الوسطية
والاعتدال "في العقيدة في الرسول الكريم
- r -"
الحمد لله، والصلاة والسلام على عبد الله
ورسوله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
القارئ الكريم: اعلم بأنّ مِن مجالات التطرّف والغلو
الخطيرة التي بسببها ترَك الكثيرون دينَهم، وعبدوا الأوثان، وكفروا بالله تعالى:
مجاوزة حد الشرائع السماوية الإلهية؛ في الأقوام المؤيَّدين مِن الله تعالى بالآيات
(المعجزات) والكرامات؛ من عامة أنبياء الله ورسله والصالحين، ونبينا محمد -صلوات الله
وسلامه عليه وعلى آبائه وإخوته- خاصة. وإنّ مِن قَدرِ الله سبحانه الكوني أنه تبارك وتعالى
يؤيد الذين أرسلهم بالآيات، والتي منها: الإخبار بالغيبيات، وحصول الخوارق والمعجزات
على أيديهم، ولكن الشأن ولكون ذلك قد يكون سببا للفتنة لأصحاب القلوب الضعيفة،
ويَجُرّها –تبَعًا- إلى الغلوّ فيهم وإلى إطرائهم: كان لا بد مِن تقرير حقيقة
كبرى، ألا وهي: أنّ الْمجيء بالآيات إنما هو مِن عند الله تعالى وحده، قال سبحانه:
(وقالوا لولا أنزل عليه آياتٌ مِن ربه، قل إنما الآيات عند الله، وإنما أنا
نذيرٌ مبينٌ * أو لم يكفِهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يُتلى عليهم) [سورة العنكبوت: ٥٠ –
٥١].
وأنّه ليس
على الأنبياء -الذين هم رُسُل الله- إلا البلاغ المبين، ولتقرير هذا الأمر:
أنه لَمّا
أخبَر رسولنا محمدٌ r الأنصارَ بِما قَالَه بَعْضها
لِبَعْضٍ في غيبته عام فتح مكة؛ وذلك لما جَاءَه أَبُو سُفْيَانَ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ، لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، فقال عليه الصلاة
والسلام: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ»، فقالت الأنصار: "أَمَّا
الرَّجُل فَأَدْرَكْته رَغْبَةٌ فِي
قَرْيَته وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ"،
فجاءه الوحي؛ وأخبرهم بالذي قالوه، فأجابوا بقولِهم: (قَدْ كَانَ ذَلِكَ)،
فهنا عقَّب عليه صلى الله عليه وسلم بما فيه التنبيه على عدم الافتتان به والزجر
عن ذلك، كما أنّ فيه بيان عَظمَته، ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "كَلا،
إِنِّي عَبْد اللَّه وَرَسُوله، هَاجَرْتُ
إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ، وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُم"([1]). فيا له من كلام عظيم! قال الإمام النووي رحمه الله:
«وَأَمَّا قَوْله r: "إِنِّي عَبْد
اللَّه وَرَسُوله": فَيَحْتَمِل وَجْهَيْنِ: أَحَدهمَا: أَنِّي
رَسُول اللَّه حَقًّا؛ فَيَأْتِينِي الْوَحي، وَأُخْبِر بِالْمَغِيبَاتِ؛ كَهَذِهِ
الْقَضِيَّة وَشَبَههَا، فَثِقُوا بِمَا أَقُول لَكُمْ، وَأُخْبِركُمْ بِهِ فِي
جَمِيع الأَحْوَال. وَالآخَر: لا تُفْتَنُوا بِإِخْبَارِي إِيَّاكُمْ
بِالْمَغِيبَاتِ، وَتُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى صَلَوَات اللَّه
عَلَيْهِ، فَإِنِّي عَبْد اللَّه وَرَسُوله»([2]). ثم إنه ولبيان العقيدة
في عبد الله ورسوله نبينا محمد r
وأنها وسَطٌ بين الغلو والجفاء جعلتُ عنوان هذه المقالة:
بيان
الوسطية والاعتدال في العقيدة في الرسول -
r -
لأشرح جانبًا من هذا المجال، ذلك أنّ الوسطية مجالاتها
واسعة، وأبرزها الاعتدال في العقائد، التي منها: الوسطية في "العقيدة في الرسول
الكريم r"،
وهذا الأخير بالتحديد هو الذي أنا بصدد تسليط الضوء على جانبٍ منه، ذلك أنه قد
«نصَّت النصوص على أمورٍ متعدِّدة فيما يتعلَّق بشأن نبينا r
وسائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فمَن أخَذَ بِهذه الأمور جَميعِها وآمن بِها
فقد توسَّط، ومن أخلَّ بشيءٍ منها فهو لا محالة واقعٌ في أحد حالَيْن؛ إما الغلوّ
أو التنقُّص»([3]).
أيها القارئ الكريم! اعلم أنه قد سلكت النصوص
الشرعية لتقرير "أمر الوسطية والاعتدال في العقيدة في الرسول الكريم r"
طُرقًا ومسالك كثيرة لا يمكن الإتيان عليها في مقال كهذا، لكن يكفي في هذه العجالة
أنْ أُشير إلى ثلاثة مسالك هي أهمها، وأُركِّز على طريقة واحدة منها، حسب ما
اقتضاه الحال، فأقول –وبالله وحده التوفيق-:
المسلك الأول: قررت النصوص الشرعية بأنه:
1)
يجب الإيمان بهذا الرسول الكريم r
وبكل ما جاء به،
2)
كما أوجبت محبته وقضَت بأنه لا بد وأن تكون هذه
المحبة فوق محبة جميع المحبوبات المخلوقة،
3)
وألزمت متابعته وعدم الابتداع في دينه، أو
تقديم شيء على قوله r،
4)
وأوجبت تعظيمه وتعظيم ما جاء به، والصلاة
والسلام عليه،
5)
كما شَهِدَت بأنه بلَّغ كلَّ ما أمره به ربُّه،
6)
وشهدت أيضًا بأنه أفضل المرسلين،
7)
وقررت بأنه خاتِمُ الأنبياء والمرسلين عليهم
السلام،
8)
كما شهدت بأنه المعصوم في هذه الأمة، ...:
في جملة من المطالب والأصول التي مَن آمَن
بِها على حقيقتها ثم حققها -بالاعتقاد أو العمل- على الوجه الذي شُرعت فإنّه -بإذن
الله تعالى- يَسْلَم من الجفاء في الرسول الكريم r
وحقوقه. وأهل الكتاب والسنة –ولله الحمد- أخذوا بجميعها وعملوا بمقتضى نصوصها،
بخلاف غيرهم من الجفاة فيه r
الذين ناقضوا هذا الأصل أو ذاك. ونصوص هذه المسائل من القرآن والسنة أشهر من أنْ
تُذكر!
وأما
المسلك الثاني الذي سلكته النصوص في تقرير هذا الأمر: فهو لبيان
أوجه الانحراف الغالية في عبد الله ورسوله r الواقع فيه كثيرٌ من الناس ثم النهي عنها وجهًا وجهًا؛ فقد نَهت عن أمورٍ
منها:
1) وصفُه r
بشيءٍ من خصائص الربوبية والإلهية، والتي منها:
وصفه r
بعلم الغيب، أو ممارسة السجود له، واتخاذ قبره بعد موته مسجدًا، أو وثنًا، أو عيدًا، إلى غير تلكم الأمور التي لا
تجوز في حقه عليه الصلاة والسلام؛ إما لكونها باطلة أو لأنها من خصائص ربه وحقوق
إلهه.
2)
ونَهت النصوص عن إطرائه والمبالغة في مدحه،
3) وقررت كُفرَ مَن رَفَعه
r
أو رفع آباءه وإخوته الأنبياء عليهم السلام، أو رفع مَن دونهم من الصالحين وغيرهم إلى
درجة الربوبيَّة والإلهية، وأعطاهم خصائص ذلك أو حقوقهما.
ولكثرة هذه النصوص فإنه
لا بد وأنْ أُشير إلى عيون منها:
*أنه
لَمّا رَوَّأَ أحد الصحابة y فِي نَفْسِهِ أنْ
يَسجُد له r -بعدما رَأَى
النَّصَارَى
يَسْجُدُونَ لأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ،
بزعم أنّ ذلك كَانَ تَحِيَّةَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلَ المصطفى، وكَذَبُوا عَلَيهم-
نَهاه الرسول وقال: "لا
تَفْعَلُوا؛ ..."([4]).
* ومن أدلة النهي عن
دعاء غير الله واستغاثته فيما لا يقدر عليه إلا الله ولو كان نبيًّا: أنَّه لَمّا
قال ناسٌ: قوموا بنا نستغيث برسول الله مِن هذا المنافق، نَهى r
الاستغاثة به حتى فيما يقْدِر عليه، فكيف بالذي لا يقْدِر عليه، أو الاستغاثة به r
بعد وفاته؟ قال: "إنه لا يُستغاث بِي، وإنّما يُستغاث
بالله"([7]). فالنهي جاء سدًّا لذرائع الشرك في الأقوال والأفعال، وحمايةً
للتوحيد.
*وفي النهي عن وصفه بخصائص ربه، أنه لَمّا قالت جَارِيَة: "وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ":
حذّر r من ذلك وقَالَ: "لا
تَقُولِي هَكَذَا، وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ"([8]).
وفي رواية: "أَمَّا هَذَا فَلا تَقُولُوهُ؛
مَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلا اللَّهُ"([9]). ففيه أنه قد ردّ الرسول r على مَن زعم أنّه يعلم الغيب،
حمايةً منه مِن أنْ يوصف بما لا يستحقه من خصائص الإله.
*ومن الأدلة أنه لَمّا قال ذلك الرجل: ما شاء الله وشاء محمدٌ، قال: "جعلتنِي
لله عديلا؟ لا، بل ما شاء الله وحدَه"([10]). وفي لفظ: "جعلتَ لله ندًّا! ما شاء الله وحده"([11]).
*وخشِي r في اللحظات الأخيرة من حياته:
أن يُتخذ قبرُه مسجدًا، وعيدًا، فنهى عن ذلك، وقال: "...لا تَتَّخِذُوا
الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ"([12]) من حديث
جُنْدَب t.
وفي حديث
عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: "لَعَنَ اللَّهُ
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا".
قَالَتْ: وَلَوْلا ذَلِكَ لأَبْرَزُوا قَبْرَهُ غَيْرَ أَنِّي أَخْشَى([13]) .. وفي لفظ غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَوْ خُشِيَ
أَنَّ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا([14]).
وجاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
r: "لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ
قُبُورًا، وَلا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ
تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ"([15]).
*كما سأل الله تعالى وتضرع إليه بأن لا يجعل قبره
وثنًا يُعبَد؛ يُصلّى له ويُسجد، ففي الحديث: "اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ
قَبْرِي وَثَنًا؛ لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
مَسَاجِدَ"([16]).
*ومنها أيضًا أنّه نَهَى الْمادحين عن مُجاوزة الحد في مدحه، أو مدحه بالباطل، فقال: "لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَت النَّصَارَى ابْنَ
مَرْيَمَ؛ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ
اللَّهِ وَرَسُولُهُ"([17]).
*بل إنّ من النصوص في هذا الباب أنه: لَمّا قال ناسٌ: يَا مُحَمَّدُ! يَا سَيِّدَنَا،
وَابْنَ سَيِّدِنَا! وَخَيْرَنَا، وَابْنَ خَيْرِنَا! قَالَ r: "يَا أَيُّهَا
النَّاسُ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، وَلا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ؛ أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَاللَّهِ! مَا أُحِبُّ أَنْ
تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ U"([18]).
*وجاء
في الأثر عند الطبراني وغيره عن عَلِيّ بن الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «أَحِبُّونَا
بِحُبِّ الإِسْلامِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r، قَالَ: "لا
تَرْفَعُونِي فَوْقَ حَقِّي؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي عَبْدًا قَبْلَ
أَنْ يَتَّخِذَنِي رَسُولا"([20]).
وبعد، فهذه طائفة من النصوص
ينهى النبي r فيها عن الغلو فيه، كما تبيِّن حيطته عليه الصلاة والسلام للتوحيد
وحمايته حماه، وسدّه كل طريق يوصل إلى الشرك مع الله في الاعتقادات والأفعال
والأقوال.
وأما المسلك الثالث: فهو من الوسائل الشريفة
التي سلكها رسول الله r
-عملا بقول الله سبحانه: ((ما كان لبشرٍ أن يؤتيه الله الكتاب والحُكم والنبوة
ثم يقول للناس كونوا عبادًا لي من دون الله ... –إلى قوله: ولا يأمركم أن
تتخذوا الملائكة والنبيين أربابًا، أيأمركم بالكفر بعد إذْ أنتم مسلمون)) [ آل
عمران: ٧٩ـ80]. وعملا بأمرِه جل وعلا في أن يتنـزه هذا العبدُ عن خصائص الربوبية:
((... قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولا)) [
الإسراء: ٩٣]- لتقرير أنّه لا يستحق
الإلهية أحدٌ إلا الله وحده، وأنه حتى خاتم الأنبياء ليس له من خصائص الربوبية
شيء، هذا من جانب. ومن الجانب الآخر أنه لبيان منزلة هذا العبد وعظمته:
وهذا المسلك يتلخص في:
جمعه r
لنفسه الشريفة ووصفه إياها بصفتَي العبودية لله تعالى وصفة الرسالة؛ والشهادة لها
بأنّه: عبدُ الله ورسولُه. ففي الشهادة بالصفة الأولى بيانٌ لعظمة ربه سبحانه، كما
أنّ في الوصف بالرسالة بيانًا لِمنْزلة هذا العبد.
ومن هذه النصوص في تقرير ذلك:
2-
وقوله في حديث النهي عن الإطراء السابق:
"...إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ
وَرَسُولُهُ"([22]).
3-
بل ثبت أنه دلت الأحاديث في الباب على أنّ مَن
يَشهد للنبِيّ r
بصفتَي عبوديته لله والرسالة ويُقرّ بذلك، مع طائفةٍ من مطالبَ شرعية، فهو من أهل
وعد الله بالجنة، ومحرّمٌ على النار، فمنها:
أ- قوله r: (مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ؛ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
..، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ"، وعند مسلم في
آخره: "أدخله الله مِن أيِّ
أَبْوَاب الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَة شَاءَ"([23]).
ب- وفي حديث خَبِيئَة رَسُولِ اللَّهِ r الطويل جاء قوله: "رَبِّ
مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، مُصَدِّقًا
لِسَانَهُ قَلْبُهُ، أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ»([24]).
ت- ولا يَتَوَضَّأُ عبدٌ وَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ حِينَ يَفْرُغُ
مِنْ وُضُوئِهِ "أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ"، إِلا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ
الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ" ([25]).
ث- وفي حديث إرداف
معاذ t
أنه: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ
إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه، إِلا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى
النَّار"([26]).
وبعد، فالمقصود الإشارة إلى مجالٍ من مجالات
الوسطية، وهو في العقيدة في الرسول الكريم محمد r
خاصة، وذكر ما به يتحقق أمر هذه الوسطية في هذا الباب الهام والخطير، ويبتعد العبد
الغلو أو الجفاء، فيه، فأدلة الباب: وكما أنّ فيها سَدّ المصطفى ذرائع الشرك
وحمايته حمى التوحيد، فكذلك فيها بيانُ منْزلتِه r
العالية، ومكانته الشريفة. جعلنا الله من أهل تحقيق الإيمان؛ أهل الوسطية،
المجانبين للخلل والغلو، والجفاء لشخص رسول الله r
أو لِمقام رسالته أو لكلَيهما. والله أعلم،وصلِّ اللهم وسلم على عبدك ورسولك نبينا
محمد وآله وصحبه.
No comments:
Post a Comment