2016/04/22

الروايات في فضل الصحابة وعدم الطعن فيهم

طائفة من روايات أئمة أهل البيت -من عليّ وأولاده y- في ذكر فضائل الصحابة، وعدم الطعن فيهم y:

مسألة الصحابة التي خبُثَ فيها قول الإمامية الاثني عشرية، والتي فرّعوا لها مسألة الولاء والبراء، ثم أضافوها إلى الأئمة البرءاء، مما ثبَتَ يقينًا عندنا عكسُه، فمن ذلك:

ما جاء عن علي من تفضيل الخلفاء الثلاثة y نفسه):

قال الشيخ محمد بن الحسين الآجريّ –رحمه الله-: « نحن نقْبَل من مثل هؤلاء الذّرية الطيّبة المباركة جَميع ما أتوا به من الفضائل في أبي بكر وعمر، وهل يَروي أكثرَ فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلا عليُّ بنُ أبي طالب t وولده مِن بعده، يأخذه الأبناءُ عن الآباء إلى وقتنا هذا ..» ([1]).
ومن الروايات في ذلك:

أولا: ما جاء من سؤال سائل شريك بن عبد الله، حيث قال له: أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر. فقال السائل: تقول هذا وأنت شيعي! فقال له: نعم من لم يقل هذا فليس شيعيًّا، الله لقد رقي هذه الأعواد عليٌّ، فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، فكيف نرد قوله، وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذاباً([2]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد روي عن علي من نحو ثمانين وجهاً أنه قال على منبر الكوفة: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ورواه البخاري وغيره([3]).
وهذا فيه: التصريح من علي بأنّ خير الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ولم يكن عليّ كاذبا.

يؤكده ما في: المثال الثاني: حيث جاء عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وهو أحد أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ r؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ: عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَنَا إِلا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ) ([4]).

قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: ((وَمُحَمَّد اِبْن الْحَنَفِيَّة هُوَ ابْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب، وَاسْم الْحَنَفِيَّة خَوْلَة بِنْت جَعْفَر كَمَا تَقَدَّمَ.
قَوْله: (قُلْت لأَبِي: أَيّ النَّاس خَيْر؟) فِي رِوَايَة مُحَمَّد بْن سُوقَة عَنْ مُنْذِر عَنْ مُحَمَّد بْن عَلِيّ " قُلْت لأَبِي: يَا أَبَتِي مَنْ خَيْر النَّاس بَعْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَوَ مَا تَعْلَم يَا بُنَيّ؟ قُلْت: لا، قَالَ: أَبُو بَكْر. أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَفِي رِوَايَة الْحَسَن بْن مُحَمَّد اِبْن الْحَنَفِيَّة عَنْ أَبِيهِ " قَالَ : سُبْحَان اللَّه يَا بُنَيّ، أَبُو بَكْر، وَفِي رِوَايَة أَبِي جُحَيْفَةَ عِنْد أَحْمَد " قَالَ لِي عَلِيّ: يَا أَبَا جُحَيْفَةَ أَلا أُخْبِرك بِأَفْضَل هَذِهِ الأُمَّة بَعْد نَبِيّهَا؟ قُلْت: بَلَى، قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَرَى أَنَّ أَحَدًا أَفْضَل مِنْهُ " وَقَالَ فِي آخِره " وَبَعْدهمَا آخَر ثَالِث لَمْ يُسَمِّهِ ". وَفِي رِوَايَة لِلدَّارَقُطْنِيّ فِي الْفَضَائِل مِنْ طَرِيق أَبِي الضُّحَى عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ " وَإِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ بِخَيْرِ النَّاس بَعْد عُمَر " فَلا أَدْرِي أَسْتَحْيَا أَنْ يَذْكُر نَفْسه أَوْ شَغَلَهُ الْحَدِيث .
قَوْله: (وَخَشِيت أَنْ يَقُول عُثْمَان قُلْت: ثُمَّ أَنْتَ، قَالَ: مَا أَنَا إِلَّا رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ)
فِي رِوَايَة مُحَمَّد بْن سُوقَة " ثُمَّ عَجِلْت لِلْحَدَاثَةِ فَقُلْت: ثُمَّ أَنْتَ يَا أَبَتِي؟ فَقَالَ: أَبُوك رَجُل مِنْ الْمُسْلِمِينَ " زَادَ فِي رِوَايَة الْحَسَن بْن مُحَمَّد " لِي مَا لَهُمْ وَعَلَيَّ مَا عَلَيْهِمْ " وَهَذَا قَالَهُ عَلِيّ تَوَاضُعًا مَعَ مَعْرِفَته حِين الْمَسْأَلَة الْمَذْكُورَة أَنَّهُ خَيْر النَّاس يَوْمئِذٍ لأَنَّ ذَلِكَ كَانَ بَعْد قَتْل عُثْمَان.
وَأَمَّا خَشْيَة مُحَمَّد اِبْن الْحَنَفِيَّة أَنْ يَقُول عُثْمَان فَلأَنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَعْتَقِد أَنَّ أَبَاهُ أَفْضَل، فَخَشِيَ أَنَّ عَلِيًّا يَقُول: عُثْمَان عَلَى سَبِيل التَّوَاضُع مِنْهُ وَالْهَضْم لِنَفْسِهِ، فَيَضْطَرِب حَال اعْتِقَاده وَلا سِيَّمَا وَهُوَ فِي سِنّ الْحَدَاثَة كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ فِي الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة . وَرَوَى خَيْثَمَة فِي " فَضَائِل الصَّحَابَة " مِنْ طَرِيق عُبَيْد بْن أَبِي الْجَعْد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيث وَزَادَ " ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِركُمْ بِخَيْرِ أُمَّتكُمْ بَعْد عُمَر؟ ثُمَّ سَكَتَ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ يَعْنِي نَفْسه " وَفِي رِوَايَة عُبَيْد خَبَر عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ بَعْد وَقْعَة النَّهْرَوَانِ وَكَانَتْ فِي سَنَة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَزَادَ فِي آخِر حَدِيثه " أَحْدَثنَا أُمُورًا يَفْعَل اللَّه فِيهَا مَا يَشَاء " وَأَخْرَجَ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة عُثْمَان مِنْ طَرِيق ضَعِيفَة فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: " إِنَّ الثَّالِث عُثْمَان " وَمِنْ طَرِيق أُخْرَى أَنَّ أَبَا جُحَيْفَةَ قَالَ: " فَرَجَعْت الْمَوَالِي يَقُولُونَ: كَنَّى عَنْ عُثْمَان، وَالْعَرَب تَقُول: كَنَّى عَنْ نَفْسه " وَهَذَا يُبَيِّن أَنَّهُ لَمْ يُصَرِّح بِأَحَدٍ.
وَقَدْ سَبَقَ بَيَان الاخْتِلاف فِي أَيّ الرَّجُلَيْنِ أَفْضَل بَعْد أَبِي بَكْر وَعُمَر: عُثْمَان أَوْ عَلِيّ؟ وَأَنَّ الإِجْمَاع انْعَقَدَ بِآخِرِهِ بَيْن أَهْل السُّنَّة أَنَّ تَرْتِيبهمْ فِي الْفَضْل كَتَرْتِيبِهِمْ فِي الْخِلافَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ. .. » ([5]).

المثال الثالث: ما جاء عند الطبراني في الأوسط وغيره عن أبي جحيفة قال: قام علي على منبر الكوفة، قال: « ألا أنبئكم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ولو شئت أن أخبركم بالثالث لأخبرتكم ».
« لم يرو هذا الحديث عن مسعر وخطاب بن كيسان إلا محمد بن القاسم ، تفرد به: إسحاق بن وهب » ([6]).

المثال الرابع: وهو يشهد لِما تقدم، حيث جاء في كتاب (ظلال الجنة 993 حسن): حدثنا أبو علي الحسن بن البزار حدثنا الهيثم بن خارجة ثنا شهاب بن خراش عن حجاج بن دينار عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة قال سمعت عليا على المنبر فضرب بيده على منبر الكوفة يقول بلغني أن قومًا يفضلوني على أبي بكر وعمر ولو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت فيه، ولكني أكره العقوبة قبل التقدمة، من قال شيئا من هذا: فهو مفتر، عليه ما على المفتري. إنّ خيرة الناس رسول الله r، وبعد رسول الله r أبو بكر، ثم عمر. وقد أحدثنا أحداثا يقضي الله فيها ما أحب ([7]).
قال الإمام محمد بن الحسين الآجري في ذلك معلّقًا:
ولعمر بن الخطاب رضي الله عنه من الفضائل ما يكثر ذكرها، وسنذكرها في غير هذا الموضع ثم قال علي رضي الله عنه وقد خطب الناس بالكوفة في خلافته رضي الله عنه على منبر الكوفة لم يكرهه أحد على قوله، ولم تأخذه في الله لومة لائم، فقال: « إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر » وروى هذا عنه جميع أصحاب علي رضي الله عنه، ممن مثلهم يصدق على علي رضي الله عنه. وروى عنه ابنه محمد ابن الحنفية رضي الله عنه. فبهذه الأحوال الشريفة وغيرها استخلفه أبو بكر رضي الله عنه، ورضي به جميع الصحابة ومن بعدهم من التابعين، وجميع المؤمنين إلى أن تقوم الساعة، فالحمد لله على ذلك ([8]).

المثال الخامس: ومنه تصديق علي بن أبي طالب أبا بكر الصديق، كما جاء عند أبي داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم، وصححه الترمذي والشيخ الألباني وغيرهم: عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ قَالَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ } إِلَى آخِرِ الْآيَةِ



المثال السادس: ما جاء في الصحيحين من أنّ ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ فِي قَوْمٍ فَدَعَوْا اللَّهَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقَدْ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، إِذَا رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي قَدْ وَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى مَنْكِبِي يَقُولُ: رَحِمَكَ اللَّهُ إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ؛ لأَنِّي كَثِيرًا مَا كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: كُنْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَانْطَلَقْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَإِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ([9]).
وجاء في لفظ عنهما من ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أيضًا أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلا رَجُلٌ آخِذٌ مَنْكِبِي؛ فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللَّهِ! إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَحَسِبْتُ إِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ r يَقُولُ: ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ) ([10]).
ومن تعليقات الحافظ ابن حجر –رحمه الله- للحديث قوله: « وَفِي هَذَا الْكَلام أَنَّ عَلِيًّا كَانَ لا يَعْتَقِد أَنَّ لأَحَدٍ عَمَلا فِي ذَلِكَ الْوَقْت أَفْضَل مِنْ عَمَل عُمَر. وَقَدْ أَخْرَجَ ابْن أَبِي شَيْبَة وَمُسَدَّد مِنْ طَرِيق جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيّ نَحْو هَذَا الْكَلام وَسَنَده صَحِيح، وَهُوَ شَاهِد جَيِّد لِحَدِيثِ ابْن عَبَّاس لِكَوْنِ مَخْرَجه عَنْ آلِ عَلِيّ y » ([11]).

المثال السابع: وفي حديث البخاري الطويل الذي فيه أمر فدك وسؤال  فاطمة ميراث أبيها، وبيان أبي بكر لها من أنّ رسول الله لا يورثون: جاء في آخره: أنّ عَلِيًّا تَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا -يَا أَبَا بَكْرٍ- فَضِيلَتَكَ، وَذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ r وَحَقَّهُمْ. فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ r أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي).
وفي سياق أطول عند البخاري:
أنّه دَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَقَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ، وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالأَمْرِ، وَكُنَّا نَرَى -لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ r نَصِيبًا حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ r أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَمْوَالِ فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنْ الْخَيْرِ، وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلا صَنَعْتُهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ لأَبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ، فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ، وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وَتَخَلُّفَهُ عَنْ الْبَيْعَةِ وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ. ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ، وَحَدَّثَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَلَا إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ وَلَكِنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ نَصِيبًا فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا: أَصَبْتَ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا حِينَ رَاجَعَ الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ.



ما جاء في براءة أئمة أهل البيت من طعن الصحابة y نقيضُ قول الاثني عشرية:
قال الشيخ محمد بن الحسين الآجريّ –رحمه الله-: « ونعوذ بالله مِمن يَقْذِفُ أهلَ بيت رسول الله r بالطعن على أبي بكر وعمر وعثمان y، لقد افتَرَى على أهل البيت وقذفَهم بِما قد صانَهم الله U عنه؛ وهل عُرفت أكثرُ فضائل أبي بكر وعمر وعثمان إلا مِمّا رواه عليُّ بنُ أبي طالب y أجمعين » ([12]).

ومن الأمثلة على ما قاله رحمه الله مما يدخل في المسألة:



وبعد: فما تقدم فهي طائفة قليلة ونماذج يسيرة تؤكد ما تقدم من حسن العلاقة بين عليّ والصحابة، وبالأخص الخلفاء الثلاثة قبله. هذا ما جاء في مصادر السنة، والمسئول هنا: هل هناك أمثال هذه النماذج الناطقة بالحق في كتب الرافضة الاثنَي عشرية؟ والجواب بالإيجاب. والباب الثاني من هذا البحث مخصص لذكر هذا الأمر وتقريره أيّما تقرير.



([1]) كتاب الشريعة للآجري، ص 756-757.
([2]) منهاج السنة: 1/7-8 تحقيق د. محمد رشاد السالم، وانظر: عبد الجبار الهمداني/ تثبيت دلائل النبوة: 1/63.
([3]) انظر: منهاج السنة: 4/137، وقد جاء ذلك في كتب الشيعة أيضاً. انظر: تلخيص الشافي: 2/428 عن إحسان إلهي ظهير: الشيعة أهل البيت ص: 52].
([4]) صحيح البخاري:كتاب فضائل الصحابة، رقم: 3671.
([5]) فتح الباري، ج2/ ص2660-2661.
([6]) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
([7]) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
([8]) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
([9]) صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة، بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ r : لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا، رقم: 3677، وصحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب مِن فضائل عمر، رقم: 2389.
([10]) صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة، بَاب مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ الْقُرَشِيِّ الْعَدَوِيِّ t، رقم: 3671، وصحيح مسلم: المصدر نفسه.
([11]) فتح الباري لابن حجر، (ج2/ ص2671).
([12]) كتاب الشريعة للآجري، ص ؟؟؟؟؟؟؟؟.

No comments:

Post a Comment

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان)

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان) Na Shehun Malami Abdul’aziz dan Abdullahi bn Baaz Allah ya yi masa rahama...