك وتعالى جعل التقوى والصدق فيه وأصلَ البِرّ وتَمامه في الإيمان به وبِما أمر
بالإيمان به من ملائكته وكُتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشرّه، فقال –وهو
أصدق القائلين-: ﭽ
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﮈ ﭼ [البقرة:
١٧٧ الآية كلها]، وأثنَى على رسوله محمد r وعلى
المؤمنين لإيمانِهم بِهذه الأركان، فقال: ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ
ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ [البقرة:
٢٨٥]،
وجعَل سبحانه وتعالى الإيمان هو الإيمان
بهذه الجملة، وسَمّى مَن آمن بِها: مؤمنين، كما جعَل الكافرين مَن كفر بِها، فقال:
ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ [النساء:
١٣٦].
وجاء
التعريف النبوي للإِيْمَان وإخبارُه عنه في حديث
جبريل في قوله: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
وَلِقَائِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخِر"([6]). وفي رواية: "وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ
وَشَرِّهِ".
قال العلامة ابن أبي العز –رحمه الله- بعد
سرد نصوص الباب شارحًا قول الطحاوي: (ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على
المرسلين ..) « فهذه الأصول التي اتفَقَتْ عليها الأنبياءُ والرسلُ صلوات الله عليهم
وسلامه، ولم يؤمن بِها حقيقةَ الإيمان إلا أتباعُ الرّسل. وأما أعداؤُهم ومَن سلَك
سبيلَهم مِن الفلاسفة وأهل البِدَع: فهم متفاوتون في جَحْدِها وإنكارها، وأعظمُ
الناس لَها إنكارًا: الفلاسفة المسمون عند مَن يعظمهم بالحكماء، فإنّ من علِم
حقيقةَ قولِهم علِمَ أنَّهم لم يؤمنوا بالله ولا رُسَله ولا كتُبه ولا ملائكته
ولا باليوم الآخر، فإنّ مذهبهم: أن الله سبحانه موجودٌ مجردٌ لا ماهية
له ولا حقيقة، فلا يَعْلَمُ الجزئياتِ بأعيانِها -وكل موجود في الخارج فهو جزئي-،
ولا يَفْعَل عندهم بقدرته ومشيئته، وإنما العالَم عندهم لازم له أزلا وأبدًا، وإنْ
سَموه مفعولا له؛ فمصانعةً ومصالحةً للمسلمين في اللفظ، وليس عندهم بِمفعول ولا
مخلوق ولا مقدور عليه، وينفون عنه سَمْعه وبصَرَه وسائرَ صفاته! فهذا إيمانُهم
بالله. وأما كتُبه عندهم: فإنّهم لا يَصِفُونَه بالكلام، فلا يُكلم ولا
يَتكلم، ولا قال ولا يقول، والقرآن عندهم فَيضٌ فاضَ مِن العقل الفعّال على قلب
بَشَرٍ زاكي النفس طاهر، متميز عن النوع الإنساني بثلاث خصائص: قوة الإدراك
وسرعته؛ لينال مِن العلم أعظم مما يناله غيره، وقوة النفس؛ ليؤثر بِها في هيولى
العالم بقلب صورة إلى صورة، وقوة التخييل؛ ليخيل بِها القوى العقلية في أشكال
محسوسة، وهي الملائكة عندهم! وليس في الخارج ذات منفصلة تصعد وتنزل، وتذهب وتَجيء،
وترَى وتُخاطب الرسول، وإنّما ذلك عندهم أمورٌ ذِهْنِيّةٌ لا وجودَ لَها في
الأعيان. وأما اليوم الآخر، فهم أشد الناس تكذيبًا به وإنكارًا له في
الأعيان. وعندهم أنّ هذا العالَم لا يَخرُب، ولا تنشق السماوات ولا تنفطر، ولا
تنكدر النجوم، ولا تكور الشمس والقمر، ولا يقوم الناس مِن قبورهم ويبعثون إلى جنة
ونار، كلّ هذا عندهم أمثالٌ مضروبةٌ لِتَفْهِيم العوام، لا حقيقة لَها في الخارج ،
كما يفهم منها أتباعُ الرّسل . فهذا إيمان هذه الطائفة الذليلة الحقيرة بالله
وملائكته وكُتُبه ورُسُله واليوم الآخر. وهذه هي أصول الدين الخمسة » ([7]). التي جاء
بِها نبينا محمدٌ r والأنبياءُ قبله.
والله تبارك وتعالى بالآيات، وبالأحاديث
التي بيّن أمْرَ الإيمان به سبحانه وباليوم الآخر: قد كشَف بِها مُراده، وهدى بِها
عبادَه، فالمؤمنون حقًّا في هذا الباب (باب الإيمان بما جاء به الرسول r)
من الصحابة والتابعين ومَن
سلَك طريقَهم علِموا -قطعًا- أنّ ما بيّنَه هذا الرسول r
في هذا قد حصَل به مراده من البيان، وما أراده من البيان فهو مطابِقٌ لِعلمه،
وعِلْمُه بذلك هو أكمل العلوم. بخلاف الْمُنحرِفين الفلاسفة. وكذلك الجهمية
والمعتزلة والرافضة وغيرهم حيث إنهم متفاوتون أيضًا في إنكار بعض هذه الأصول، وجحدها وتأويلها. ذلك أنّ
الرافضة الاثني عشرية –موضع الشاهد هنا- لَهم انحرافاتٌ خطيرة في باب الإيمان
بأصول الدين المتقدمة بِجميع مسائله، وقد كانوا –كعادتِهم- يَنسبون هذه العقائد
المخالفة –زورًا وبهتانًا- إلى البررة الأئمة البرءاء. والغريب فيهم أنّهم
يناقضُون أنفُسَهم بنسبة العقيدة الْحَقّة إلي الأئمة أيضًا، والحق أنّ هذا الأخير
هو عين عقيدة علي بن أبي طالب والحسن والحسين والصالحين من ذرّيتهم مِمّنْ
يُسّمَّون أئمةً أو لا يُسمّون. فأرَدْتُ بِهذا البحث إبراز الجانب الثاني ومن
خلال كُتُب الاثنَي عشرية أنفُسُهم، ليكون تأكيدًا لِما عُرِف هؤلاء الأئمة عليه
مِن السّير على الجادة في العقيدة والشريعة الواقع في كُتُب السنّة، وشاهدًا له
على براءتِهم مما ألصقوا عليهم من عقائد مخالفة لتعليم جَدّهم الرسول الأكرم، بأبي
هو وأمي r.
الأمر الثالث: دعوى إمامةِ ابن أبي طالب بعد الرسول الكريم بلا فَصل، وزعم النصّ
على إمامته t، والوصية بها لولده من
بعده التي ابتدعَها الرافضةُ السبئية والاثنا عشريّة وزادوها في دينهم، ثم ساء
قولُ الاثنَي عشرية فيها حتى فضّلوا الإمامة على أركان الإسلام ودعائمه (إقام
الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت) وعظّموا شأنَها ومكانتها
باعتبارها أهمّ أصول الدين، حيث زعموا أنّ الكفر بِها محبطٌ للعمل، والإشراكَ بها
لا يَغفرُه الله. ... وفرّعوا على ذلك زعمَهم: أنّ الصحابة عمومًا والخلفاء
الثلاثة قبل علي y، وبقية الناس غير الشيعة أنكروا هذه الولاية المدعاة، فكفَروا
بذلك وارتدوا على حَدّ قول الأكثَرين منهم مِن أنّ دَفعَ الإمامة كُفرٌ، وفسَقوا –تقيةً-
على زعم الآخَرين، بل ادعى بعضُهم الإجماعَ على اعتبار ردة مُنكِرِ دِعامة
الإمامة، وأورَدوا –في الكثير مما أورَدوا- عن أبي هارون العبدي قال: كنتُ أرَى
رأيَ الخوارج لا رأي لي غيره، حتى جلستُ إلى أبي سعيد فسمعتُه يقول: أمِرَ الناس
بخمس، فعملوا بأربعة وتركوا واحدة. فقال له رجل: يا أبا سعيد! وما هذه الأربعة
التي عملوا بها؟ قال: الصلاة والزكاة والحج والصوم، فقال: وما الواحدة التي
تركوها؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب، قال: وإنها لمفترضة معهنّ؟ قال: نعم. قال: قد
كفر الناس؟ قال: إذا كفَر الناس فما ذنبِي؟ ([8])، وروايات هؤلاء في ذلك، وقرارات شيوخهم المثبتة لذلك كثيرة
جدًّا. لكن المقصود هنا أنّ الاثنَي عشرية
قرروا -بسبب ولاية علي المزعومة- ارتدادَ جمهور الصحابة وضلالَ الأمة وكفرَهم، ذلك
أنّ غالب الصحابة –على زعمهم- بين مانع له حقه ودافع. إلا أنه –والحمد لله- ثبَتَ عندنا يقينًا عن
الأئمة عكسُ المسألَتين، حيث رَووا في كُتُبهم -بالنسبة للمسألة الأولى
(مسألة إمامة علي t وعدم النص والوصية له
بها ولولده، وكذلك تكفير أو تفسيق مُنكِرِها) عن الأئمة نقيضَها، بل وأجمعت
أئمة أهل البيت على ذلك، كما قال الشوكاني -رحمه الله تعالى-: «قد ثبت إجماع الأئمة من أهل البيت على
تحريم سبّ الصحابة، وتحريم التكفير والتفسيق لأحدٍ منهم»([9]).
وكذلك روَوا ما دلّ على ردّ وبطلان دعوى ما
تدعيه الاثنا عشرية من منزلة للولاية- عن عليٍّ نفسِه وعن بعض أولاده الذين تعتقد
الشيعةُ إمامتَهم وعصمتَهم y أقوالا وأفعالا تخالف
دعواهم وتبطلها. وستأتي الروايات في ذلك، وهي الحق الثابت عن هؤلاء الأئمة.
كما أنه قد قرر بعضُ
مصنّفيهم أنّ ركن الإمامة من زيادات الشيعة على الإسلام، قال محمد حسين كاشف الغطاء
–وهو من كبار علمائهم قبل أيام-: « ولكن الشيعة زادوا رُكنًا
خامسًا، وهو الاعتقاد بالإمامية » ([10]).
وأكد
موسى الموسوي هذه الحقيقة في كتابه (الشيعة والتصحيح) بل وحدّد الوقتَ الذي زيدَت
فيه، وهو سنة 329هـ (بعد الإعلان الرسمي عن غيبة الإمام المهدي على زعمهم)([11]).
وكما تقدم ذاك ومن "تلك المصادر"،
فقد جاءت طائفة من روايات أهل
البيت في "مصادر أهل السنة" ومن روايات غيرهم: تنصُّ على عدم النص لإمام
بعد رسول الله r، مما ذاك شاهدٌ له: فمِن الرواياتِ الكثيرة في ذلك:
ما جاء
في صحيح البخاري([12]): حيث أورَدَ صاحب الصحيح بسنده عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ:
أَنَّ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ r فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ
كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ r ؟ قَالَ: أَصْبَحَ -بِحَمْدِ اللَّهِ- بَارِئًا،
فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: أَلا تَرَاهُ، أَنْتَ –وَاللَّهِ- بَعْدَ
الثَّلاثِ عَبْدُ الْعَصَا([13])، =وفي موضع: بَعْدَ ثَلاثٍ=، وَاللَّهِ إِنِّي لأُرَى
رَسُولَ اللَّهِ r سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ، وَإِنِّي لأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَنَسْأَلَهُ فِيمَنْ يَكُونُ الأَمْرُ؟ فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا
ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا أَمَرْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا! = وفي موضع: اذْهَبْ
بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الأَمْرُ، إِنْ كَانَ
فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا عَلِمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا=،
قَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ r فَيَمْنَعُنَا لا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي لا أَسْأَلُهَا
رَسُولَ اللَّهِ r أَبَدًا .
فالأثر عظيم في إثبات أنّ عليًّا t نفسَه
معترفٌ بعدم النصّ على خلافته التي تزعمُها السبئيّةُ والاثنا عشرية، وكذلك الوصية
والنص على غيره. وهو في طائفة كبيرة مِن
روايات الأئمة الآتية ذكرها، التي تُثبِت عدم النصّ على إمام، والتي تشير إلى أنّ
الله تعالى يأبى، والمؤمنون يأبَون إلا أبا بكر. وكما أنّها موجودة في كتب أهل
السنة فهي كذلك في كُتُب الاثني عشرية.
وأما المسألة الثانية المتفرعة عن الأولى (والتي تمحضت في اعتراف
عليّ بن أبي طالب t بتقدُّم الخلفاء الثلاثة
y عليه، وكذلك ثناؤه t على الصحابة عمومًا،
والخلفاء الثلاثة قبله خصوصًا، بل وتفضيلهم على نفسه الشريفة) فقد جاء كُلّ ذلك عن
الأئمة، كما جاء عنهم رحمهم الله: البراءة عن طعن الصحابة وسبّهم، ورواية فضائلهم y وأرضاهم، حتى قال الشيخ محمد بن الحسين
الآجريّ –رحمه الله-: « نحن نقْبَل من مثل هؤلاء الذّرية الطيّبة المباركة جَميع ما
أتوا به من الفضائل في أبي بكر وعمر، وهل يَروي أكثرَ فضائل أبي بكر وعمر رضي الله
عنهما إلا عليُّ بنُ أبي طالب t وولده مِن بعده، يأخذه
الأبناءُ عن الآباء إلى وقتنا هذا ..» ([14]).
وقال: « ونعوذ بالله مِمن يَقْذِفُ أهلَ بيت
رسول الله r بالطعن على أبي بكر وعمر
وعثمان y، لقد افتَرَى على أهل
البيت وقذفَهم بِما قد صانَهم الله U عنه؛ وهل عُرفت أكثرُ
فضائل أبي بكر وعمر وعثمان إلا مِمّا رواه عليُّ بنُ أبي طالب y
أجمعين » ([15]).
الأمر الثالث: عدم الغلوّ
في الأئمة؛ عليٍّ وأولاده وغيرهم: ولئِنْ روَى عَلِيُّ بنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «
أَحِبُّونَا بِحُبِّ الإِسْلامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r، قَالَ: " لا
تَرْفَعُونِي فَوْقَ حَقِّي؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ
أَنْ يَتَّخِذَنِي رَسُولا "([16])، وغير
ذلك، إلا أنّ الذين يدّعون مشايعَتَهم -زُورًا وكذبًا- من الرافضة خالفوهم فغَلَوا
فيهم وأعطوهم خصائص الأنبياء، بل والإله!
ولئن جاءت
رواياتٌ صريحة عن الأئمة رحمهم الله (علي والباقر والصادق) في كُتب الرافضة تُحرّم
نكاح المتعة، إلا أنّ المعممين الفُرس يُخفونَها عن عامة أتباعهم ومقلديهم.
وهكذا القول في بقية عقائدهم التي تفردوا
بِها؛ فعقائد شيوخ الشيعة شيء، وعقائد الأئمة شيءٌ آخَر.
****
فثبت بالإشارة المتقدمة أنّ مذهب الرافضة
مذهَبٌ بعضُه يَهدِم بعضًا، وبعضُه يناقضُ البعضَ الآخَر أتَمّ المناقضَة([17])، كما أنّه مذهَبٌ
مجانِبٌ لِما جاءَ به رسولُ الله r،
وكتبُهم ورواياتُهم تَشهد على ذلك. ومع
ذلك: فقد صارَ له قوّةٌ في هذه الأزمنَة، ودُوَلٌ تُنفِق الكثيرَ من المال،
وتُعِدُّ الكثيرين مِن الرجال لترويجه ونشرِه بالقوة في كُلّ بقاع الأرض. والله
المستعان!
****
خطة البحث
تَحتوي
الرّسالة على مقدمةٍ، وتَمهيد، وثلاثة أبوابٍ، وخاتِمة، وفهارس علمية، على النحو
التالِي:
الْمقدمة: وفيها:
ذكرُ أهمية الدراسة وأسباب اختيار الموضوع، والدراسات السابقة حول الموضوع، وخطة
البحث، ومنهجي فيه، ثم كلمة الشكر والتقدير.
الفصل التمهيديّ: شَرْحُ
مفردات عُنوان البحث (التعريفات والتراجم)، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: الْمُراد بِمُصطلح: "العقيدة"، وبلَقَب: "السلفيّة".
المبحث الثاني: الترجمة الموجزة للأئمة الاثنَي عشَر:
إمامًا إمامًا، وفيه اثنا عشر مطلبًا.
المبحث الثالث: التعريف بالرافضة الإمامية الاثنَي عشَرِية.
المبحث الرابع: إطلالةٌ عن
مصادر الرافضة الاثنَي عشَرِية الْمعتمدة لديهم.
الباب الأول: عقيدة الأئمة الاثنَي عشر في أصول الإيمان الستّة
سلفيّةٌ بشهادة مصادر الرافضة الاثْني عشرية، وفيه تمهيد،
وستة فصول:
التمهيد: ذكر مصادر تلقي الدين عند
أئمة أهل البيت، مِن كُتب الرافضة.
الفصل الأول: عقيدة
الأئمة الاثنَي عشر سّلفيّة في الإيْمان بالله تعالى، بشهادة مصادر الرافضة
الاثْني عشريّة، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: عقيدة الأئمة الاثنَي عشر سلفيّة في
ألوهية الله تعالى بشهادة مصادر الرافضة الاثْني عشرية
المبحث الثاني: عقيدة الأئمة الاثنَي عشر سلفيّة في
ربوبية الله سبحانه بشهادة مصادر الرافضة الاثْني عشرية
المبحث الثالث: عقيدة الأئمة الاثنَي عشر سلفيّة في
أسماء الله تعالى وصفاته بشهادة مصادر الرافضة الاثْني عشرية
لعن الإمام المعصوم السادس عند الشيعة
–جعفر الصادق- مَن قال: إنّ الله لا يعلم الشيء حتى يكون، ودعا عليه بالخزي،
فقال: من قال هذا أخزاه الله ص13-14.
الفصل الثاني: عقيدة
الأئمة الاثنَي عشر سلفيّة في الإيمان بملائكة الله بشهادة مصادر الرافضة الاثْني
عشرية
الفصل الثالث عقيدة
الأئمة الاثنَي عشر سلفيّة في الإيمان بكُتُب الله بشهادة مصادر الرافضة الاثْني
عشرية، وفيه ؟؟؟؟ مباحث:
المبحث الأول: قول علي بن أبي طالب t وخمسة من أئمة أهل البيت في القرآن وأنه
كلام الله غير مخلوق.
المبحث الثاني:
الفصل الرابع: عقيدة
الأئمة الاثنَي عشر سلفيّة في الإيمان برُسُل الله بشهادة مصادر الرافضة الاثْني
عشرية
الفصل الخامس: عقيدة
الأئمة الاثنَي عشر سلفيّة في الإيمان باليوم الآخر بشهادة مصادر الرافضة الاثْني
عشرية
الفصل السادس: عقيدة
الأئمة الاثنَي عشر سلفيّة في الإيمان بالقدر خيره وشره بشهادة مصادر الرافضة
الاثْني عشرية
-ولعل مسألة البداء على الله تكون أنسب هنا-
الباب الثاني: عقيدة الأئمة الاثنَي عشر
سلفيّةٌ في مسألتَي الصحابة والإمامة بشهادة مصادر الرافضة الاثْني عشرية، وفيه تَمهيدٌ وفصلان
-وفيه الرد على قول الرافضة: ارتدوا بعد وفاته r،
أو كان أكثرهم منافقين حال حياته-
التمهيد: 1- عقيدة أهل
البيت في صَحْبِ النبِيِّ r سلفيّةٌ
بشهادة مَصَادر أهل السّنّة.
2- طائفة من روايات أهل البيت وغيرهم في التنصيص على
عدم النص لإمام بعد رسول الله r
الفصل الأول: التعريف
بالصحابة، وبالإمامة حسب منظور الشيعة والسنة السلفي، وفيه مبحثان.
الفصل الثاني: عقيدة أئمة
أهل البيت في " الإمام والإمامة " سلفيّةٌ بشهادة مصادر الرافضة الاثني
عشرية.
الفصل الثالث: موقف أئمة
أهل البيت مِن صحابة رسول الله r
وعقيدتهم فيهم سلفيّةٌ بشهادة مصادر الرافضة الاثني عشرية، وفيه سبعة مباحث:
المبحث الأول: عقيدة الأئمة الاثني عشر في الصحبة
وصحابة رسول الله r
عمومًا سلفيةٌ، بشهادة كتُب الرافضة الاثني عشرية.
المبحث الثاني: موقف ابن أبي طالب t مِن الخليفة الصديق أبي بكر.
المبحث الثالث: موقف ابن أبي طالب t مِن أمير المؤمنين الفاروق عمر.
المبحث الرابع: موقف ابن أبي طالب t مِن الخليفة الثالث ذي النورين عثمان.
المبحث الخامس: موقف ابن أبي طالب t مِن عائشة وطلحة والزبير ومعاوية
وغيرهم.
المبحث السادس: موقف ابن أبي طالب t مِن بقية صحابة الرسول r
المبحث السابع: موقف بقية أئمة الإمامية السلفي من
صحابة رسول الله r
بشهادة كتبهم.
الباب الثالث: عقيدة الأئمة الاثنَي عشر
سّلفيّة في غير ما تقدم من المسائل، بشهادة مصادر الرافضة الاثْني عشرية، وفيه تَمهيد وخمسة فصول:
الفصل الأول: موقف
الأئمة الاثنَي عشر في مسألة الغلو فيهم وفي غيرهم سلفيٌّ، بشهادة مصادر الرافضة الاثني
عشرية
الفصل الثاني: عقيدة الأئمة الاثنَي عشر في مسألة "عصمة
الإمام" سّلفيّة، بشهادة مصادر الرافضة الاثْني عشرية
الفصل الثالث: عقيدة
الأئمة الاثنَي عشر في مسألة "المتعة" سّلفيّة، بشهادة مصادر الرافضة
الاثْني عشرية
الفصل الرابع: عقيدة الأئمة الاثنَي عشر في
مسألة " التقية" سّلفيّة، بشهادة مصادر الرافضة الاثْني عشرية
الفصل الخامس:
الفصل ؟؟؟:
عقيدة الأئمة الاثنَي عشر فيما عدا ذلك سّلفيّة، بشهادة مصادر
الرافضة الاثْني عشرية
موقف الأئمة الاثنَي عشر في مسألة ؟؟؟؟ سلفيٌّ، بشهادة مصادر
الرافضة الاثني عشرية
الخاتمة: وفيها أهم نتائج البحث وتوصياته.
الفهارس العلمية: يُذَيَّل البحث
بفهارس علمية، وهي:
1.
فهرس الآيات.
2.
فهرس الأحاديث والآثار.
3.
فهرس الأعلام الْمُترجَم لَهم في
البحث.
4.
فهرس الفِرَق والأديان.
5.
فهرس المصادر والمراجع.
6.
فهرس الموضوعات الكاشف عن أبواب
البحث، وفصوله، ومباحثه، وأهمِّ مسائله.
منهجي في البحث:
أولاً:
تَصديرُ كُلّ مسألة مِن مسائل البحث أو أغلبَها -في التمهيد- بذكر عقيدة أهل السنة
فيها أو موقفهم منها، مختصرًا، ثم أورِدُ نصوصًا من كُتُب الرافضة الاثنَي عشرية
التي فيها التقرير بأنّ الأئمة الاثنَي عشر على هذا المعتقد الصحيح، والموقف
الرجيح، ثم أشير إلى النصوص المخالفة لها –من مصادرهم أيضًا- مفترًى عليهم،
وأُدَلِّلُ على بَرَاءة الأئمة منها، وافتراء شيوخ الرافضة المعممين لَها.
ثانيًا:
الرجوع إلى
مظان المادة العلمية من مصادر الرافضة الاثني عشرية الأصيلة، وكذلك كُتُب العقيدة؛
سواء التأصيلية منها والردود، وكتب التفسير، وشروح الأحاديث وغير ذلك مما
يَخْدُمنِي للاستفادة من ذلك، وكذلك الاستعانة بالرسائل العلمية الأصيلة المحكمة
في التعرف على المصادر للمادة، وغير ذلك.
ثالثًا: الالتزام بقواعد البحوث العلمية
وعلامات الترقيم، وضبط ما يحتاج إلى ضبط.
رابعًا:
عزوُ الآيات القرآنية الواردة في البحث إلى مواضعها من القرآن بذكر اسم السورة
ورقم الآية، ويكون ذلك صُلب البحث، لا في الحواشي، مع كتابة الآيات بالرسم
العثماني.
خامسًا:
عزوُ الأحاديث الواردة في البحث إلى مصادرها، وذلك بذكر اسم المصدر والباب؛ لسهولة
الوقوف عليه، وهذا في الكتب المبوَّبة، مع ذكر رقم الحديث (إنْ وجد). وأما في
المسانيد فبذكر رقم الحديث (إنْ وجد)، ونقل حكم العلماء على الأحاديث صحةً وضعفًا،
إلا إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فأكتفي بعزوه إليهما فقط.
سادسًا: الاجتهاد في بيان معنى الألفاظ
والعبارات الغريبة الواردة في البحث بذكر معانيها من معاجم اللغة وكتب الغريب،
وغيرها.
سابعًا: التعريف الموجز بالفرق
والأديان، وكل ما يحتاج إلى تعريف.
ثامنًا:
النقل عن
المتقدمين وتفضيلهم على المتأخرين إلا في أضيق الحالات بأن تكون المسألة بُسطت أكثر
وحُرِّرت عند أحد علماء الأمة المتأخرين،.. إلى غير ذلك من الأسباب.
-
وأما النقل عن المخالفين فلإقامة
الحجة عليهم أنقل مِن كتبهم ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً، وإذا لم أقف على كتبهم
فسأنقل بالواسطة من كتب علمائنا الموثوقين.
-رحم الله ميِّتهم، وحفِظ أحياءَهم- وأُحيل
إلى كُتُبهم ثم أقول: "بواسطة كتاب كذا".
تاسعًا: الرد على المخالفين؛ أستخدم
غالبًا في الرد على ما أورد من كلامهم المخالف الرد المجمل والتعليق على محل
المؤاخذة؛ وذلك لأمور: من أهمها: كون تصوُّر كلامهم غالبًا كافٍ لردها لأصحاب
الفِطَر السليمة، (لِمخالفتها للفطرة والشرع)، وطلبًا للاختصار، بل ولكون المقام
مقام فَهْم موقفهم...؟؟؟، ولأنّ الوقت لا يكفي، وغير ذلك.
وقد
أَرُدُّ عليهم في بعض الأوقات بالردّ المفصل لِمَا يقتضيه الحال.
عاشرًا: الترجمة الموجزة للأعلام الوارد
ذكرُهم في البحث عدا المشهورين.
حادي عشر: وضع خاتمة لتسجيل أهم النتائج
فيها والتوصيات.
ثاني
عشر: تذييل
البحث بفهارس علمية تسهِّل الاستفادة منه، على النحو الْمبيّن في الخطة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وصلى الله
وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
B
الدراسات السابقة حول الموضوع:
لَم أقف على دراسة عِلمية في الموضوع بكامله،
إلا أنّ ثمة كتابات ضمنية لا استقلالية، قديمة وحديثة معاصرة تناولَت بعض أجزائه
بطريقة أو بأخرى. ومِن أهمّ تلك الدراسات ما يلي:
أولا: للدكتور
ناصر القفاري في كتابه الفريد في بابه: أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية
–عرض ونقد- ثلاثة أبواب تناولَ في أوّلَين منها: اعتقاد الرافضة في مصادر
الإسلام (الكتاب والسنة والإجماع) وكذا اعتقادهم في أصول الدين الستة (الإيمان
بالله -ربوبيةً وألوهيةً وأسماءً وصفاتٍ، والإيمان باليوم الآخر، والملائكة
والكتاب والرسل والقدر) فتحدث في خلالها عن اعتقادهم في كلّ ذلك، ثم ذكر الشاهد
هنا: وهو مناقضة ما ذكروه من عقائدهم في كلّ المسائل المندرجة تحتها منسوبة إلى
أئمتهم بأشياءَ ذكروها ونسبوها أيضًا إلى أولئك الأئمة أنفسِهم تخالف ذلك، وتدلّ على
أنّهم على عقيدة السلف، مثل ما ثبت عنهم في كتب أهل السنة. كما أنه ذكر عقائدهم
الأخرى والأصول التي تفردوا بها عن الدين الحق، والتي تمثلت في القول بعصمة الأئمة
والتقية والمهدية والغيبة والرجعة والظهور والبداء والطينة في الباب الثالث منه.
موضِّحًا الشاهد هنا، ألا وهو ذكرهم للعقيدة الحقة بجانب العقيدة الفاسدة التي
أضافوها إليهم.
ثانيا: وللشيخ
عبد الرحمن بن سعد الشثري كتاب: عقائد الشيعةِ الاثنَيْ عشْريّة –سؤال وجو:
تناول فيه كُلّ ما أشَرتُ إليه عند ذكر مضامين ما في كتاب الدكتور ناصر القفاري،
ورَدَّ عليهم بذكر المعتقد الصحيح المأثور عن الأئمة الاثنَي عشر أنفسهم وفي
كُتُبهم.
ثالثًا: للدكتور
عبد القادر محمد عطا صوفي –حفظه الله- رسالة بعنوان: موقف الشيعة الاثني عشرية
من صحابة رسول r ورضي الله عنهم، في ضمنها ردّ الشيخ على الرافضة في
عقيدة رفضهم الصحابة بما ثبَت من حسن العلاقة بين الصحابة والقرابة (أهل البيت
النبوي) بنقولات من كتبهم، وبغيرها. كما أنّ له كتابًا ماتعًا بعنوان: أوجز الخطاب
في بيان موقف الشيعة من الأصحاب. في القضية نفسها.
رابعًا: وللباحث
عبد الأحد بن عبد القدوس النَّذير رسالة علمية نال بها درجة الماجستير (1430هـ)
بقسم فقه السُّنة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعنوانها: مرويات آل
البيت في فضائل الصحابة. وعلاقة الرسالة هذه بالخطة كان مقتصرًا ببابها
الثاني. وقد أفرَد هذا الباحث جزءًا من رسالته هذه بالنشر فوسمه بــ: صدق
المحبة، بين آل البيت والصحابة.
خامسًا: وهو جزءٌ
طريف وقديمٌ، ضمن كتاب عظيم، حيث عقد الإمام الآجري بابًا في كتاب الشريعة، وعنوَن
له: بـ: مذهب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t في أبي بكر وعمر وعثمان y
أجمعين تناول فيه ردًّا قويًّا وماتعًا بذكر مذهب علي الحقيقي في إخوته الثلاثة
قبله، بل وضمّن مذهب علماء أهل البيت والأئمة كيحيى بن الحسن العلوي العقيقي أبي
طاهر وغيرهم في هؤلاء الكبار y أجمعين.
سادسًا: كما أنّ
ثمّة كتابةً قديمة في موضوع الصحابة والقرابة، كتبَتْها يَرَاعة الحافظ إسماعيل بن
علي بن الحسن ابن زنجويه الرازي السّمّان (ت445هـ) واختصرَها: أبو القاسم جار الله
محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي النحوي (ت538هـ)، وهي بعنوان: الموافقة بين
أهل البيت والصحابة.
سابعًا: للشوكاني،
محمد بن علي اليمني (ت: 1250هـ) رسالة جيّدة بعنوان: إرشاد الغبِيّ إلى مذهب
أهل البيت في صحب النبي r، حيث ذكر إجماع أهل
البيت على تحريم سبّ الصحابة من ثلاثة عشر طريقًا([18])، وختمها بقوله: « فهذه طُرُق متضمنة
لإجماع أهل البيت من أئمة الزيدية ومِن غيرهم، كما في بعض هذه الطرق، والناقل لهذا
الإجماع ممن أسلفنا ذكره من أكابر أئمتهم » ([19]). إلى أنْ نادى مَن أفسَد دينه بذمّ خير
القرون فقال: « فيَا مَن أفسَد دينه بذَمّ خير القرون، وفعَل بنفسه ما لا يفعله
المجنون! إنْ قلتَ: اقتَدَيتَ في سبّهم بالكتاب العزيز، كذَبَك في هذه
الدعوى مَن كان له في معرفة القرآن أدنى تبريز؛ ...
وإنْ قلتَ: اقْتَدَيتَ بسنّة رسول الله
صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم المطهرة، قامَ في وجه دعواك الباطلة العاطلة ما في
كُتُب السنة الصحيحة مِن مؤلفات أهل البيت وغيرهم من النصوص المصرِّحة بالنهي عن
سبِّهم ... وإنْ قلتَ: -أيّها السابّ لخير هذه الأمة مِن
الأصحاب:- إنّك اقتَدَيتَ بأئمة أهل البيت في هذه القضية الفضيعة، فقد حكينا لك في
هذه الرّسالة إجماعَهم على خلاف ما أنتَ عليه، مِن تلك الطُّرُق. وإنْ
قلتَ: إنّك اقتديتَ بعلماء الحديث أو علماء المذاهب الأربعة أو سائر المذاهب،فلتأتنا
بواحدٍ يقول بمثل مقالتك!..»([20]).
ثامنًا: ولعلاء
الدين شمس الدين المدرّس كتاب تحت عُنوان: النسب والمصاهرة بين أهل البيت
والصحابة.
تاسعًا: ولأستاذ
الدكتور أحمد بن سعد حمدان الغامدي (أستاذ قسم العقيدة بجامعة أم القرى) سلسلة تحت
شعار: براءة آل البيت مما نسبته إليهم الروايات، وقد جعله في تسعة أجزاء وبيّن من
خلالها براءتَهم فيما نسبت إليهم الروايات في عدة موضوعات، منها: براءة آل البيت
من روايات: قطع الصلة بالخالق، وبراءة آل البيت من روايات: قطع الصلة
بالقرآن، وبراءة آل البيت من روايات: قطع الصلة بالنبي r،
وبراءة آل البيت من روايات: قطع
الصلة بالصحابة وقبائل العرب، وبراءة آل البيت من روايات: قطع الصلة بعبادة
الله ومقدساته، وبراءة آل البيت من روايات: قطع الصلة بالأمة الإسلامية،
وبراءة آل البيت من روايات: انتقاص الأنبياء والملائكة، وبراءة آل البيت من
روايات: انتقاص عليّ بن أبي طالب، وغير ذلك. وهذا الكتاب بأجزائه له علاقة كبيرة بما
يقصد الباحث هنا ببحثه في كل أبوابه الثلاثة. وسيفيد الباحث منه إنْ شاء الله،
كلٌّ في مكانه.
عاشرًا: للكاتب
خالد بن أحمد الزهراني كتاب بعنوان: الحديث المفترَى على أهل النبِيّ r
-الكافي للكلينِي أنموذجًا-، وهذا
الكتاب له علاقة بالبحث في كُلّ أبوابه الثلاثة، وسيفيد الباحث منه.
الحادي عشر: رسالة التناقض من علامات الفرق، .........
هذا، وكلّ تلك الكتب وغيرها تناولَت -بين المستقلّ والمستكثر- جانبًا من
البحث، وسيفيد الباحث منها، كُلٍّ في مجاله، كما أنني لم أقف على دراسة في الموضوع
بكامله.
التمهيد:
2- سَرْدُ
أسْماء الأئمة الاثني عشر مِن عليّ وأولاده الذين يعتقد الاثنا عشريّة
إمامتهم بالنصّ واحدًا بعد آخر، وذلك للحاجة إليهم لاحقًا، وهؤلاء (الأئمة) هم:
اسم
الإمام
|
كنيته
|
لقبه
|
الميلاد
/والوفاة
|
1- علي بن أبي طالب t
|
أبو الحسن
|
المرتضى
|
23ق هـ -40هـ
|
2-الحسن بن علي t
|
أبو محمد
|
الزكي
|
2-50هـ
|
3- الحسين بن علي t
|
أبو عبد الله
|
الشهيد
|
3-61هـ
|
4- علي بن الحسين
|
أبو محمد
|
زين العابدين
|
38-95هـ
|
5- محمد بن علي
|
أبو جعفر
|
الباقر
|
57-114هـ
|
6- جعفر بن محمد
|
أبو عبد الله
|
الصادق
|
83-148هـ
|
|
|
|
|
7- موسى بن جعفر
|
أبو إبراهيم
|
الكاظم
|
128-183هـ
|
8- علي بن موسى
|
أبو الحسن
|
الرضا
|
148-203هـ
|
9-محمد بن علي
|
أبو جعفر
|
الجواد
|
195-220هـ
|
10-علي بن محمد
|
أبو الحسن
|
الهادي
|
212-254هـ
|
11- الحسن بن علي
|
أبو محمد
|
العسكري
|
232-260هـ
|
12- محمد بن الحسن
|
أبو القاسم
|
المهدي
|
يرى الإمامية أنه وُلد سنة: 255
أو 256هـ، ويقولون بحياته إلى اليوم.
|
فهؤلاء هم
الأئمة الاثنا عشر عند الرافضة الإمامية الاثنَي عشرية، وهو سبب تلقيبهم بالاثني
عشرية([21]).
([13]) قَوْله: (أَنْتَ وَاَللَّه بَعْد ثَلاث عَبْد الْعَصَا) كِنَايَة عَمَّنْ
يَصِير تَابِعًا لِغَيْرِهِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَمُوت بَعْد ثَلاث، وَتَصِير أَنْتَ
مَأْمُورًا عَلَيْك. وَهَذَا مِنْ قُوَّة فِرَاسَة الْعَبَّاس t، وذَكَر
ابْن إِسْحَاق عَنْ الزُّهْرِيّ: أَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْم قُبِضَ النَّبِيّ r. (انظر: فتح الباري للحافظ
ابن حجر، ج3/ ص3073).
No comments:
Post a Comment