2016/05/03

جزء من مقدمة في التفسير لابن تيمية

  بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله ربِّ العالمين * مالك يوم الدين * والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، الذي جاء بالترغيب والترهيب، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
  فهذا جزءٌ لطيفٌ من (مقدِّمة في التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية) أفردتُه في عصرٍ قلَّ فيه الورَع، وكثُر فيه الخوضُ في تفسير القرآن بالحق تارةً، وبالباطل تاراتٍ وتاراتٍ، وخصوصاً في بلدي. عسى الله أنْ يجعله رادعاً، وينفع به؛ إنَّه هو الوهاب.
  يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله:
(( في عناية الصحابة والتابعين بمعاني القرآن:
   يجب أن تعلم أن النبي r بيَّن لأصحابه معاني القرآن كما بيَّن لهم ألفاظَه، فقوله تعالى   ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ     ﭯ  يتناول هذا وهذا!
وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن - كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما (y) – " أنهم كانوا إذا تعلَّموا من النبي r عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلَّموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلَّمنا القرآن والعلم والعمل جميعا "([1]) ، ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة.
وقال أنس ـ t ـ: " كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جلَّ في أعيننا "([2]) ، وأقام ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ على حفظ البقرة سنين – قيل: ثمان سنين - ذكره وذلك أن الله تعالى قال: ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ   ﭷ   ﭻ  وقال ﭻ  ﭼ  ﭽﭾ    ﮉ  وقال ﮣ  ﮤ  ﮥ   ﮭ   وتدبُّر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن؛ كذلك قال تعالى ﮩ  ﮪ  ﮫ  ﮬ   ﮭ  ﮮ  ﮯ  ؛ وعقلُ الكلام متضمِّنٌ لفهمِه.
ومن المعلوم أن كلَّ كلامٍ المقصود منه: فهمُ معانيه دون مجرد ألفاظه؛ فالقرآن أولى بذلك. وأيضاً: فالعادة تمنع أن يقرأ قومٌ كتاباً في فنِّ من العلم كالطبِّ والحساب ولا يستشرحوه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم! وبه نجاتُهم وسعادتُهم!! وقيام دينهم ودنياهم؟! ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلاً جداً، وهو وإنْ كان من التابعين أكثر منه في الصحابة فهو قليلٌ بالنسبة إلى من بعدهم! وكلما كان العصرُ أشرفَ كان الاجتماعُ، والائتلافُ، والعلمُ، والبيانُ فيه، أكثرَ!
ومن التابعين من تلقَّى جميع التفسير عن الصحابة كما قال مجاهد: " عرضتُ المصحف على ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وأوقفه عند كل آية وأسأله عنها "([3])  ولهذا قال الثوري: " إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به "([4])  ولهذا يعتمد على تفسيره الشافعيُّ و البخاريُّ وغيرُهما من أهل العلم وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنَّف في التفسير يُكرِّر الطرقَ عن مجاهد أكثر من غيره!
والمقصود أنَّ التابعين تلقَّوا التفسيرَ عن الصحابة كما تلقَّوا عنهم علم السنَّة، وإنْ كانوا يتكلَّمُون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال، كما يتكلَّمُون في السنن بالاستنباط والاستدلال!

تفسير القرآن في القرآن، وتفسيره في السنة، وأقوال الصحابة:
  فإنْ قال قائلٌ: فما أحسن طريق التفسير؟
فالجواب: إن أصحَّ الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن فما أجمل في مكانٍ فإنه قد فُسِّر في موضعٍ آخر، وما اختُصِر في مكانٍ فقد بُسط في موضعٍ آخر.
فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحةٌ للقرآن، وموضِّحةٌ له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: كل ما حكم به رسول الله r فهو مما فهمه من القرآن؛ قال الله تعالى: ﯦ  ﯧ  ﯨ     ﯩ  ﯪ  ﯫ   ﯬ   ﯭ  ﯮ         ﯯ  ﯰﯱ  ﯲ  ﯳ  ﯴ  ﯵ  ﯶ    وقال تعالى:  ﭥ   ﭦ     ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ   ﭭ  ﭮ   ﭯ   وقال تعالى ﰀ  ﰁ  ﰂ  ﰃ  ﰄ  ﰅ  ﰆ   ﰇ  ﰈ  ﰉﰊ  ﰋ  ﰌ  ﰍ  ﰎ  ﰏ   ولهذا قال رسول الله r [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ]([5])  يعني: السنةَ، والسنة أيضاً تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن؛ لأنها تتلى كما يُتلى. وقد استدل الإمام الشافعي وغيرُه من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه؛ فإن لم تجده فمن السنة كما قال رسول الله r لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: [ بم تحكم؟ قال بكتاب الله! قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله!! قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي، قال: فضرب رسول الله r في صدره؛ وقال: [ الحمد لله الذي وفَّق رسولَ رسولِ الله لما يرضي الله ] وهذا الحديث في المساند والسنن بإسنادٍ جيد([6]).

تفسير القرآن بأقوال الصحابة:
  وحينئذ إذا لم نجد التفسيرَ في القرآن، ولا في السنة؛ رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى؛ لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها، ولِما لهم من الفهم التامِّ، والعلم الصحيح؛ لا سيَّما علماؤُهم وكبراؤُهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، منهم: عبد الله بن مسعود؛ قال الإمام أبو جعفر محمد بنُ جريرٍ الطبري: حدثنا أبو كريب، قال: أنبأنا جابر بنُ نوحٍ، أنبأنا الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن مسروق قال عبد الله - يعني ابن مسعود -: " والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، وأين! ولو أعلم مكان أحدٍ أعلم بكتاب الله منِّي تنالُه ( المطايا ) لأتيته "([7])  وقال الأعمش أيضا: عن أبي وائل (شقيق بن سلمة) عن ابن مسعود قال: " كان الرجل منا إذا تعلَّم آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن "([8]) .
ومنهم: الحبر والبحر عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله r، وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله r له حيث قال:[اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل]([9])
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار أنبانا وكيع أنبأنا سفيان عن الأعمش عن مسلم ( عن مسروق قال ) قال عبد الله يعني: ابن مسعود: " نعم ترجمان القرآن ابن عباس "([10]) . ثم رواه عن يحي بن داود عن إسحاق الأزرق عن سفيان عن الأعمش عن مسلم بن صبيح أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود أنه قال: " نعم الترجمان للقرآن ابن عباس ". ثم رواه عن بندر عن جعفر بن عون الأعمش به كذلك؛ فهذا إسنادٌ صحيحٌ إلى ابن مسعود أنه قال عن ابن عباس هذه العبارة، وقد مات ابنُ مسعودٍ في سنة ثلاث وثلاثين على الصحيح، وعُمِّر بعده ابنُ عباسٍ ستةً وثلاثين سنة، فما ظنُّك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود؟!
وقال الأعمش عن أبي وائل: " استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم فخطب الناس فقرأ في خطبته سورة البقرة - وفي رواية: سورة النور - ففسَّرها تفسيراً لو سمعتْه الرومُ والتركُ والديلمُ لأسْلمُوا "([11]) .
ولهذا (فإن) غالب ما يرويه إسماعيلُ بنُ عبد الرحمن السدِّي الكبير في تفسيره عن هذين الرجلين ابن مسعود وابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ولكن في بعض الأحيان ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله r حيث قال:[ بلِّغوا عنِّي ولو آيةً، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذَب عليَّ متعمداً فليتبوأْ مقْعدَه من النار ] رواه البخاري ([12]) عن عبد الله بن عمرو.
ولهذا كان عبد الله بن عمرو ـرضي الله عنهما ـ وقد أصاب يوم اليرموك زاملتين([13])  من كتب أهل الكتاب؛ فكان يحدِّث منهما؛ بما فهِمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك.
 ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد؛ فإنها على ثلاث أقسام:
أحدِها: ما علمنا صحَّتَه مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق؛ فذاك صحيحٌ.
 والثاني: ما علمنا كذِبَه بما عندنا مما يخالفه.
 والثالث: ما هو مسكوتٌ عنه؛ لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤْمن به، ولا نكذِّبُه، وتجوز حكايتُه لِما تقدَّم. وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمرٍ دينيٍّ.
ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيراً، ويأتي عن المفسرين خلافٌ بسبب ذلك؛ كما يذكرون في مثل هذا: أسماء أصحاب الكهف، ولون كلبهم، وعدَّتهم، وعصا موسى من أيِّ الشجر كانت؟ وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعين البعض الذي ضرب به المقتول من البقرة، ونوع الشجرة التي كلَّم الله منها موسى، إلى غير ذلك ممَّا أبهمَه الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلَّفِين في دنياهم، ولا دينهم.
ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائزٌ كما قال تعالى: ﭵ  ﭶ     ﭷ  ﭸ          ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ     ﭽ   ﭾﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ   ﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌﮍ  ﮎ  ﮏ   ﮐ  ﮑ   ﮒ      ﮓ   ﮔ  ﮕ  ﮖ    ﮗ  ﮘ  ﮙ  فقد اشتملت هذه الآيةُ الكريمةُ على الأدب في هذا المقام، وتعليم ما ينبغي في مثل هذا؛ فإنَّه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال؛ ضعَّف القولين الأولين، وسكَت عن الثالث؛ فدلَّ على صحَّتِه؛ إذْ لو كان باطلاً لردَّه كما ردَّهما، ثم أرشد إلى أن الاطلاع على عدَّتهم لا طائل تحته فيقال في مثل هذا: ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ   ﮈ   ﮙ  فإنَّه ما يعلم بذلك إلا قليلٌ من الناس ممن أطلعه الله عليه فلهذا قال: ﮍ  ﮎ  ﮏ   ﮐ  ﮑ   ﮒ      ﮓ     ﮙ   أي: لا تجهدْ نفسَك فيما لا طائلَ تحته، ولا تسألهم عن ذلك؛ فإنَّهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب.
فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تُستَوعَب الأقوالُ في ذلك المقام، وأن يُنبَّه على الصحيح منها، ويُبْطَل الباطلُ، وتُذكَر فائدةُ الخلاف وثمرتُه؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته؛ فيشتغل به عن الأهم!
فأما من حكى خلافاً في مسالةٍ ولم يَستوعبْ أقوالَ الناسِ فيها فهو ناقصٌ؛ إذ قد يكون الصواب في الذي تركَه، أو يحكي الخلافَ ويُطْلقَه، ولا يُنبِّه على الصحيح من الأقوال؛ فهو ناقصٌ أيضاً، فإنْ صحَّح غيرَ الصحيح عامداً فقد تعمَّد الكذِبَ، أو جاهلاً؛ فقد أخطأَ. كذلك من نصب الخلافَ فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالاً متعددةً لفظاً؛ ويرجع حاصلُها إلى قولٍ أو قولين معنىً؛ فقد ضيَّع الزمان، وتكثَّر مما ليس بصحيحٍ فهو كلابس ثوبَيْ زورٍ ([14])  والله الموفق للصواب.

تفسير القرآن بأقوال التابعين:
  إذا لم تجد التفسير في القرآن، ولا في السنة، ولا وجدتَه عن الصحابة؛ فقد رجع كثيرٌ من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كـ(مجاهد بن جبرٍ؛ فإنَّه كان آيةً في التفسير كما قال محمد بنُ إسحاق: حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال: " عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته؛ أُوقِفُه عند كل آيةٍ منه؛ وأسألُه عنها ". وبه إلى الترمذي قال: حدثنا الحسين بنُ مهدي البصري، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال مجاهد: " ما في القرآن آيةٌ إلا وقد سمعت فيها شيئاً " ([15]) . وبه إليه قال: حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش قال مجاهد: " لو كنتُ قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسألَ ابن عباس عن كثيرٍ من القرآن مما سألت " ([16])  وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب قال حدثنا طلق بن غنام عن عثمان المكي عن بن أبي مليكة قال: " رأيت مجاهدا سأل ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن تفسير القرآن، ومعه ألواحُه؛ فيقول له ابن عباس: اكتب! حتى سأله عن التفسير كلِّه([17]) !!" ولهذا كان سفيان الثوري يقول: " إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبُك به! "([18]) .
و كـ(سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري ومسروق بن الأجدع وسعيد بن مسيب وأبي العالية والربيع وابن أنس وقتادة والضحاك بن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم فتُذكر أقوالُهم في الآية فيقع في عباراتهم تبايُنٌ في الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافاً فيحكيها أقوالاً؛ وليس كذلك؛ فإنَّ منهم من يُعبِّر عن الشيء بلازمه، أو نظيره. ومنهم من ينصُّ عن الشيء بعينه. والكلُّ بمعنى واحد في كثيرٍ من الأماكن؛ فليتفطن اللبيب لذلك! والله الهادي!!
وقال شعبة بن الحجاج وغيره: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير يعني: أنَّها لا تكون حجةً على غيرهم ممن خالفهم؛ وهذا صحيحٌ، أما إذا اجتمعوا على الشيء فلا يُرتاب في كونه حجةً، فإن اختلفوا فلا يكون قولُ بعضهم حجةً على بعض، ولا على من بعدهم، ويُرجَع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.

تفسير القرآن بمجرد الرأي:
  فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرامٌ؛ حدثنا مؤمل حدثنا سفيان حدثنا عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله r: [من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار]([19]) .
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله r: [من قال في القرآن بغير علمٍ فليتبوأ مقعدَه من النار ]. وبه إلى الترمذي قال حدثنا عبد بن حميد حدثني حبان بن هلال قال حدثنا سهيل أخو حزام القطعي قال حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب قال: قال رسول الله r: [من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ]([20])  وقال الترمذي: (( هذا حديثٌ غريبٌ، وقد تكلَّم بعضُ أهل الحديث في سُهيل بن أبي حزم، وهكذا روى بعض أهل العلم عن أصحاب النبي r وغيرهم أنهم شدَّدوا في أن يُفسَّر القرآنُ بغير علمٍ، وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنَّهم فسَّرُوا القرآن فليس الظنُّ بهم أنَّهم قالوا في القرآن وفسرُوه بغير علمٍ، أو من قِبَل أنفسهم، وقد رُوي عنهم ما يدل على ما قلنا أنهم لم يقولوا من قِبَل أنفسهم بغير علمٍ، فمن قال في القرآن برأيه فقد تكلَّف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمر به، فلو أنَّه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ؛ لأنَّه لم يأتِ الأمرَ من بابه، كمن حكَم بين الناس عن جهلٍ؛ فهو في النارِ، وإن وافق حكمُه الصوابَ في نفس الأمر، لكنْ يكون أخفَّ جُرْماً ممن أخطأَ. والله أعلم))([21]) . وهكذا سمَّى الله تعالى القاذفين([22])  كاذبين فقال:  ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ   ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ  فالقاذف كاذبٌ، ولو كان قد قذَف من زنَى في نفس الأمر؛ لأنَّه أخبر بما لا يحلُّ له الإخبارُ به، وتكلَّف ما لا علم له به. والله أعلم!
ولهذا تحرَّج جماعةٌ من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به؛ كما روى شعبة عن سلميان عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر قال: قال أبو بكر الصديق ـ t ـ " أيُّ أرضٍ تُقلُّني، وأيُّ سماءٍ تُظلُّنِي، إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم "([23]) . وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: حدثنا محمود بن يزيد عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله: ﯯ  ﯰ  ﯱ  فقال: أيُّ سماءٍ تُظلُّنِي، وأيُّ أرضٍ تُقلُّني إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم. إسناده منقطع.
وقال أبو عبيد أيضا حدثنا يزيد عن حميد عن أنس أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ قرأ على المنبر ﯯ  ﯰ  ﯱ  فقال: " هذه الفاكهة قد عرفناها! فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لَهو التكلُّف يا عمر!! "([24])
وقال عبد بن حميد حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس ـ t ـ قال: " كنا عند عمر بن الخطاب وفي ظهر قميصه أربع رقاع فقرأ ﯯ  ﯰ  ﯱ  فقال: ما الأب؟ ثم قال: إن هذا لهو التكلُّف فما عليك أن لا تدريه! " وهذا كلُّه محمولٌ على أنهما رضي الله عنهما إنما أرادا استكشاف علم كيفية الأب، وإلا فكونه نبتاً في الأرض ظاهرٌ لا يُجهَل لقوله تعالى:ﯢ  ﯣ    ﯤ  ﯥ   ﯦ  ﯧ  ﯨ    ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ  ﯭ  ﯮ.
وقال ابن جرير: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا ابنُ عُلَيَّة عن أيوب عن ابن أبي ملكية " أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها، فأبى أن يقول فيها ". إسناده صحيحٌ.
وقال أبو عبيد: حدثنا إسمعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال: سأل رجلٌ ابن عباس عن   ﮕ  ﮖ           ﮗ  ﮘ  ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ  فقال له ابن عباس فما    ﯩ    ﯪ       ﯫ   ﯬ  ﯭ  ﯮ  ﯯ  فقال الرجل: إنما سألتُك لتُحدِّثني! فقال ابن عباس: " هما يومان ذكرهُما الله في كتابه! الله أعلم بهما!! فكرِه أن يقول في كتاب الله ما لا يعلم "([25]) .
وقال ابن جرير: حدثني يعقوب يعني: ابنَ إبراهيم حدثنا ابنُ عُليَّة عن مهدي ين ميمون عن الوليد بن مسلم قال: " جاء طلق بنُ حبيبٍ إلى جندب بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ فسأله عن آيةٍ من القرآن! فقال له: أحرج عليك إنْ كنتَ مسلماً لما قمتَ عنِّي / أو قال: أن تجالسني " ([26]) . وقال مالك عن يحي بن سعيد بن المسيب أنَّه كان إذا سُئل عن تفسير آيةٍ من القرآن قال: " إنا لا نقول في القرآن شيئاً " ([27]) .
وقال الليث عن يحي بن سعيد بن مسيب " أنَّه كان لا يتكلم إلا في العلوم من القرآن "([28]) .
وقال شعبة عن عمرو بن مرة قال سأل رجلٌ سعيد بن مسيب عن آيةٍ من القرآن، فقال: " لا تسألني عن آيةٍ من القرآن، وسلْ من يزعم أنَّه لا يخفي عليه شيءٌ منه، يعني: عكرمة "([29])  .
وقال عبد الله بن شوذب: حدثني يزيد بن أبي يزيد قال: " كنا نسأل سعيد بن مسيب عن الحلال والحرام؛ وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آيةٍ من القرآن سكَت، كأن لم يسمعْ "([30]).
وقال ابن جرير: حدثني أحمد قال: " لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون([31])  القول في التفسير؛ منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع "([32]) .
وقال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن هشام بن عروة قال: " ما سمعتُ أبي تأوَّل آيةً من كتاب الله قط "([33])
وعن أيوب وابن عون وهشام الدستوائي عن محمد بن سيرين قال: " سألت عبيدةَ السلماني عن آيةٍ من القرآن فقال: ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أُنْزل من القرآن، فاتق الله! وعليك بالسداد " ([34])
وقال أبو عبيد: حدثنا معاذ عن ابن عون عن عبيد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال: " إذا حدثتَ عن الله فقِفْ حتى تنظر ما قبله، وما بعده " ([35]) . حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: " كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه "([36]) .
وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال: قال الشعبي: " واللهِ ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله! "([37])
وقال أبو عبيد حدثنا هشيم أنبأنا عمر بن أبى زائدة عن الشعبي عن مسروق قال: " اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله " ([38]) .
فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولةٌ على تحرُّجِهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به، فأما من تكلَّم بما يعلم من ذلك لغةً وشرعاً فلا حرج عليه.
ولهذا رُوي عن هؤلاء وغيرهم أقوالٌ في التفسير؛ ولا مُنافاة؛ لأنهم تكلَّموا فيما علِمُوه، وسكتوا عما جهِلوه. وهذا هو الواجب على كلِّ أحدٍ؛ فإنَّه كما يجب السكوتُ عمَّا لا علم له به، فكذلك يجب القولُ فيما سُئِل عنه مما يعلمه؛ لقوله تعالى   ﭘ  ﭙ       ﭚ  ﭛ   ﭧ  ، و لِما جاء في الحديث المروي من طرق: [ من سُئل عن علمٍ؛ فكتَمَه أُلجِم يوم القيامة بلِجامٍ من نارٍ ]([39])
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار حدثنا مؤمل حدثنا سفيان عن أبى الزناد قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: " التفسير على أربعة أوجهٍ: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسيرٌ لا يُعذر أحدٌ بجهالته، وتفسيرٌ يعلمه العلماءُ، وتفسيرٌ لا يعلمه إلا الله " ([40])  والله سبحانه وتعالى أعلم.

أقرب التفاسير إلى الكتاب والسنة:
  سئل شيخُ الإسلام تقيُّ الدين أحمدُ بنُ تيميه ـ رحمه الله عن أيِّ التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة: الزمخشريُّ أم قرطبيُّ أم البغويُّ أم غير هؤلاء؟
  فأجاب ـ تغمده الله برحمته ورضوانه: الحمد الله! أما التفاسير التي في أيدي الناس؛ فأصحُّها تفسير محمد بن جرير الطبري؛ فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعةٌ، ولا ينقل عن المتَّهمِين؛ كمقاتل بن بكير والكلبيِّ.
والتفاسير غير المأثور بالأسانيد كثيرة: كتفسير عبد الرزاق، وعبد بن حميد، ووكيع، وابن أبي قتيبة، وأحمد بن حنبل، و إسحاق بن راهوية.
وأما التفاسير الثلاثة المسئول عنها؛ فأسلمُها من البدعة، والأحاديث الضعيفة: ( البغويُّ) لكنَّه مختصرٌ من (تفسير الثعلبي)، وحذَف منه الأحاديثَ الموضوعةَ، والبدعَ التي فيه، وحذف أشياء غير ذلك.
وأما ( الواحديُّ) فإنه تلميذ الثعلبي، وهو أخْبَرُ منه بالعربية، ولكن الثعلبيَّ فيه سلامةٌ من البدع، وإنْ ذكرها تقليداً لغيره، وتفسيرُه وتفسيرُ الواحدي: البسيط والوجيز = فيها: فوائدُ جليلةٌ، وفيها: غثٌّ كثيرٌ من المنقولات الباطلة وغيرها.
وأما الزمخشريُّ فتفسيره محشوٌّ بالبدعة، وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات، والرؤية، والقول بخلق القرآن، وأنكرَ أنَّ الله مريدٌ للكائنات، خالقٌ لأفعال العباد، وغير ذلك من أصول المعتزلة.
وأصولهم خمسةٌ؛ يسمُونها: التوحيد، والعدل، والمنزلة بين المنزلتين، وإنقاذ الوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
لكن معنى ( التوحيد) عندهم: يتضمَّن نفيَ الصفات؛ ولِهذا سمى ابنُ التومرت أصحابَه الموحِّدين، وهذا إنما هو إلحادٌ في أسماء الله وآياته.
ومعنى ( العدل ) عندهم يتضمَّن: التكذيبَ بالقدر؛ وهو خلق أفعال العباد، وإرادة الكائنات والقدر على شيء، منهم: من ينكر تقدُّم العلم والكتاب، لكنَّ هذا قولُ أئمَّتهم هؤلاء كنصب الزمخشري؛ فإن مذهبَه مذهبُ المغيرة بن وعلي وأبي هاشم وأتباعهم. ومذهب أبي الحسين والمعتزلة الذين على طريقته نوعان: مشايخية، وخشبية.
وأما (المنزلة بين المنزلتين ) فهي عندهم: أنَّ الفاسقَ لا يُسمَّى مؤمناً بوجهٍ من الوجوه، كما لا يُسمَّى كافراً، فنزلوه بين منزلتين.
و(إنفاذ الوعيد ) عندهم معناه: أن فسَّاق الملة مخلدون في النار، لا يخرجون منها بشفاعةٍ ولا غير ذلك كما تقول الخوارج.
و( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) يتضمن عندهم: جوازَ الخروج على الأئمة، وقتالهم بالسيف.
وهذه الأصول حشا بها الزمخشري كتابه بعبارة لا يَهتدِي أكثرٌ إليها، ولا لمقاصده فيها، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة، ومن النقل عن الصحابة والتابعين.
وتفسيرُ القرطبي خيرٌ منه بكثيرٍ، وأقرب إلى طريقة أهل الكتاب والسنة، وأبعد عن البدع. وإنْ كان كل من هذه الكتب لا بد أن يشتمل على ما يُنقد، لكنْ يجب العدلُ بينها، وإعطاءُ كلِّ ذي حقٍّ حقَّه.
وتفسيرُ ابن عطية خير من تفسير الزمخشريِّ، وأصحُّ نقلاً وبحثاً، وأبعد عن البدع وإنْ اشتمل على بعضها، بل هو خيرٌ منه بكثيرٍ. لعلَّه أرجحُ هذه التفاسير؛ لكن تفسير ابن جرير أصحُّ من هذه كلها.
وثَمَّ تفاسيرُ أُخَر كثيرةٌ جداً كتفسير ابن الجوزي، والماورديِّ.

جمع القراءات السبع:
  وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن (جمع القراءات السبع) هل هو سنةٌ أم بدعةٌ، وهل جُمعت على عهد رسول الله r أم لا؟ وهل لِجامعها مزيةُ ثوابٍ على من قرأ برواية واحدة أم لا؟
فأجاب ـ رحمه الله :
  الحمد لله! أما نفس معرفةُ القراءة وحفظُها فسنةٌ متبعةٌ يأخذها الآخِر عن الأوَّل؛ فمعرفة القراءة التي كان الرسول r يقرأ بها، أو يقرُّهم على القراءة بها، أو يأذن لهم، وقد قرأوا بها سنةٌ، والعارف في القراءات، الحافظ لها له مزيةٌ على من لم يعرف ذلك، ولا يعرف إلا قراءةً واحدةً.
وأما جمعُها في الصلاة، أو التلاوة فهو بدعةٌ مكروهةٌ. وأما جمعُها لأجل الحفظ، والدرس، فهو من الاجتهادِ الذي فعَلَه طوائفُ في القراءة.
تمتْ بحمد الله ومنِّه.
 
والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وصلَّى اللهُ وسلَّم على عبدِ الله ورسوله نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الفهارس:                                                                        الصفحة

في عناية الصحابة والتابعين بمعاني القرآن؛...................................1

تفسير القرآن في القرآن، وتفسيره في السنة، وأقوال الصحابة: .............2

تفسير القرآن بأقوال الصحابة: ............................................3

تفسير القرآن بأقوال التابعين: ..............................................5

تفسير القرآن بمجرد الرأي: ................................................6

أقرب التفاسير إلى الكتاب والسنة: .......................................10

جمع القراءات السبع؛ ....................................................12
 والله أعلم وأحكم. جمعَه: أبو بكر حمزة.



([1])  الطبري، جـ1 / 60، وابن كثير، جـ1/ 4).
([2])  معالم التنزيل للبغوي، جـ 1/ 227، وفيه: [جدَّ فينا]، والدر المنثور للسيوطي، جـ1/ 49).
([3])  الطبري، جـ1/  65، وجـ2/ 404، وابن كثيرٍ، جـ1/ 5، و348).
([4])  الطبري، جـ1/ 65، وابن كثير، جـ1/6).
([5])  مسند الإمام أحمد, برقم 17213، قال الشيخ شعيب: إسناده صحيحٌ، ورجاله ثقاتٌ.

([6])  رواه أبو داود, في اجتهاد الرأي في القضاء, 3592, والترمذي, باب ما جاء في القاضي؟ 1326, وأحمد,  22153,22114,22060 والدارمي, باب القضاء وما فيه من الشدة, 168, والطيالسي, 559, وابن أبي شيبة في مصنفه,22988,و22989, 29100, والحديث مشهور ضعيف بل ومنكر؛ لأمور:1-لجهالة أصحاب معاذ  t, 2-ولضعف الحارث بن عمرو, 3-ولمخالفته حديث: (أوتيت القرآن ومثله معه) السابق. وقد قال الألباني في الحديث:(منكر) (انظر جـ2 / حديث رقم 881 من السلسلة الضعيفة). ولِما سبق ذهب بعضُ العلماء إلى عدم اعتبار الترتيب الذي رُتِّب على الحديث الذي جاء في قول شيخ الإسلام هنا ((والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه, فإن لم تجدْه فمن السنة...)) ( انظر: كتاب" منزلة السنة في الإسلام، وبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن") للألباني, وبالأخصِّ: ص29-30 منه.
([7]) ابن كثير, (جـ 1 /4).
([8])  الطبري, (جـ 1/ 60، و62), وابن كثير, (جـ 1/ 4) وعندهم: (( تعلَّم عشر آيات ...)).

([9])     مسند الإمام أحمد في مواضع, 266, 314, 328, ثم 335, وان حبان, برقم 7055, وابن أبي شيبة, برقم 32223 والحديث على شرط مسلم.

([10])  المستدرك, 6291, ومصنف ابن أبي شيبة, برقم 3222. قال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
([11])  الأثر كذلك في تفسير ابن كثيرٍ، جـ1/ 5، والبداية والنهاية، جـ 6/ 165، و8/ 299).
([12])  البخاري, 3274, والترمذي, 2669, وأحمد في مواضع, 6486, و6888, و 7006.

([13])  للازدياد يُنظر: البداية والنهاية لابن كثيرٍ، جـ2/ 107).
([14])  البخاري، في باب ـ المتشبِّع بما لم ينل، وما يُنهى من افتخار الضرَّة، ورقمه: 4921، ومسلم، وهو برقم 126، و127، وفي: باب النهي عن التزوير في اللباس وغيرِه، والتشبُّع بما لم يُعطَ، من حديثيْ عائشة وأسماء رضي الله عنهما.

([15])  أورد هذا الأثر الترمذيُّ في: باب ما جاء في الذي يُفسِّر القرآن برأيه، وهو عنده عن قتادة، وذلك بعد ما أورد حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه الضعيف: [ من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأورقمه: 2952، والأثر الثاني ـ ( لو كنت قرأت قراءة ابن مسعودٍ لم أحتج أنْ أسأل ابن عباسٍ ...) في الباب عن مجاهد، ويبدو ـ والله أعلم ـ أنَّ ذلك هو سبب الوهم!
([16])  نفس المصدر. والأثران صحيحان مقطوعان ـ كما الشيخ الألبانيُّ رحمه الله!
([17])  أورده الطبريُّ في ( ذكر الأخبار عن بعض السلف فيمن كان من قدماء المفسرين محموداً علمه بالتفسير، ومن كان منهم مذموماً علمه به) (1/65).
([18])  المصدر السابق.
([19])  رواه الترمذي, باب ما جاء  في الذي يفسر القرآن برأيه, رقم2950, وأحمد في 2069، و2429 وابن أبي شيبة، 30101، والطبراني، جـ1/ 58) وقال الترمذي: ( حسن صحيح), وهو ضعيف الإسناد كما قال شعيب الأرناوؤط، بل قال الألبانيُّ بضعف الحديث.
([20])  رواه أبو داود في باب الكلام في كتاب الله بغير علم، ورقمه: 3652، والترمذي في باب ما جاء في الذي يفسر القرآن برأيه، ورقمه: 2952، والحديث ضعيفٌ لمقام سُهيل.
([21])  الترمذي مع شرحه التحفة، جـ5/ 200).
([22])  السياق يقتضي أنْ تكون الكلمة هكذا، وقد كانت في الحاسب عندي: (القذف)، فتراجع المطبوع، بل والمخطوط مع الاستطاعة!
([23])  رواه ابنُ أبي شيبة في مصنَّفه، وهو برقم: 30103، 30107، والبيهقي في الشعب، ورقمه: 2278، والطبري، جـ1/ 58).
([24])  رواه ابن أبي شيبة, برقم 30105.

([25])  رواه الحاكم, ورقمه 8803, وأورده الطبري في تفسير آية المعارج ( تعرج الملائكة)الآية. جـ12/ 226).

([26])  الطبري, (جـ1/62).
([27])  ابن كثير، (جـ1/ 7).

([28])  رواه ابن جرير, ( جـ1 /62) وأورده ابن كثير, (جـ1/7), وفي كلا الموضعين بهذا اللفظ: (( إلا في المعلوم )).
([29])  الطبري، المصدر السابق.
([30])  ابن كثيرٍ، مصدر سابق.
([31])  في تفسير الطبري المطبوع آلياً ( ليغلظون) بدلاً من ( ليُعظمون).
([32])  الطبري وابن كثيرٍ في نفس المرجع السابق.
([33])  ابن كثير, (جـ1/7).

([34])  رواه أبو بكر ابن شيبة, وهو برقم 30099, والبيهقي في الشعب, ورقمه 2288, وابن جرير(جـ1ـ/62) وابن كثير (جـ1/7).

([35])  ابن كثيرٍ، نفس المصدر.
([36])  المصدر نفسه.
([37])  الطبري وابن كثير، المصدر السابق.
([38])  ابن كثيرٍ، المصدر السابق.
([39])  رواه أبو داود, باب كراهية منع العلم, رقم 3658, وابن ماجه, باب من سئل عن علم فكتمه, رقم 264, و266, وأحمد في مواضع، 7561، 8035، 8514، ثم 10425، والحاكم في المستدرك، 345، والحديث صحيح.

([40])  الطبري، (جـ 1 / 56)، وابن كثير، في المصدر السابق له، وفي ص460 .

No comments:

Post a Comment

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان)

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان) Na Shehun Malami Abdul’aziz dan Abdullahi bn Baaz Allah ya yi masa rahama...