المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
كلية الدعوة وأصول الدين
قسم
العقيدة، مرحلة: الماجستير.
وسائل
التنصير
مقدم
إلى
شيخنا
الشيخ الدكتور غالب بن علي عواجي
عضو
هيئة التدريس بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة
إعداد
أبو
بكر حمزة زكريا
المقدمة
الحمد
لله؛ نستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه؛ أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين
كله وكفى بالله شهيدا، أرسله بين يدي السّاعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه،
وسراجا منيرا، فهدى به من الضلالة، وبصّر به من العمى، وأرشد به من الغيّ، وفتح به
أعيناً عمياً، وآذاناً صمّاً، وقلوباً غلفا، وفرّق به بين الحق والباطل، والهدى والضلال،
والرشاد والغيّ، والمؤمنين والكفار، والسعداء أهل الجنة والأشقياء أهل النار، وبيـّن
أولياء الله وأعداء الله؛ فمن شهد له محمدٌ صلى الله عليه وسلم بأنه من أولياء الله؛
فهو من أولياء الرحمن. ومن شهد له بأنه من أعداء الله؛ فهو من أعداء الله وأولياء الشياطين
[1].
فإن الله أرسله ـ عزّ وجلّ ـ حين لم يكنْ على
الأرض عربِهم وعجَمِهم حنيفاً إلا بقايا من أهل الكتاب، وكتب الشقاء والخلود في
النار لكلّ من سمع دعوتَه ثمّ لم يؤمن بالذي أُرْ سل به، فكان موقف الكفار تجاه
دعوته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها هو: عدم إجابتها واللغوِ عند قراءة القرآن،
والتشكيك فيه، والصدّ عن الدين بكلّ وسيلة، وابتغاء إخراج أهله منه، قال تعالى: (
وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) [2]وقوله:
( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذاباً فوق العذاب بما كانوا يفسدون) [3]
وقوله: ( إن الذين ينفقون أموالهم ليصدّوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم
حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون) [4]
فقد سلك أعداء الإسلام كلّ وسيلة ليصدّوا الناس عن هذا الدين وليخرجوا منه أهله
سواء في ذلك المباشرة منها وغيرها، والقديمة منها والجديدة، والصريحة منها والخفية
كما قال تعالى: ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)، والعلمية
المبْـنِية على التشكيك في نبيّ الإسلام وكتابه وثوابت دينه، وكذا السبلَ
القسْرِية المبنية على خطْف الأطفال وغيرها ... إلا أنّ سنة الله فيهم واحدة؛ فما
المنصّرون اليوم إلا ويسيرون على منوال الكفار الأول، وسيلقون ما لقيَ أولئك. و(
إن الله لا يصلح عمل المفسدين) [5]
فإني في هذه العجالة لأقوم بواجب الشكر على المولى
الكبير الكريم على نعمائه التي لا تحصى؛ فله الشكر على ما أولى وأنعم، وله الحمد
في الأولى والآخرة، ثم أشكر حكومة هذه البلاد: بلاد الحرمين الشريفين على ما تقوم
به من خدمة هذا الدين الحنيف، ومن ذلك: إيجادهم الجامعة الإسلامية وإعدادها وإمدادها،
فجزى الله حكومتهم خيراً. ثم أخصّ بالشكر مشايخي الذين باشروا تربيتنا وعلى رئسهم
شيخنا الشيخ غالب بن علي عواجي على توجيهاتها النافعة، وعلى إشرافه للبُـحيّث،
وأقول لهم: جزاكم الله خيراً. والشكر موصول إلى كل من أعانني على إخراج الجهد
المقلّ، وعلى رئسهم زوجي على مساعداتها الطيّبة.
وصلى الله على سيّدنا
ونبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهنا
خطة البحث:
خطة
البحث
جعلت البحث في مبحثين، مفتتحاً إياه بالمقدمة،
مختتماً بالخاتمة؛
أما المقدمة ففيها:
الحمد والثناء على الله عز وجل،
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم كلمة الشكر،
خطة البحث،
ثم التمهيد؛ وقد رأيت أن أذكر مسألتين مهمين
فيه؛ هما:
المسألة
الأولى: التعريف بوسائل التنصير
المسألة
الثانية: أهداف التنصير؛ وهل إدخال المسلمين في التنصير هو هدفُهم الحقيقي؟
المبحث الأول: وسائل التنصير! وأنها أنواع
وباعتبارات، أما الاعتبار الأول: فباعتبار كونها قديمة أو حديثة، أما باعتبار
الثاني؛ فباعتبار كونها صريحة وظاهرة أم خفية، وأنها علمية أو غير ذلك. وسيأتي
تفصيل كل ذلك إن شاء الله تعالى.
المبحث الثاني: التحذير من وسائل التنصير وذكر
بعض السبل لعلاج هذا الداء.
ثم الخاتمة، وفيها: ذكر أهم ما توصّل إليها
الباحث.
التمهيد؛
المسألة
الأولى منه: التعريف بوسائل التنصير
هذه الكلمة من ضروب المركبات؛ إذْ هي
مركب إضافي الذي يتطلب إلى أن نقف على جزئيه: المضاف والمضاف إليه، فنقول:
الوسائل: جمع على وزن فعائل، ومفرده: وسيلة؛ فهما على وزن: كتيبة وكتائب؛ قال
صاحب قاموس المحيط: [6] "
الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك، والدرجة، والقربة". وبيّن
الدرجةَ صاحب المعجم الوسيط؛ فقال إنها: " درجة النبي صلى الله عليه وسلم
في الجنة" وشاهد ذلك: الحديث الذي انفرد بروايته البخاري دون مسلم: [ اللهم
ربّ هذه الدعوة التامة، ... آتِ محمدا الوسيلةَ والفضيلة] [7]
وأما بمعنى القربة، فهي الوسيلة والوُصلة والقربى؛ وشاهد ذلك قوله تعالى: ( أولئك
الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب)
[8]
وقوله تعالى: ( يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) [9]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم [ إذا سمعتم المؤذن؛ فقولوا مثل
ما يقول، ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى على مرة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا الله لي الوسيلة؛
فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجوا أن أكون أنا ذلك العبد،
فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة] [10]
وقال صاحب تاج العروس من جواهر القاموس:" الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك، والدرجة، والقربة، ) والوصلة، والجمع:
الوسائل. وقال الجوهري: الوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير. والجمع: الوسيل والوسائل،
وفي حديث الأذان: [اللهم آت محمدا الوسيلة] قال ابن الأثير: هي في الأصل: ما يتوصل
به إلى الشيء، ويتقرب به، والمراد به في الحديث: القرب من الله تعالى. وقيل: هي الشفاعة
يوم القيامة. وقيل: هي منزلة من منازل الجنة؛ كذا جاء في الحديث. ( ووسل إلى الله تعالى
توسيلاً؛ عمل عملاً تقرّب به إليه، كتوسّل، يقال: وسل وسيلةً، وتوسّل بوسيلةٍ. وفي
الصحاح: التوسيل، والتوسّل واحد ". [11]
فهي
في الأصل: ما يُتوصّل به إلى الشيء، ويُتقرّب إليه، كما سبق.
هذا المعنى للوسائل معنى عام، فأما كل من أراد
من الكلمة المعنى الخاص؛ فإنه يضيفه إلى ما يريد تخصيصه به، كما هو الحال هنا،
وكما في وسائل التدريس؛ أي: طرقه، وكوسائل الدعوة وغير ذلك.
أما كلمة التنصير فهي من
نصّر ينصّر تنصيراً إذا أدخله النصرانية، فهي على وزن ( حقّق يحقق).
يقول شيخنا سعود: " التنصير هو
الدعوة إلى النصرانية، ويسميه النصارى: التبشير" [12].
ويقول أصحاب الموسوعة الميسرة:"
التنصير: حركة دينية سياسية استعمارية، بدأت بالظهور إثر فشل الحروب
الصليبية بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم الثالث بعامة، وبين
المسلمين بخاصة، بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب. ويساعدهم في ذلك ثلاثة عوامل:
-
انتشار الفقر والجهل والمرض في معظم بلدان العالم الإسلامي.
-
النفوذ الغربي في كثير من بلدان المسلمين.
-
ضعف بعض حكام المسلمين الذين يسكتون عنهم أو ييسرون لهم السبل رغباً ورهباً أو
نفاقاً لهم" [13]
.
فوسائل التنصير على هذا هو
تلك الوسائل والطرق
التي يتبعها المنصّرون ويتوصّلون بها في تحقيق أهدافهم التنصيرية الاستعمارية. فهم
يسلكون في تحقيق أهدافهم لإخراج عباد الله من دين الإسلام وسائل عديدة المادية
منها والمعنوية. كما سيتضح ذلك في الصفحات اللاحقة. إن شاء الله تعالى.
المسألة
الثانية: أهداف التنصير
إنه لا
بد لعمل عاقل من هدف أو أهداف؛ فالذي يظهر من عمل المنصّرين أنهم يريدون تنصير
المسلمين؛ ولا أزْيـد من ذلك، إلا أنه يتبيّن للباحث والناقب عن أحوال أعداء
الإسلام أن هناك أغراضاً يرمون إليها، ذلك ما وضّحه شيخنا في بحثه عن أهداف
التنصير، حيث استدل بثلاثة أمور ليبيّن أنهم جاءوا كمقدمة للاستعمار، وطليعة
له، وهنا أنقل كلامه بنصّه من كتابه دراسات في أديان اليهودية والنصرانية إذْ
يقول:
" إن
من المعلوم أن العقيدة هي أقوى رابط، والولاء الحقيقي لا يكون إلا بها ووفقها؛
لهذا يسعى النصارى إلى تنصير الناس، وخاصة المسلمين حتى يكسبوا ولاءهم، ويسيطروا
عليهم، فهو إذاً وسيلة أخرى من وسائل الاحتلال والسيطرة والاستعمار، لا
يحتاج إلى بذل النفوس وإزهاق الأرواح بالحروب الطاحنة؛ بل يحتاج بذل المال
واستغلال الفرص المتاحة في البلدان الإسلامية من تمزق المسلمين، وضعفهم، واعتناق
كثير من ساسة البلدان الإسلامية للتصوّرات والعقائد المعادية للإسلام من علمانية،
وقومية، وشيوعية، وضعف ولائهم للإسلام، وبالتالي للأمة، وكذلك فساد حال كثير من
الشعوب الإسلامية، بسبب المناهج الوافدة وضعف التكوين الديني في نفوسهم، مما يجعل
الفرصة متاحةً للمنصّرين. ومما يدل على أن التنصير لا يعدو أن يكون هجمة
استعمارية جديدة أمور عدة، هي:
أولاً: أن الدول التي وراء التنصير هي
دول إلحادية بكل ما تعنيه هذه الكلمة، فكيف تشجّع بل تستخدم نفوذها في تغلغل
المنصّرين، وتسهيل مهمتهم لو لم يكن لها أهداف استعمارية؟!
ثانيا: أن الدعوة إلى النصرانية فشلت
فشلاً ذريعاً في بلدانها، فتوجهها إلى بلدان أجنبية عنها يكلّفها ذلك أضعافاً
مضاعفة من المال والوقت، مع النتائج غير المشجعة، هذا يدل على أن نشاطها في
التنصير ليس هدفه نشر النصرانية بحد ذاتها؛ وإنما استعمار المسلمين بشكل أفضل
وأكمل بالنسبة لهم.
ثالثا: تصريحات المنصِّرين أنفسهم بأنهم
ليسوا إلا أدوات في يد المستعمر ومقدمة له. وفي هذا يقول كوتوي زيقلر في كتابه (
أصول التنصير): " ولكن ليس من شك في أن التوسّع الاستعماري كان له وجهان:
اقتصاديٌّ وسياسيٌّ، وكان النشاط التنصيري جزءاً أساسياً من هذا التوسّع الأوربيّ.
وبنهاية القرن التاسع عشر كانت دوائر النفوذ السياسي الغربي قد ثبتتْ من نهر
اليانقتزي إلى النِّيل، وأصبحت لندن هي عاصمة العالم المالية، ووضعت أسس البعثات
التنصيرية من ( تايبيه) إلى ( دكار) ". ويقول رأس المنصِّرين في العصور
المتأخرة ومجرمهم صموئيل زويمر ملخّصا لأهداف التنصير وغاياته، في خطاب له في
مؤتمر القدس، الذي عقده المنصّرون عام 1935 في القدس مخاطباً أمثاله من المنصِّرين
ما نصّه: " أيها الإخوان الزملاء! ممن كتب الله لهم الجهاد في سبيل
المسيحية واستعمارها لبلاد الإسلام، فأحاطتهم عناية الربّ بالتوفيق الجليل المقدس؛
قد أديتم الرسالة التي أنيطتْ بكم خير أداء، ووفقتم لها أسمى التوفيق؛ وإنْ كان
يخيّل إليَّ أنه مع إتمامكم العمل على أكمل وجه، لم يفطن بعضكم إلى الغاية
الأساسية منه، إني أُقرُّكم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في المسيحية لم
يكونوا مسلمين حقيقين = لقد كانوا أحد ثلاثة:
إما صغير لم يكن له من أهله من يعرّفه بالإسلام،
وإما مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته، قد اشتد به الفقر، وعزتْ عليه
لقمة العيش، أما الآخر فيبغي الحصول على غاية من الغايات الشخصية. ولكن مهمة
التبشير التي ندبتهم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال
المسلمين في المسيحية؛ فإن في هذا هداية لهم وتكريماً. وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا
المسلم من الإسلام؛ ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي: لا صلة له بالأخلاق
التي تعتمد عليها الأمم في حياتها. ولذلك تكونون أنتم طليعة الفتح الاستعماري في
الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به خير قيام، وهذا ما أهنئكم عليه، وتهنئكم عليه
دول المسيحية، والمسيحيون عموماً من أجله كل التهنئة"
[14].
إلى آخر خطاب صموئيل زويمر في مؤتمر القدس الذي أورده الشيخ في آخر كتابه
(الدراسات) ذاكراً ومؤكِّداً أهداف المنصّرين.
المبحث
الأول: وسائل التنصير
وأنها
أنواع وباعتبارات، أما الأول: فباعتبار كونها قديمة أو حديثة، أما الثاني؛
فباعتبار كونها صريحة وظاهرة أم خفية، وأنها علمية التي تنبني على التشكيك في
الثوابت أو غير ذلك، والآخيرة باعتبار كونها مباشرة أو غير مباشرة. وكنت وضعت لهذه
الوسائل شجرة توضّح أنواعها بهذه الاعتبارات فحذفتها.
وقد قال شيخنا الشيخ سعود في كتابه ( دراسات في
أديان اليهودية والنصرانية) [15]
" وسائله:
للنصارى في دعوتهم إلى ديانتهم وسائل عديدة منها:
*
الدعوة المباشرة بالوعظ، والتعليم العام، والمناداة باتباع النصرانية. وهذه
الوسيلة هي المعمول بها في بلدانهم وبين شعوبهم.
*
ومنها: الدعوة غير المباشرة؛ وذلك عن طريق التطبيب والتعليم والإغاثة؛ فهم يجعلون
من تطبيب المرضى وعلاجهم وسيلة إلى إيصال الدعوة إلى النصرانية، وذلك بإقامة
المستشفيات والمراكز الصحية التي تكون ستاراً لدعوتهم. وكذلك التعليم؛ وذلك بإنشاء
المدارس من رياض الأطفال، وما فوقها من المستويات من المعاهد والجامعات. كما
يستغلون حاجة المنكوبين والملهوفين للإعانات؛ فيغلِّـفُون تلك الإعانات بالدعوة
إلى النصرانية. وهذه الوسائل يستخدمونها في البلدان غير النصرانية، وخاصة البلاد
الإسلامية ".
قال الله تبارك وتعالى في الكفار: ( ودوا لو
تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)[16]
وقال أيضاً: ( ولن ترضى عنك اليهود ولن النصارى حتى تتبع ملتهم) [17]
وقال سبحانه: ( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وألئك هم المعتدون) [18]
وقال أيضاً: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً
ودوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) [19]
قبل الخوض في أنواع وسائل التنصير رأيت أن أقدم
بكلام جميل للكاتب عبد الرحمن بن الصالح في كتابه: (التنصير: تعريفه، أهدافه،
ووسائله، حسرات المنصّرين)[20]
يذكر فيه أن المنصّرين لم يتركوا باباً ودخلوا منه إلى المسلمين ليبدلوا عليهم
دينهم؛ إذْ يقول فيه " استغل المنصّرون كل وسيلة لنشر دينهم، وإشاعة باطلهم،
صداً عن سبيل الله، وإرصاداً لمن حارب الله، وإضلالاً لعباد الله ... استغلوا لأجل
ذلك كل مرفق من مرافق الحياة، وكل حاجة من حاجات البشر، بل ربما أشعلوا نار الحرب،
وأوقدوا الفتنة؛ لتفتح لهم الأبواب. فلم يمنعهم عقل عن استغلال آلام مريض، ولم
يؤنبهم ضميرٌ عن مساومة جائع على لقمته، وما يسدّ به رمقه، ولم تدفعهم رحمة لإنقاذ
بائس أو شيخ فانٍ، أو عجوز حسيرةٍ كسيرةٍ، فما لم يؤمن بآلهتهم التي يعبدون من دون
الله ... فلن يلقَ عنايتهم، ولن ينال أعطيتهم، لقد منحوهم كسرة الخبز ليسلبوهم
عقيدتهم، وناولوهم الكساء ليتهتكوا أعراضهم، ويشيعوا فيهم الزنا والخنا، وعلّموهم
القراءة ليتعلّموا الكفر والإلحاد والزندقة، وبنوا لهم المعبد ليقدّسوا فيه
الصليب، ويعبدوا فيه الشيطان، ودعوهم إلى الحرية الزائفة ليخرجوهم من عبودية الله؛
فيقعوا في عبودية الهوى والشيطان، وصوّروا لهم استحالة أن يغفر الله لهم، وسوّلوا
لهم أن القسيس يغفر الذنوب ... إلى أن قال: " وستجد في الوسائل التالية ما
يؤكد ما ذكرت لك"
وهذا الذي قاله الكاتب حقيقة لا مرية فيها؛ فإن
المنصّرين لم يتركوا أيّ وسيلة إلا وأرادوا إخراج المسلمين من دينهم بها، ظهرتْ أم
خفيتْ، كما قال تعالى: ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) [21]
ولا أدلّ على ذلك من الواقع. اللهم سلّم سلّمْ.
ولقد راعى علي النملة في كتابه (التنصير)
عند تقسيمه وسائل التنصير اعتبارين؛ هما:
1 – اعتبار كون الوسائل قديمة أم حديثة.
2- كونها صريحة أم خفية.
أما باعتبار الأول فهي تنقسم إلى:
2. وسائل حديثة مخترعة،
فرضتها الحالة التي وصل إليها العالم اليوم في تقنية الاتصال والمواصلات وتنوّع
الوسائل وتعددها.
أما باعتبار الثاني فتنقسم إلى:
1.
الوسائل الصريحة.
2. الوسائل الخفية (
المختفية).
فالصريحة على نوعين:
1.
العلمي: القائم على النقاش أو السفسطة والتشكيك
على طريقة الاقتضاب المعروفة، مثل قول الشاعر:
ما قال ربك: " ويلٌ " للألى
سكروا *** بلْ قال ربّك: " ويلٌ للمصلّين".
2.
التنصير المقسّري، وله صور يتمثل فيها ـ كما
سيأتي ـ إن شاء الله.
ويمكن أن يتحقق القيام بالتنصير الصريح من خلال:
قيام مؤسسات تنصيرية ترعى الحملات، وتمكن لها، وتمدّها بما تحتاجه من الموارد
المالية والبشرية، وتتلقى الدعم أو الدعمين ( المادي والمعنوي) من الحكومات
الغربية، ومن المؤسسات، والأفراد، عن طريق المخصصات والتبرعات. ثم ذكر أبرز
المؤسسات التي التنصيرية التي تدعم المنصّرين فقال: " ومن أبرز المؤسسات
التنصيرية: الجمعيات المتعددة في أوروبا وأمريكا، أو في البلاد المستهدفة:
|
الأمثلة
|
تاريخ
نشأتها
|
الملاحظة
|
1
|
جمعية
لندن التنصيرية إلى أفريقيا.
|
1179هـ.
ـ
1765م.
|
موجهة
إلى أفريقيا.
|
2
|
جمعيات
بعثات التنصير الكنسية.
|
1212هـ
.
ـ
1799م.
|
إلى
الهند ومنطقة الخليج.
|
3
|
جمعية
تبشير الكنيسة الإنجليكانية البريطانية.
|
1214هـ.
ـ 1799م.
|
وتدعم
من الأسرة المالكة في بريطانية
|
4
|
جمعية
طبع الإنجيل البريطانية.
|
1219هـ.
ـ
1804م.
|
تهتم
بالطبع والترجمة والتوزيع.
|
5
|
جمعية
طبع الإنجيل الأميركية.
|
1230هـ.
ـ
1861م.
|
ولها
مطابع ومكتبات تجارية في البلاد العربية كمطبعة النيل، ومكتبة الخرطوم.
|
فهذه الخمسة ذكرتها من باب التمثيل
عليها؛ وإلا فإنه ذكر ما يقرب من 28 جمعية، ـ وقد استفاد شيخنا الشيخ علي مما ذكر
النملة حيث أورد كذلك سبعاً وعشرين وسيلة (27) من ص345 ـ 348 وقال: " أنظر: التنصير"،
للنملة، ص42ـ 43" ـ ثم قال بعد ما أورد الأخيرة منها: " هذا بالإضافة
إلى الجمعيات المحلية في العواصم والمدن الإسلامية يقوم عليها عاملون محليون
مدعومون من جمعيات تنصيرية وأمريكية، وهذه نماذج فقط" [23].
ثم قال:
" وأما التنصير المختفي (غير الصريح) فإنه
ينفّذ بوسائل متعددة، ومنها:
1) البعثات الدبلوماسية في البلاد الإسلامية
عن طريق السفارات، أو القنصليات، أو الملحقيات الثقافية والتجارية، والمؤسسات
الأجنبية الرسمية الأخرى.
2) المستكشفون الجغرافيون في
البلاد الإسلامية وغيرها؛ حيث توفدهم الجامعات، أو الجمعيات العلمية للنظر في
قضايا جغرافية وطبيعية علمية، تحتاج إلى الوقوف عليها.
3) بعثات التطبيب التي يبدو
من ظاهرها الإسهام في مجالات الإغاثية الطبية والصحية، وتعمل على خدمة النصرانية
والتنصير من خلال إنشاء المستشفيات، والمستوصفات، والعيادات المتنقلة.
4) بعثات التعليم الصناعي
والتدريب المهني؛ من خلال إنشاء المدارس، مراكز التدريب، والورش للشباب والشابات
تستقطب إليها الطاقات.
5) بعثات التعليم العالي التي
تنشأ الكليات، والجامعات، والمعاهد العليا في المجتمع المسلم.
6) بعثات
الإغاثة؛ حيث يهُبّ الجميعُ رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، يجلبون معهم المُؤن،
والملابس، والخيام وغيرها، ويقدّمونها على أنها نعمة من عيسى ـ عليه السلام ـ سواء
كان هذا الإيحاء واضحاً بالرموز، والشعارات، أو بطريق خفي؛ يصلون إليه بحذر، وخوف
الابتعاد عنهم.
7) استغلال المرأة المسلمة،
وغير المسلمة.
8) استغلال
العاملين النصارى في المجتمعات المسلمة، على مختلف مستوياتهم العملية، وتخصصاتهم من
الأطباء، والخبراء، والممرضات، والصيادلة، والعمال المهنيين، والحرفيين.
9) استغلال البعثات الدراسية
للطلبة المسلمين خارج البلاد الإسلامية.
10)
استغلال المؤسسات العلمية؛ التي تقدّم دراسات عن
العالم الإسلامية، والعرب، والشرق الأوسط.
11)
عمل
اليهود على مؤازرة التنصير.
12)
الأصل في المنظمات الدولية على اختلاف اهتماماتها، وتخصصاتها أن تلزم
العباد فيما يتعلق بالأديان والثقافات، وأن تؤدى مهماتها المناطة بها دون النظر
إلى استغلال نفوذها سياسياً، واقتصادياً لتحقيق أغراض سياسية، وثقافية للأعضاء في
هذه المنظمات على حساب الأعضاء الآخرين.
أما القسم الثاني من أنواع وسائل التنصير
الصريحة: هو التنصير المقسري؛ ويتمثّل في:
·
الحروب الصليبية.
·
محاكم التفتيش.
·
اختطاف الأطفال،
والقرصنة البحرية.
·
إحراق المسلمين
الرافضين للتنصير، والغزوات، والاحتلال ( الاستعمار). انتهى ملخصاً من علي النملة[24].
ومن
الأساليب الجديدة للتنصير: وهي ما ارتضته الجلسة لمؤتمر كولورادو
التنصيري، وقد جاءت في كتاب: "تنصير المسلمين" بعنوان: أساليب جديدة
في التنصير وهي:
1) أسلوب الفلاح.
2) اختبار التربة.
3) التأثير النفسي.
4) إيقاظ اللغات الحيّة.
5) المطبوعات.
6) في البثّ الإذاعي.
7) الحلقات الدراسية
بالمراسلة.
8) الدخول من خلال الاهتمام
بمشكلات شعوب الإسلامية.
وجاء في:
The Gospel and Islam A 1978 Compendium
تطوير وسائل جديدة لتساعد في التنصير
1)
فلسفة وراء هذا التطوير.
2) عوامل
سبعة في هذا التطوير
·
التركيز على القطاعات
الجماهيرية أكثر من التركيز على الطبقات.
·
الوحدات المتجانسة.
·
محور المقابلة
والتقبل.
·
مقياس
"أينكل": ويتمّ ذلك عن طريق إخضاع الوحدة التي يعمل فيها الشخص إلى
المقياس ... وبهذا يصبح منصّراً.
·
جمع الأتباع، وتحسين
الروحي.
·
الحركة الجماهيرية.
·
المقاومة الثقافية في
مواجهة المقاومة اللاهوتية.
3) نظرة إلى
بعض الوسائل الجديدة:
أ-
حلقات الدراسية
بالمراسلة.
ب- الإذاعة.
ت-
الاصطلاحات: وهي
كثيرة جداً؛ كـ ( مسلمون عيسويون) الذي له معنيان: 1. إنهم استسلموا لعيسى. 2. إنهم
ما زالوا من ثقافتهم ووصفهم، ومفرده: مسلم عيسوي.
ث- الطقوس
الدينية في المسجد العيسوي.
ج- حجم
المجموعة.
ذكر
أصحاب الموسوعة بعض الوسائل التي لها تأثير واسع في التنصير، وذكروا من ذلك ستّ
وسائل، ثم ذكروا وجه كل واحدة منها، وهي:
·
تقديم الخدمات الطبية
بهدف استغلال هذه المهنة في التنصير.
·
التعليم؛ وسيأتي
بيانه مفصَّلاً إنْ شاء الله.
·
الأعمال الاجتماعية،
ومثلوا له بثمان أمثلة؛ هي إيجاد البيوت للطلبة، وإيجاد الأندية، والاهتمام بدور
الضيافة والملاجئ للكبار، ودور اليتامى واللقطاء، وكذا الاعتناء بالأعمال
الترفيهية، ومنها كذلك: إنشاء مخيمات، والمكتبات التنصيرية، واستغلال الصحافة بشكل
واسع، ويزورون المسجونين والمرضى ويقدمون الهدايا والخدمات لهم، وأن المرأة كذلك
تعطي دورها وتقوم بنشر التنصير بين نساء المسلمين.
·
النسل: وأن النصارى
حرموا تحديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة، وشجعوا الإكثار من النسل بوضع
الحوافز والمساعدات المادية والمعنوية، مع تشجيع الزواج المبكر بين النصارى،
وبالمقابل يطالبون المسلمين خاصة بتحديد النسل أو تنظيمه. علماً بأن أكثر 65 في
المائة من الأطباء وبعض القائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة.
· وأنهم يشجعون الفتن
والحروب لإضعاف المسلمين، ويثيرون الاضطرابات المختلفة بإذكاء نار العداوة
والبغضاء، وإيقاظ روح القوميات الإقليمية الطائفية الضيقة لذلك.
·
ويستخدمون الإمكانيات
لذلك؛ من طائرات تنقل الأطباء والأدواء والممرضات لعلاج المرضى في الغابات، وأحراش
الجبال، وسفنٍ معداة إعداداً خاصاً يسمح بإقامة الحفلات على ظهرها للاستعانة بها
في توزيع المطبوعات الكنيسة، وإقامة الحفلات التي تستغل لأهدافهم الخاصة في
التنصير، ويعلنون عنها باسم: إقامة معرض عام للكتاب. وأنهم كذلك يسيطرون على وسائل
الإعلام ـ كما في اندونيسيا ـ ولديهم إذاعات تبشيرية، وصحف قومية. ولهم كذلك مراكز
للبحوث في عدد من البلدان، ومن أكبرها: المركز المسيحي الدراسي في باكستان الذي
تأسس 1966، كل ذلك بإحصائيات دقيقة، وكلها يراد بها إطفاء نور الله، (ويأبى الله
إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) [27]
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [28]
[29]
والآن رأيت أن أسرد جملة كبيرة من هذه
الوسائل دون اعتبار تنوّعها باعتبارات السابقة، معتمدا على ما ذكره شيخنا عليُّ[30]
ـ متّعه الله بالصحة والعافية ـ إذْ إنه ذكر ثلاثين وسيلة، ثم أردف ذلك بذكر الخطط
التي نجح المنصّرون فيها؛ وهي أكثر من عشرين. فيقول حفظه الله: وهذه العشرين من الثلاثين السابقة، فيقول حفظه
الله:
"الأساليب التي يتبعها أعداء الإسلام في حربهم له واتفاقهم على ذلك
لقد
سلك أعداء الإسلام في مقاومة انتشاره وفي محاربة المسلمين طرقاً كثيرة عن حقد دفين
وإصرار قوي على التصدّي والمواجهة منطلقين عن تخطيط ومؤامرات مدروسة بدقة وعناية
أثمرت نتائج واضحة".
ثم قال في بيانه الوسائل التي سلكوها " بيان أنواع الوسائل
والطرق إجمالاً
إن
الوسائل والأساليب كثيرة ومختلفة، ولكنها تصب في النهاية في مصب واحد، ومن تلك
الأساليب الكثيرة التي سلكها المنصّرون ومن جاء بعدهم من المستشرقين:ـ
التنصير
(1)
عن طريق الإرساليات.
(2)
عن طريق إخضاع
المسلمين بالقوة في زمن الاستعمار.
(3)
عن طريق إيجاد قواعد
انطلاق للفكر الغربي في ديار المسلمين كفلسطين ولبنان وغيرهما من بلاد المسلمين.
(4)
عن طريق دعوى تقارب
الأديان.
(5)
عن طريق إذكاء
النعرات الجاهلية من عصبيات وخلافات مذهبية وتضخيم ذلك، ثم إيجاد الحلول لها عن
طريقهم.
(6)
عن طريق محاربة
الإسلام، ومنع انتشاره ومحاصرته.
(7)
عن طريق تنفير الناس
عن علماء المسلمين، ورميهم بشتى التهم الباطلة.
(8)
عن طريق إثارة الحكام
ضد علماء الإسلام، وتخويفهم منهم لإيقاف نشاطهم.
(9)
عن طريق تتابع
المؤتمرات لرسم الخطط وتنفيذ المؤامرات.
(10)
عن طريق إنشاء
الجمعيات.
(11)
عن طريق التشكيك في
القرآن.
(12)
عن طريق التشكيك في
السنة.
(13)
عن طريق التشكيك في
صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
(14)
عن طريق التشكيك في
اللغة العربية، ومدى صلاحيتها للعصر.
(15)
عن طريق التشكيك في
صلاحية تعاليم الإسلام في عصرنا الحاضر ـ بزعمهم ـ.
(16) عن
طريق أنواع المساعدات ـ النادية والمعنوية ـ باسم المسيح أحيانا، وباسم الكنيسة
أحيانا أخرى، أو باسم قداسة البابا.
(17)
عن طريق استغلال
المرأة.
(18)
عن طريق تشويههم
للإسلام بأنه:
_ ظلم المرأة.
_ أنه دين السيف.
_ أنه يبغض البشر كلهم إلا أتباعه.
_ أن أحكامه جامدة.
_ أنه أخّر المسلمين في العلوم
والمخترعات.
(19)
عن طريق التعليم:
_ المعاهد التنصيرية.
_ الطب.
(20)
عن طريق دعوى رعاية
حقوق الإنسان.
(21)
عن طريق تقديم مختلف
الخدمات: ( مساكين، بيوت شباب، وسائل ترفيه، ملاجئ للفقراء، نزهات).
(22) عن
طريق استغلال الأماكن التي تقوم فيها الحروب؛ حيث يبادرون بأخذ أطفال المسلمين كي
يجنبونهم ويلات الحروب ـ كما يزعمون ـ فينشئونهم تنشئة صليبية.
(23)
عن طريق تربية
الأجيال الإسلامية في مدارسهم المجانية.
(24)
عن طريق تحبيب الصليب
إلى الأطفال.
(25)
عن طريق الصناعات.
(26)
عن طريق التجارة.
(27)
عن طريق تحديد النسل.
(28)
عن طريق المناداة
بتطبيق المذاهب الفكرية الجديدة ( العلمانية، الديمقراطية، الشيوعية ... إلخ).
(29)
عن طريق وسائل
الإعلام من مرئية ومسموعة ( راديو، تلفزيون، مجلات ... إلخ).
(30)
عن طريق تضخيم أعياد
الميلاد، ورأس السنة الميلادية الجديدة، والتفاؤل بها، وتبادل التهاني والذكريات.
وقد اتفق المبطلون كلهم
على حرب الإسلام بكل تلك الطرق رغم الاختلافات فيما بينهم " ـ كما تقدم ـ. علماً
بأن جميع هذه الوسائل ترجع التقسيمات السابقة باعتباراته. والله أعلى وأعلم وأحكم.
ثم ذكر شيخنا
ـ حفظه الله ـ وفصّل في بيان أن المنصّرين نجحوا في تخطيطهم؛ وذلك في أكثر من
عشرين وسيلة من الوسائل السابقة، ـ وقد سبقت الإشارة إليها
ـ وأن نجاحهم في هذه الوسائل يجعلهم محققين لكثير مما استهدفوه؛ إذ النجاح في
الوسيلة سبب كبير في النجاحِ في الغايات والأهداف. وقد بيّن ذلك من ص340 إلى
388 من كتابه " المذاهب الفكرية
المعاصرة ".
ولما أن الذي نقلت عن شيخنا الشيخ علي
غالب من سرده وسائل التنصير الثلاثين نقلاً مجملا رأيت أن أفصّل في طائفة كبيرة
ذات أهمية منها، فأقول: سبق أن قال عبد الرحمن الصالح: " وسيجد القارئ في
الوسائل التالية ما يؤكد ما ذكرت لك"، ثم قال: " وهذه الوسائل هي:
1. فرض
النصرانية بالقوّة: إن العقول النصرانية التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة = تريد
أن تعرض النصرانية بالقوّة ( بقوّة الحديد والنار والانقلابات العسكرية مع الشعوب
لا تستجيب إلا بذلك، ولكن بأيدٍ خفية، لا تفقد النصرانية بريقها المتدثر بلباس
الشفقة والرحمة على الإنسانية. وقد تخوّف الغني على الفقير، وحاجة الفقير إلى
الغني، على الشعوب التي لا تملك لقمة عيشها، أو ستر عورتها؛ فتساومُها على حياتها،
وتخيّرها بين الموت جوعاً، وبين الحياة على دين النصرانية. وقد تفرضها بقوّة
المدارس والمعاهد على الشعوب الأمية؛ فتعلّمها القراءة والكتابة لتتنصّر، ولتقرأ
الإنجيل ... قال تعالى: ( قل يا أهل الكتاب لمَ تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق
وأنتم تعلمون) [31]
وذلك لأن كل نقطة شاهداً واقعياً. إلى أن
قال: وقد تفرضها بقوّة المستعمر وسطوته؛ كما ذكر ذلك المنصّر تشارلس كرافت حيث
قال: " استراتيجية التنصير الأوروبية الأمريكية كانت عموماً مرتبطة
ارتباطا وثيقاً بالعقلية الاستعمارية، ولهذا كانت ناجحة كلما تعرضت الشعوب إلى
التأثير القوي، وحتى إلى التخويف بواسطة الانجازات الثقافية الأوروبية الأميركية،
لقد كنا مثل المهودين".
2. مواجهة
الدعوات الإسلامية، والحركات الإصلاحية التجديدية: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم:
[ أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها أمر دينها][32]
وأعداء الله وأعداء ... يدركون عظم خطر هذه الدعوات الإصلاحية في تاريخ المسلمين؛
فلذلك ترصد عيونهم المبثوثة بين ظهراني المسلمين كلَ مصلحٍ وداعيةٍ، وكل مظهر من
مظاهر تجديد هذا الدين، وتحدد السبل التي تمدّ المصلحين والدعاة، وتناصر الدين،
وتقترح أنجح السبل والوسائل التي تجتث تلك السبل من جذورها، ... إن الصحوة
الإسلامية اضطرتهم إلى أن يضيفوا إلى برامج المنصّرين مهمةَ مراقبة ودراسة ومواجهة
هذا الإسلام؛ وقصة تخطيطهم لوأد دعوة الإصلاحية في نجد على يد الإمام المجدد محمد
بن عبد الوهاب ليست عنا ببعيدة ... وإنها لصُورةٌ تتكرر في كلّ ومصر عصر ، تتكرر
حيثما ظهرت بوادر دعوة إصلاحية، أو برز عالم ربانيّ تخشى منه النصرانية أن يجدد
للمسلمين دينهم.
3. التركيز
على المرأة المسلمة: وذلك لأن المرأة هي محض الذي يترعرع فيها النشأ؛ فإذا كانت
صالحة أنتجت ذرية صالحة ( فالبلد الطيّب يخرج نباته بإذن ربه) وإن كانت غير ذلك (
والذي خبث لا يخرج إلا نكدا)[33]
4. تحرف
القرآن الكريم، والإساءة إليه: وفي هذه النقطة أذكر شيئاً من إساءتهم للقرآن، كما
جاء في مجلة ( جريدة الأخبار لعام 1960
ميلادي) وكما نقل ذلك الدكتور عبد الحي حسين العزماوي في كتابه [34]
ما أوجدت إسرائيل فعلاً من تحريف القرآن وتوزيعه في هذه البلاد: 1- المغرب. 2-
غانا. 3- وغينيا. 4- ومالي. 5- ودول إفريقيا أخرى. ومن مظاهر ذلك التحريف الآتي:
1.
إحداث أكثر من ألف خطأ
مطبعي ولفظي في مائة ألف نسخة من القرآن، وزعت في البلاد الإفريقيا والآسيوية.
2.
حذف " لا"
النافية من بعض المواضع؛ ليكون المعنى عكس ما نزل به.
3. حُذفتْ
كلمتي " ليست" في الآية: ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت
النصارى ليست اليهود على شيء) [35].
4.
حذف كلمة
"غير" في قوله: ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في
الآخرة من الخاسرين) [36].
5. إبدال
هذه العبارة " والله غفور رحيم" بعبارة " والله عزيز حكيم" في
آية ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز
حكيم) [37].
6. إسقاط
هاتين الآيتين، ومنع تدريسهما في مدارس العرب والمسلمين، في فلسطين المحتلة ( لا
ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم
وتقسطوا إليهم عن الله يحب المقسطين ** إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في
الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم
الظالمون) [38].
والقصد منه ـ فيما قيل ـ صرف الأنظار عن جرائم إسرائيل التي ارتكبتها في حق العرب
بإخراجهم من ديارهم، وهذا يمكن أن يدخل في " وسيلة: تداعي اليهودي والنصارى للقضاء
على الإسلام" ـ كما زعموا ـ كما في الحديث. وقد سبق أن حذفول "
ليست" من الآية الماضية.
7.
التعليم: تعددت
أساليبهم في استغلال هذه الوسيلة، فتارة؛
أ- من
خلال مدارس الإرساليات التنصيرية التي تتخذ التدريس وسيلة للدعوة إلى النصرانية،
وبثّ سمومها في عقول الطفال.
ب-
وتارة بالتداخل
المباشر في المدارس الحكومية؛ وذلك من خلال تفريع المناهج العلمية من مضامينها،
وصرفها عن وجتها، أو من خلال تعيين المعلّمين ( الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون)
[39]
.
ت-
وتارة من خلال إيجاد
فرص الابتعاث لأبناء المسلمين الذين تعذّرت عليهم مواصلة دراستهم في بلدانهم، ومن
ثَمّ محاولة تنصيرهم في البلاد التي يتمّ ابتعاثهم إليها، فإن لم يتحقق ذلك،
فليتحقق ما دونه؛ وهو إخراجهم من دينهم، وإغراقهم بالشهوات المحرّمة في تلك
البلاد.
ث- وتارة
من خلال التعليم اللغة الانجليزيا ممزوجة بالدعوة إلى النصرانية.
ج-
وتارة من خلال
التحيّز ضدّ أبناء المسلمين، وقصر التعليم على أبناء الأقلية النصرانية؛ ليتحقق
لهم التفوّق في المجال التعليمي والإداري.
ح- وتارة
من خلال إضعاف المؤسسات التعليمية الشرعية بمصادرة أوقافها، ومحاربة طلابها، وإضعاف
تأثيرها.
8.
الإعلام: بوسائله
المتعددة من مقروئه، ومسموعه، ومرئيّه:
أ-
قنواتهم الفضائيّة.
ب- كتبهم
ومراسلاتهم.
ت- صفحاتهم
المتعددة، ومواقعهم المتنوعة على شبكة الانترنت.
وفي مؤتمر التنصيري في
ولاية كولورادو ناقشوا خمسة أبحاث: ومنها:
·
الوضع الحالي
للمطبوعات، ووسائل الموجّهة للمسلمين.
·
الوضع الراهن لترجمات
الإنجيل إلى لغات المسلمين.
·
الإرسال الإذاعي
الحالي الموجّهة إلى المسلمين.
·
الحاجة إلى مجلة
جديدة خاصة بالإرساليات التنصيرية الموجّهة للمسلمين. وكما جاء في ضمن الموضوعات
التي نوقشت في مؤتمر القاهرة التنصيري المنعقد 1907م الموضوعات التالية:
أ-
النشرات التي ينبغي
إذاعتها بين المسلمين المتطوّرين، والمسلمين العوام.
ب- وسائل
إسعاف المنصّرين المضطهدين. وغيرها.
9. التطبيب:
فما تحلّ بشعب كارثة، أو تنزل به مصيبة من حربٍ أو زلزالٍ أو فيضانات إلا ورأيت
الجمعيات التنصيرية مع قرصِ الدواء، ولقمة العيش، وقطعة الكساء.
ثم قال الشيخ عبد الرحمن الصالح بعد أن فصّل في
عشرين وسيلة التي انتقيت منها التسعة الماضية: " نتذكر قول الله تعالى: (
ومكروا مكراً وكمرنا مكراً وهم لا يشعرون) [40]
ونحن على يقين ( أن الله لا يصلح عمل المفسدين) [41]
وأنّ ( الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد
الشيطان كان ضعيفا) [42]
وندرك أن غايتهم ـ إطفاء نور الله، والصدّ عن سبيله ـ لن تتحقق. وقد ظنّ أولياء
الشيطان من النصارى أنّ القضاء على الإسلام، وتنحيته عن وجه الأرض أمر ممكن ...
وقد جهل هؤلاء أن الله تكفّل بحفظ هذا الدين، ولم يكلْ ذلك إلى البشر، وقد كتب
البقاء، والنصر لهذا الدين إلى قيام الساعة، وأن شمس الإسلام وإنْ غربتْ عن قطرٍ،
أو قارة فإنها لا تغرب إلا لتشرق على قطرٍ آخرٍ، أو قارةٍ أخرى، وانظرْ كيف تواطأ
الغربُ النصراني على إزاحة المعسكر الشيوعي ليخرج من تحت ركامة الإسلام مرّة أخرى
في تلك المناطق؛ فإذا ما كان يُعرف بـ(الاتحاد السوفيتي) أصبح الجمهوريات
الإسلامية، وعرف العالم الإسلامي، واتّصل بمسلمي تلك الجمهوريات، وبجمهوريات أوربا
الشرقية" [43]
المبحث الثاني: التحذير من وسائل التنصير وذكر
بعض السبل لعلاج هذا الداء.
مما
يجدر بل يتحتم ذكره في مثل هذا البحث، والطروق عليه: التنبيه والتحذير من هذه
الوسائل التي بها يتوصّل أعداء الإسلام إلى تضليل عباده وإخراجهم من دينهم الحنيف
دين الإسلام، وأن لا يغترّ المسلمون بظواهرها لاحتوائها سموماً وهلاكاً؛ والله عز
وجلّ يفصّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين، وقد دأَب العلماء سلفاً وخلفاً أن
ينبّهوا المسلمين عقب ذكر الشرّ وطرقه؛ وذلك لهدي النبي صلى الله عليه وسلم
المتمثّل في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما حيث سأل النبي صلى الله عليه
وسلم عن الشرّ وعما يصنع أدركه ذلك الشرّ؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم عن كل
ذلك. وعمَلُ العلماء ذا مما يُثلِج الصدر بعد
ما أدماه تلك الوسائل للتنصير.
وقد
قال شيخنا الشيخ د. غالب بن علي عواجي في الحلّ من ذلك كله: " وقد اتفق
المبطلون كلهم على حرب الإسلام بكل تلك الطرق رغم الاختلافات فيما بينهم، ـ كما
تقدم ـ مما يحتم على المسلمين أن يكونوا صفاً واحداً لمواجهة ذلك المد العارم،
ويجب أن يعرف كل مسلم أن لكتاب الغرب أساليبهم الماكرة، وفنونهم العديدة في حربهم
للمسلمين، وللمصلحين منهم بخصوصهم، بعد أن تعمق أولئك الكتّاب في دراسة العالم
الإسلامي، ومعرفة علمائه الذين يشكّلون في نظر الغرب الخطرَ الحقيقي على نفوذ
حضاراتهم، وهيمنة أفكارهم على ديار المسلمين؛ ومن هنا اشتد تكالبهم، واشتدت وطأتهم
على كل شيء يرون فيه مظهراً لعودة الإسلام إلى قلوب أبنائه بتلك الطراوة التي
عهدوها في أسلافهم؛ الذين كانوا جنوداً ميامين في نشر الإسلام، وإشاعة العدالة،
والعيش الرغيد، وبناء كرامة الإنسان التي منحه الله إياها، وأكّدها بقوله تعالى: (
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على
كثير ممن خلقنا تفضيلا)[44]
وأرى
في هذا المبحث أن أكتفي بما ذكره وأفتى به اللجنة الدائمة لما عُرضتْ عليهم
القضية، لأمور:
1. لأنه
شمل كل ما ينبغي أن يقال من العلاجات، وأنهم كذلك لم يذكروا هذه العلاجات إلا بعد
ما شخّصوا الداء ـ كما ستراه في مطلع الفتوى ـ .
2. لم
أُحبـّذْ قطع كلامهم؛ وذلك ليؤدي الغرض المطلوب منه، ولما كنت أوثر الاختصار لم
أعلّق عليه. ـ وإن جاوز البحث الحدّ الذي أتوقّـعه ! ـ.
3. مما
جعلني أترك المنقول بنصّه دون تلخيص له: اعتباري المبحث كلّه في القوّة كالأمور
التي تُذْكر غالباً في "التمهيد" إذْ أعتقدُ أن بيان الشر وطرقَه فحسب
كافٍ للعاقل من اجتنابه؛ وقد سبق ذلك في المبحث الأول؛ فإذا خطر ببالي ـ ونعمتِ
الخاطرة هذه! ـ أنْ أضيف شيئاً يكون تحذيراً وعلاجاً بصريح العبارة دون الإشارة =
فإن النقل الواحدَ من علماء جَلِيلـِيْ القدرِ نَبـِهين يكفي ويكفي، دون أن يحتاج
منّي إلى زيادة مما يجعل المختصر طويلاً.
وإن مما أعجبني وفرحت به من كلام العلماء: تنبيهُهم
أن بعضَ الأحوالِ والوقائع لها ما يناسبها من الإجراءات والتدابير الشرعية.
ـ وإن كان هناك ـ فعلاً ـ علاجاتٌ عامةٌ صالحةٌ لكل مكان وزمان، إلا أنه هناك من
العلاجات ما تفرضُها بعض الأحوال ـ.
فهاكَ
نصُ اللجنة الدائمة برقم 20097، وتاريخ: 22/ 12 1418هـ . إذْ يقولون فيه في
الإجابة على ما وصلهم:
"
من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية
والإفتاء في المملكة العربية السعودية في التحذير من وسائل التنصير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة
والسلام على المبعوث رحمة للناس أجمعين، خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا ورسولنا محمد،
وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فغير خاف على كل من نَوَّرَ
الله بصيرته من المسلمين، شدة عداوة الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم للمسلمين،
وتحالف قواهم، واجتماعها ضد المسلمين؛ ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم الحق، دين الإسلام،
الذي بعث الله به خاتم أنبيائه ورسله، محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين،
وإن للكفار في الصدّ عن الإسلام وتضليل المسلمين، واحتوائهم، واستعمار عقولهم، والكيد
لهم، وسائل شتى، وقد نشطت دعواتهم وجمعياتهم وإرسالياتهم، وعظمت فتنتهم
في زمننا هذا، فكان من وسائلهم ودعواتهم المضللة: بعث نشرة باسم: معهد أهل الكتاب
في دولة جنوب أفريقيا ، تُبعث للأفراد والمؤسسات والجمعيات عبر صناديق البريد في جزيرة
العرب، أصل الإسلام ومعقله الأخير، متضمنة هذه النشرة برامج دراسية عن طريق المراسلة،
وبطاقة اشتراك بدون مقابل في كتب: (التوراة، والزبور، والإنجيل)، وعلى ظهر هذه النشرة
مقتطفات من هذه الكتب.
هذا وإن من عاجل البشرى للمسلمين استنكار هذا
الغزو المنظم، والتحذير منه بجميع وسائله، وكان من هذه المواقف المحمودة: وصول
عدد من الكتابات والمكالمات إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، آملين صدور
بيان يقف أمام هذه النشرات، ويحذر من هذه الدعوات الكفرية الخطيرة على المسلمين، فنقول
وبالله التوفيق:
منذ أشرقت شمس الإسلام على الأرض، وأعداؤه على اختلاف
عقائدهم ومللهم يكيدون له ليلا ونهارا، ويمكرون بأتباعه كلما سنحت لهم فرصة؛ ليخرجوا
المسلمين من النور إلى الظلمات، ويقوضوا دولة الاسلام، ويضعفوا سلطانه على النفوس،
ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى إذ يقول: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ
} ([45]) وقال سبحانه: {وَدَّ كَثِيرٌ
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا
مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } ([46]) وقال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ
فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } ([47]) .
وكان من أبرز أعداء هذا الدين:
( النصارى الحاقدون) الذين كانوا ولا يزالون يبذلون قصارى جهدهم، وغاية وسعهم لمقاومة
المدّ الإسلامي في أصقاع الدنيا، بل ومهاجمة الإسلام والمسلمين في عقر ديارهم، لا سيما
في حالاتِ الضعف التي تنتاب العالم الإسلامي كحالته الراهنة اليوم، ومن المعلوم بداهة
أن الهدف من هذا الهجوم هو زعزعة عقيدة المسلمين، وتشكيكهم في دينهم، تمهيداً لإخراجهم
من الإسلام، وإغرائهم باعتناق النصرانية، عبر ما يعرف خطأ بـ (التبشير) وما هو إلا
دعوة إلى الوثنية في النصرانية المحرفة، التي ما أنزل الله بها من سلطان، ونبي الله
عيسى عليه السلام منها براء.
وقد أنفق النصارى أموالا طائلة،
وجهودا كبيرة في سبيل تحقيق أحلامهم، في تنصير العالم عموماً، والمسلمين على وجه الخصوص،
ولكن حالهم كما قال الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } ([48]) وقد عقدوا من أجل هذه الغاية
مؤتمرات عدة، إقليمية وعالمية، منذ قرنٍ من الزمان، وإلى الآن توافد إليها المنصرون
العاملون من كل مكان لتبادل الآراء والمقترحات حول أنجع الوسائل، وأهم النتائج، ورسموا
لذلك الخطط ووضعوا البرامج، فكان من وسائلهم:
1- إرسال البعثات التنصيرية إلى بلدان العالم الإسلامي،
والدعوة إلى النصرانية من خلال توزيع المطبوعات من كتب ونشرات تعرف بالنصرانية، وترجمات
للإنجيل، ومطبوعات للتشكيك في الاسلام، والهجوم عليه، وتشويه صورته أمام العالم.
2- ثم اتجهوا أيضا إلى التنصير بطرق مغلّفة، وأساليب
غير مباشرة، ولعل من أخطرِ هذه الأساليب ما كان: عبر التطبيب، وتقديم الرعاية
الصحية للإنسان، وقد ساهم في تأثير هذا الأسلوب عامل الحاجة إلى العلاج، وكثرة انتشار
الأوبئة والأمراض الفتاكة في البيئات الإسلامية، خصوصا مع مرور زمن فيه ندرة الأطباء
المسلمين، بل فقدانهم أصلا في بعض البلاد الإسلامية. ومن تلك الأساليب أيضا:
التنصير عن طريق التعليم، وذلك إما بإنشاء المدارس والجامعات النصرانية صراحةً، أو
بفتح مدارس ذات صبغة تعليمية بحتة في الظاهر، وكيد نصراني في الباطن؛ مما جعل فئات
من المسلمين يلقون بأبنائهم في تلك المدارس رغبة في تعلم لغة أجنبية، أو مواد خاصة
أخرى، ولا تسَلْ بعد ذلك عن حجم الفرصة التي يمنحها المسلمون للنصارى حين يهدون فلَذَاتِ
أكبادِهم في سن الطفولة والمراهقة، حيث الفراغ العقلي والقابلية للتلقي، أياًّ كان
الملقِي، وأيا كان الملقَى. ومن أساليبهم كذلك: التنصير عبـَر وسائل الإعلام،
وذلك من خلال الإذاعات الموجهة للعالم الإسلامي، إضافةً إلى طوفان البثّ المرئي عبـَر
القنوات الفضائية في السنوات الأخيرة، فضلاً عن الصحف والمجلات والنشرات الصادرة بأعداد
هائلة، وهذه الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة كلها تشترك في دفع عجلة
التنصير من خلال مسالك عدة:
أ- الدعوة إلى النصرانية بإظهار
مزاياها الموهومة، والرحمة والشفقة بالعالم أجمع.
ب- إلقاء الشبهات على المسلمين
في عقيدتهم وشعائرهم وعلاقاتهم الدينية.
ج- نشر العرْيِ والخلاعة، وتهييج
الشهوات؛ بُغْيةَ الوصول إلى انحلال المشاهدين، وهدم أخلاقهم، ودكّ عفّتـِهم، وذهاب
حيائهم، وتحويل هؤلاء المـُنَحّلين إلى عباد شهوات، وطلاّب متعٍ رخيصةٍ، فيسهل بعد
ذلك دعوتهم إلى أيّ شيءٍ، حتى لو كان إلى الردة والكفر بالله ـ والعياذ بالله ـ، وذلك
بعد أن خبت جذوة الإيمان في القلوب، وانهار حاجزُ الوازع الديني في النفوس إلا من رحم
الله.
3- وهناك وسائل أخرى للتنصير، يدركها الناظر ببصيرة في
أحوال العالم الإسلامي، نتركها اختصارًا، إذ المقصود هنا التنبيه لا الحصر، وإلا فالأمر
كما قال الله عز وجل: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
} ([49]) وكما قال سبحانه: {يُرِيدُونَ
أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ
نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } ([50]) .
4- تلك مكائد المنصّرين، وهذا
مكرُهم لإضلال المسلمين فما واجبُ المسلمين تجاهَ ذلك؟ وكيف يكون التصدّي لتلك الهجمات
الشرِسة على الإسلام والمسلمين؟
لا شك أن المسئولية كبيرة ومشْترَكة بين المسلمين
أفراداً وجماعاتٍ، حكوماتٍ وشعوباً؛ للوقوف أمام هذا الزحف المسموم، الذي يستهدف كل
فردٍ من أفراد هذه الأمة المسلمة، كبيراً كان أو صغيراً، ذكراً أو أنثى، وحسبنا الله
ونعم الوكيل، ويمكننا القول فيما يجب أداؤُه على سبيل الإجمال -مع التسليم بأن لكل
حال وواقع ما يناسبه من الإجراءات والتدابير الشرعية- ما يلي:
1- تأصيل العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين، من خلال
مناهج التعليم وبرامج التربية بصفةٍ عامةٍ، مع التركيز على ترسيخها في قلوب الناشئة
خاصةً، في المدارس ودُورِ التعليم الرسمية والأهلية.
2- بثّ الوعيِ الديني الصحيح في طبقات الأمة جميعا، وشحن
النفوس بالغيرة على الدين وحرماته ومقدساته.
3- التأكيد على المنافذ التي يدخل منها النتاج التنصيري
من أفلام ونشرات ومجلات وغيرها بعدم السماح لها بالدخول، ومعاقبة كل من يخالف ذلك بالعقوبات
الرادعة.
4- تبصير الناس وتوعيتهم بمخاطر التنصير وأساليب المنصّرين
وطرائقهم للحذر منها وتجنب الوقوع في شباكها.
5- الاهتمام بجميع الجوانب الأساسية في حياة الإنسان
المسلم، ومنها الجانب الصحي والتعليمي على وجه الخصوص، إذ دلت الأحداث أنهما أخطر منْفذَيْن
عبـَر من خلالهما النصارى إلى قلوب الناس وعقولهم.
6- أن يتمسك كل مسلم في أيّ مكانٍ على وجه الأرض بدينه
وعقيدته مهما كانت الظروف والأحوال، وأن يقيم شعائر الإسلام في نفسه ومن تحت يده حسب
قدرته واستطاعته، وأن يكون أهل بيته محصّنين تحصيناً ذاتياً لمقاومة كل غزو ضدَّهم
يستهدف عقيدتهم وأخلاقهم.
7- الحذر من قبل كل فردٍ وأسرةٍ من السفر إلى بلاد الكفار،
إلا لحاجةٍ شديدةٍ، كعلاج أو علمٍ ضروري لا يوجد في البلاد الإسلامية، مع الاستعداد
لدفع الشبهات والفتنة في الدين الموجهة للمسلمين.
8- تنشيط التكافل الاجتماعي بين المسلمين، والتعاون بينهم،
فيراعي الأثرياء حقوقَ الفقراء، ويبسطوا أيديهم بالخيرات والمشاريع النافعة؛ لسدّ حاجات
المسلمين، حتى لا تمتد إليهم أيدي النصارى الملوثة، مستغلة حاجاتهم وفاقتهم.
وختاما نسأل الله الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته
العلا أن يجمع شمل المسلمين على الحق، وأن يؤلف بين قلوبهم، ويصلح ذات بينهم، ويهديهم
سبل السلام، وأن يحميهم من مكائد الأعداء، ويعيذهم من شرورهم، ويجنبهم الفواحش والفتن
ما ظهر منها وما بطن، إنه أرحم الراحمين. اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله
بنفسه، واردد كيده في نحره، وأدر عليه دائرة السوء، إنك على كل شيء قدير. سبحان ربك
رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"[51].
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
// الرئيس // نائب الرئيس //
// عبد العزيز بن عبد الله بن
باز //.عبد العزيز آل الشيخ //
عضو // عضو // عضو //
بكر أبو زيد // صالح الفوزان // عبد الله بن غديان //.
الخاتمة
فأقول في ختام هذا البحث: أحمد الله الذي منّ
عليّ بإتمامه، وله الحمد أولاً وآخراً. وأنوّه بأهمّ النتائج التي توصّل الباحث
إليها هنا، وهي:
1.
أن التنصير حركة دينية
سياسية استعمارية.
2. وأن
وسائل التنصير على هذا هي تلك الوسائل والطرق التي يتبعها المنصّرون ويتوصّلون بها
في تحقيق أهدافهم التنصيرية الاستعمارية.
3. ظهر
للباحث أن
التنصير لا يعدو أن يكون هجمة استعمارية جديدة، وإنْ ظهر أنهم
أرادوا الدعوة إلى النصرانية إلا أن الأدلة التي أوردها الباحث في أهدف التنصير
تأبى إلا أن يكون المنصّرون طليعة ومقدمة للاستعمار. فيُراجع البحث.
4. أن
وسائل التنصير فوق الحصر ومتنوّعة باعتبارات، أما اعتبار الأول؛ فبكونها: مادية أو
معنوية. أما الثاني؛ فبكونها: قديمة تقليدية أم حديثة، أما الثالث؛ فبكونها: علمية
أم غير علمية، أما الرابع؛ فبكونها: صريحة ظاهرة، أم خفية... قال تعالى: ( يا أيها
الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم قد
بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر )الآية.
5.
أن أخطر الوسلتين،
والمنفذين اللّذيْنِ دخل منهما جماعة التنصير: وسيلة التعليم والتطبيب.
6. أما
عن العلاجات فقد توصّل الباحث إلى أنها
منقسمة إلى عامةٌ صالحةٌ لكل مكان وزمان، وخاصة تفرضها بعض الوقائع والأحوال.
7.
ومن العلاجات:
ü تأصيل العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين، من خلال
مناهج التعليم وبرامج التربية بصفةٍ عامةٍ، مع التركيز على ترسيخها في قلوب الناشئة
خاصةً، في المدارس ودُورِ التعليم الرسمية والأهلية.
ü
بثّ الوعيِ الديني الصحيح في طبقات الأمة جميعا، وشحن
النفوس بالغيرة على الدين وحرماته ومقدساته.
ü التأكيد على المنافذ التي يدخل
منها النتاج التنصيري من أفلام ونشرات ومجلات وغيرها بعدم السماح لها بالدخول، ومعاقبة كل
من يخالف ذلك بالعقوبات الرادعة.
ü تبصير الناس وتوعيتهم بمخاطر
التنصير وأساليب المنصّرين وطرائقهم للحذر منها وتجنب الوقوع في شباكها.
ü الاهتمام بجميع الجوانب الأساسية
في حياة الإنسان المسلم، ومنها الجانب الصحي والتعليمي على وجه الخصوص، إذ دلت الأحداث أنهما
أخطر منْفذَيْن عبـَر من خلالهما النصارى إلى قلوب الناس وعقولهم.
ü أن يتمسك كل مسلم في أيّ مكانٍ
على وجه الأرض بدينه وعقيدته مهما كانت الظروف والأحوال، وأن يقيم شعائر الإسلام في
نفسه ومن تحت يده حسب قدرته واستطاعته، وأن يكون أهل بيته محصّنين تحصيناً ذاتياً لمقاومة
كل غزو ضدَّهم يستهدف عقيدتهم وأخلاقهم.
ü الحذر من قبل كل فردٍ وأسرةٍ
من السفر إلى بلاد الكفار، إلا لحاجةٍ شديدةٍ، كعلاج أو علمٍ ضروري لا يوجد في البلاد الإسلامية،
مع الاستعداد لدفع الشبهات والفتنة في الدين الموجهة للمسلمين.
ü تنشيط التكافل الاجتماعي بين
المسلمين، والتعاون بينهم، فيراعي الأثرياء حقوقَ الفقراء، ويبسطوا أيديهم بالخيرات والمشاريع
النافعة؛ لسدّ حاجات المسلمين، حتى لا تمتد إليهم أيدي النصارى الملوثة، مستغلة حاجاتهم
وفاقتهم.
وقد سبقت هذه كلها في البحث.
وهذا واللهَ أسأل أن يعزّ الإسلام ويُعْليَ
كلمتَه،
ويحميَه من أعدائه، ويردّ كيد أعدائه في نحورهم، إنه خير مسئول، وأكرم مأمول.
والحمد للذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
أهم المصادر والمراجع
أهم المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
الخلف د. سعود عبد العزيز الخلف. دراسات
في الأديان اليهودية والنصرانية. الطبعة الرابعة: 1325هـ. ـ 2004م.
عواجي، د. غالب بن علي عواجي. المذاهب
الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها . المكتبة
العصرية الذهبية بجدة.
إشراف
وتخطيط ومراجعة: د. مانع بن حماد الجهني.
للموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة. دار
الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع.
الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب. القاموس المحيط. طبعة دار إحياء التراث العربي ص 985. بتحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي.
ابن منظور، محمد بن مكرم بن منظور
الأفريقي المصري. لسان العرب. ج 15، طبعة دار صادر، بيروت.
الزبيدي،
محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى. تاج
العروس من
جواهر القاموس.
عبد الرحمن الصالح. التنصير: تعريفه،
أهدافه، ووسائله، وحسرات المنصّرين.
النملة، علي النملة. التنصير.
الفرماوي، د. عبد الحي حسين الفرماوي. رسم
المصحف ونقطه.
سكري،
عبد
الرزاق ديار سكري. تنصير المسلمين. وهو بحث في أخطر استراتيجية
طرحها مؤتمر كلورا دو التنصيري. نشر: دار النفائس بالرياض.
ريكاردر،
دونالدر ريكاردرد. التنصير. خطة لغزو العالم الإسلامي، الترجمة
الكاملة لأعمال المؤتمر التبشيري، الذي عقد في مدينة جليب آيري بولايات كولورادو
في الولايات المتحدة الأميركية بعنوان:
The
Gospel and Islam, A1978 Compendium
الدويش، أحمد بن عبد الرزاق الدويش. فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث
والإفتاء. الطبعة
: الأولى، ج / 1، رقم البيان
20096، بعنوان: التحذير من وسائل التنصير. نشر : رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، الإدارة العامة للطبع، الرياض.
بتاريخ: 1417هـ - 1996م.
الجرجاني، علي بن محمد بن علي
الجرجاني. التعريفات. بتحقيق: إبراهيم الأبياري،
ج / 1، الطبعة الأولى ، 1405هـ. نشر: دار الكتاب العربي، بيروت.
فهرس الموضوعات
المقدمة
............................................................2ـ3
الخطة
..................................................................4
التعريف بوسائل التنصير
.............................................5ـ7
أهداف التنصير
......................................................7ـ9
وسائل
التنصير بجميع اعتباراتها
....................................10ـ25
التحذير
من وسائل التنصير وذكر بعض السبل لعلاج هذا الداء .......25ـ27
فتوى اللجنة الدائمة في
التحذير من وسائل التنصير ...................27ـ32
الخاتمة
..............................................................33ـ34
أهم
المصادر والمراجع ................................................35ـ36
فهرس الموضوعات
........................................................37
وصلى الله وسلّم على محمدٍ وعلى آله وصحبه
أجمعين.
[6] مجد
الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، ( طبعة دار إحياء التراث العربي ص 985)
بتحقيق: محمد عبد الرحمن المرعشلي.
[10] هذا
الحديث رواه مسلم برقم 577 فيما بوّب عليه النووي بقوله ( استحباب القول مثل ما
يقول المؤذن)، وأبو داود برقم 439، باب ( ما يقول إذا سمع المؤذن) والترمذي
برقم3547، ( في فضل النبي صلى الله عليه وسلم) والنسائي برقم671، ( الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم).
[11] محمّد بن
محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي، قال ذلك في مادة ( وسيلة)
(ج31 ص75 من التاج)، ويُنظر في معنى الكلمة: اللسان لابن منظور: (ج11 ص724 في مادة
وسل).
[12] د. سعود عبد العزيز الخلف، دراسات في الأديان
اليهودية والنصرانية، ص379، من (الطبعة الرابعة 1325 ـ 2004).
[13] إشراف
وتخطيط ومراجعة د. مانع بن حماد الجهني؛ للموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب
والأحزاب المعاصرة، ص675، من المجلد الثاني، (طبعة دار الندوة العالمية
للطباعة والنشر والتوزيع).
[16] سورة
النساء، رقم 89 .
[24] أنظر:
علي النملة، مصدر سابق.
[25] أنظر:
تنصير المسلمين، لمؤلفه عبد الرزاق ديار سكري، ص67 ـ 84، نشر دار النفائس بالرياض.
وهو بحث في أخطر استراتيجية طرَحها مؤتمر كولورادو التنصيري.
[26] أنظر :
The Gospel and Islam A1978
Compendium
ص636
ـ 649، الترجمة الكاملة لأعمال المؤتمر التبشيري الذي عقد في مدينة جليب آيري
بولايات كولورادو في الولايات المتحدة الأميركية سنة: 1978م، وعنون له كذلك:
" التنصير: خطّة لغزو العام الإسلامي".
[29] ينظر عن
هذه الوسائل وغيرها ( الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، 2/
683 ـ 686 )، بإشراف وتخطيط ومراجعة د. مانع بن حمّاد الجهني.
[30] د. علي
بن غالب عواجي، المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم
منها، ج/ 1 ص329 وما بعدها، ( طبعة المكتبة العصرية الذهبية بجدة).
[34] رسم
المصحف ونقطه، ص397 ـ 400، هو أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، وجامعة
أم القرى بمكة.
[46] سورة
البقرة، رقم 109 .
[47] سورة آل
عمران، 149 .
[48] سورة
الأنفال، رقم 36 .
[49] سورة
الأنفال، رقم 30 .
[50] سورة
التوبة، رقم 32 .
[51] أحمد بن عبد الرزاق الدويش، مجموع فتاوى لجنة
الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية، (الطبعة : الأولى،
تاريخ النشر : 1417هـ - 1996م ، نشر رئاسة
إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع – الرياض) ورقم البيان
20096، وبتاريخ: 22 / 12 / 1418 هـ . وقد طبع مستقلاً لأهميته ضمن ثلاث فتاوى مهمة
( 1 بطلان الدعوة إلى وحدة الأديان. 2
تحريم بناء المعابد الكفرية مثل الكنائس . 3 التحذير من وسائل التنصير) ويبدأ ص33
ـ 44 في هذه الرسالة المهمة الوجيزة.
No comments:
Post a Comment