2015/02/02

WAJABCIN YIN SALATI DA SALLAMA GA MANZON ALLAH (SALLAL LAHU ALAIHI WA SALLAMA)

وُجوبَ الصلاة والسلام على الرسول الكريم  r([1]):

الحمد لله، والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنّ من حقوق عبد الله ورسوله نبيّنا محمدٍ r على أمته الزائدةِ على لوازِم الرسالة: الصلاةَ والسلام عليه، وهما أداءٌ لأقلّ القليل من حقّه، وشُكرٌ له على نعمته التي أنعم الله بِها علينا، مع أنّ الذي يستحقه r من ذلك لا يُحصى عِلمًا ولا قدرة ولا إرادة، ولكنّ الله سبحانه –لِكَرمه- رضِي عنا باليسير([2]). وبالقيام بذلك يَخرُج العبد عن الجفاء([3])، وهذا من الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه. وقد ذكر العلامة ابن القيّم –رحمه الله- من ذلك أربعين فائدة([4])، وسيأتِي تلخيصها.
      ومن علامات حبّه r الإكثار من الصلاة والسلام عليه؛ ففي المثل المشهور: مَن أحبّ شيئًا أكثرَ مِن ذكره([5]).
      وآية الباب –كما ستأتِي- أوجَبَت الصلاة والسلام على البشير النذير r، وهذا الواجب مطلَقٌ ومُقيّد، والْمقيّد له مواطن تتأكّد المطالبة به. ولَمّا كان السلام على الرسول r معلومًا لم يشتدّ عناية الصحابة والعلماء به كاشتداده بالصلاة عليه، وقد كان السلام عليه في حياته r عند مقابلته، أو مع الاستئذان إذا كان في بيته، وكذلك في التشهد (السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه)([6]). وأما بعد وفاته فَمَن سلّم عليه r فإنّ الله يَرُدّ عليه روحه؛ فيَرُدّ على الْمُسلّم السلام، كما أنّ لله تعالى ملائكةً سيّاحين يُبلّغون رسولَه سلامَ أمتِه عليه. وهنا سأُركّز على: الصلاة عليه r، وأتكلم عليها من خلال أربعة مطالب:
      المطلب الأول: وجوب الصلاة والسلام على النبيّ r.
      المطلب الثاني: معنى الصلاة عليه r، وفضْلُها، وفيه مسألتان.
      المطلب الثالث: الإكثار مِن الصلاة على النبيّ r موجِبٌ لدوام محبته ونمائها.
      المطلب الرابع: انقسام الطوائف تجاه هذا الواجب، وباعتبارات، وبيان وسطية أهل السنة.
المطلب الأول: وجوب الصلاة والسلام على النبيّ r:
      قد أمَرَ الله U عِبادَه المؤمنين بالصلاة والسّلام على نبيِّنا محمدٍ r، لتزكوَ به نفوسُنا، وتصلُح به أحوالُنا([7])؛ فقال وهو يُحتّم ذلك: ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ   ﭶ  ﭷﭸ  ﭹ  ﭺ   ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  [سورة الأحزاب: ٥٦].
      « وَالإِجْمَاع مُنْعَقِد عَلَى أَنَّ فِي هَذِهِ الآيَة مِنْ تَعْظِيم النَّبِيّ r وَالتَّنْوِيه بِهِ، مَا لَيْسَ فِي غَيْرهَا »([8]).
      قال الحافظ ابن كثيرٍ –رحمه الله- في تفسير الآية: « والمقصود مِن هذه الآية: أنّ الله سبحانه أخبَر عِباده بِمنـزلة عَبدِه ونبِيّه عندَه في الْملأ الأعلى، بأنّه يُثنِي عليه عند الملائكة الْمقرّبين، وأنّ الملائكة تُصلِّي عليه. ثم أمَر تعالى أهل العالم السّفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالَمَين العُلوي والسّفلي جميعًا »([9]).
      وقد جاءت أحاديث بالأمر بِهما، وذِكر كيفية ذلك r، فمنها:
      أولا: حديث عَبْد الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ t فَقَالَ: « أَلا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً؟ إِنَّ النَّبِيَّ r خَرَجَ عَلَيْنَا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ:  " فَقُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "([10]).
      ثانيًا: وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا السَّلامُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَآلِ إِبْرَاهِيمَ "([11]).
      ثالثًا: وعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيّ t، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " ([12]).
      وفي الصلاة عليه r يُصلّى على آله، كما علّمنا الرسول r، ومعنى آله r -على القول الصحيح- هم: أزواجه وذرِّيتُه وكلّ مسلم ومسلمةٍ مِن نسل عبد الْمُطلب، وهُم مَن تَحرُم عليهم الصدقة([13]).
      ومعنى ذريته: هم جميع ولدِه وولَدِ ولَدِه الذين عقبوا إلى أنْ يرِث الله الأرض ومَن عليها.
      رابعًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r، قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ "([14]).
      ولقد روى أحاديث الصلاة عليه r عددٌ كبيرٌ من الصحابة y، قال العلامة ابن القيّم –رحمه الله-: « الفصل الأول: فيمَن روَى أحاديثَ الصلاة على النبِيّ r عنه: روَاها ... »([15])؛ فذَكر اثْنَيْن وأربعين صحابِيًّا مجملا، ثم لَمّا جاء لِذكر أحاديثهم والكلام عليها مفصّلة أَوْرَد أحاديث أربعة وأربعين صحابيًّا (بزيادة أحاديث لثلاثة من الصحابة، وعدم ذكر حديث واحدٍ من الاثنين والأربعين)([16]). وقد أجاد في ذلك وأفاد.
      وبدَأ هذا التفصيل بقوله: « أما حديث ..(فلان) فحديث صحيح رواه مسلم..إلخ.
      ثم إنه قد ذكر الحافظ ابن حجر –رحمه الله- أنّ حَاصِل مَا وَقَفَ عَلَيْهِ في حُكْم الصلاة عليه r مِنْ كَلام الْعُلَمَاء، عَشَرَة مَذَاهِب:
      أَوَّلهَا: قَوْلٌ بأنَّهَا مِنْ الْمُسْتَحَبَّات، وَادَّعَى صاحبُه الإِجْمَاع عَلَى ذَلِكَ. ثَانِيهَا: مُقَابِله وَهُوَ نَقْل الإِجْمَاع عَلَى أَنَّهَا تَجِب فِي الْجُمْلَة بِغَيْرِ حَصْر، لَكِنْ أَقَلّ مَا يَحْصُل بِهِ الإِجْزَاء مَرَّة. ثَالِثهَا: تَجِب فِي الْعُمْر فِي صَلاة أَوْ فِي غَيْرهَا، وَهِيَ مِثْل كَلِمَة التَّوْحِيد. رَابِعهَا: تَجِب فِي الْقُعُود آخِر الصَّلاة بَيْن قَوْل التَّشَهُّد وَسَلام التَّحَلُّل، قَالَهُ الشَّافِعِيّ وَمَنْ تَبِعَهُ. خَامِسهَا: تَجِب فِي التَّشَهُّد. سَادِسهَا: تَجِب فِي الصَّلاة مِنْ غَيْر تَعْيِين المحلّ. سَابِعهَا: يَجِب الإِكْثَار مِنْهَا مِنْ غَيْر تَقْيِيد بِعَدَد. ثَامِنهَا كُلَّمَا ذُكِرَ قَالَهُ الطَّحَاوِيّ وَجَمَاعَة مِنْ الْحَنَفِيَّة وَالْحَلِيمِيّ وَجَمَاعَة مِنْ الشَّافِعِيَّة، وَقَالَ ابْن الْعَرَبِيّ مِنْ الْمَالِكِيَّة إِنَّهُ الأَحْوَط، وَكَذَا قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ. تَاسِعهَا: فِي كُلّ مَجْلِس مَرَّة، وَلَوْ تَكَرَّرَ ذِكْرهُ مِرَارًا، حَكَاهُ الزَّمَخْشَرِيّ. عَاشِرهَا: فِي كُلّ دُعَاء حَكَاهُ أَيْضًا([17]). وقد نسَبَ كلّ قولٍ إلى صاحبه، وحذَفتُ أسماءهم هنا اختصارًا.
      قال الإمام الشافعي –رحمه الله- ذَاكِرًا وُجوب الصلاة عليه r في التشهد: « فرَض الله U الصلاة على رسوله r، فقال: ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ   ﭶ  ﭷﭸ  ﭹ  ﭺ   ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  (قال الشافعي) فلم يكن فَرْضُ الصلاة عليه في موضع أولى منه في الصلاة، ووَجَدنا الدلالة عن رسول الله r بِما وصَفْت مِن أنّ الصلاة على رسوله r فرضٌ في الصلاة ». والله تعالى أعلم([18]).
      وقال محمد بن الحسين الآجري الشافعي -رحمه الله-: « ... ثم فرَض على خلقه أنْ يُصلّوا على رسوله r، وأعلَمَهم أنّه يُصلّي عليه هو وملائكته تشريفًا له، فقال جل ذكرُه: ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ   ﭶ  ﭷﭸ  ﭹ  ﭺ   ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  فَصَلّى الله عليه وسلّم، وعلى أهله أجمعين، في الليل والنهار، صلاة له فيها رضى، ولنا بِها مغفرة مِن الله، ورحمة إن شاء الله، وعلى آله الطيبين، ولا حرَمَنا الله النظر إليه، وحشَرَنا على سنته، والاتباع لِما أمر، والانتهاءَ عما نَهى، واعلموا -رحمنا الله وإياكم-: لو أنّ مصلِّيًا صلّى صلاةً فلم يُصَلّ على النبي r فيها؛ في تشهده الأخير، وجَب عليه إعادة الصلاة »([19]).
      وكلامه الأخير هذا هو مذهب الشافعي –رحمه الله-، والقول بوجوب الصلاة عليه r في التشهد الأخير هو القول الصحيح، وإنْ شُنّع على الشافعي عليه([20]).
      فالآية الكريمة السابقة أوجَبَت على الأمة الْمحمدية الصلاة والسلام عليه، وقد تكلّم العلماء –رحِمَهم الله- عن هذا الواجب، وبيّنوا أنه على قسمين، قسم مُطلَق يَجِبُ الإتيان به ولو مرّة في العمر، امتثالا لِهذه الآية، وذلك لأنّ الماهية تَحْصُل بالْمرّة، والأمر المطلق لا يقتضي تكرارًا، قال القرطبي –رحمه الله- في تفسير آية الباب في فاتحة المسائل الخمسة التي ذكَرها: « الأولى: قوله تعالى: ﭸ  ﭹ  ﭺ   ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ أمَر الله تعالى عبادَه بالصلاة على نبيِّه محمدٍ r دون أنبيائه تشريفًا له، ولا خلاف في أنّ الصلاة عليه فَرْضٌ في العمر مرة، وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يَسَع تركُها، ولا يَغْفَلُها إلا مَن لا خير فيه. الزمخشري: فإنْ قلت: الصلاة على رسول الله r واجبةٌ أم مندوبٌ إليها؟ قلت: بل واجبة. وقد اختلفوا في حال وجوبِها، فمنهم مَن أوجَبَها كُلّما جرَى ذكرُه، وفي الحديث: "مَن ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فدخل النار فأبعده الله([21])"، ... ومنهم مَن قال: تَجِب في كلّ مجلس مرة، وإنْ تكرّر ذكرُه، كما قال في آية السجدة، وتشميت العاطس. وكذلك في كلّ دعاء في أوله وآخره. ومنهم مَن أوجَبَها في العُمر. وكذلك قال في إظهار الشهادتين. والذي يقتضيه الاحتياط: الصلاة عند كلِّ ذِكرٍ، لِما ورَد من الأخبار في ذلك »([22]).
      وقِسم آخر يَجبُ في حالات، وقد اختلفوا في كثيرٍ من مواطن هذا النوع؛ فرأى بعضُهم أنّ الصلاة والسلام عليه فيها مشروعة مستحبة لا واجبة، بينما ذكَر الآخرون أنّها أوكَدُ من المستحبات والمندوبات، وأنّ القيام بِها من الأمور الواجبات، ومِن أحسن مَن تطرّق إلى هذه المواضع وبيّنها ورجّح ما رآه راجحًا بدليله في كل موضع: العلامةُ ابنُ قيّم الجوزية –رحمه الله- في الباب الثالث الذي عقَدَه في كتابه (جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام r لبيان مواطن الصلاة على النبيّ r التي يتأكد طلَبُها إمّا وجوبًا، وإما استحبابًا مُؤَكّدًا([23])، فذَكر واحدًا وأربعين موطنًا.
      وسأشير هنا إلى بعض هذه المواطن للتمثيل بِها:
      الموطن الأول: وقد وصَفَه العلامة ابن القيّم –رحمه الله- بأنّه أهَمّ هذه المواطن وآكدها. وهو في الصلاة في آخر التشهد، وهو مشروعٌ بالإجماع، مع اختلافٍ في وجوبه([24]). والراجح الوجوب. وقد سبق دليله. الموطن الثاني: في التشهد الأول. الموطن الثالث: صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية. الموطن الرابع: عند ذِكره r؛ كُلّما ذُكر اسمه، حتى قال العلامة ابن القيّم –رحمه الله- حاكيًا أدلة مَن قال بوجوبه في هذا الموطن « وأيضًا: فَمَن ذكر النبي r، أو ذُكر عنده فلم يُصلّ عليه فقد جفاه، ولا يجوز لِمسلم جفاؤُه »([25]). وذَكر أثرًا مرسلا لذلك، وبيّن أنه لو ترَكْنا هذا المرسل فإننا نعمل بأصوله وشواهده التي سَمّتْ تارك الصلاة عليه عند ذكره بخيلا وشحيحًا، وكذلك الذي دَعَت عليه أنْ يُلصق أنفُه بالرغام (التراب)، وأنّ هذا من موجبات جفائه. وجفاؤه «منافٍ لكمال حُبّه، وتقديم محبته على النفس والأهل والمال، وأنه أولى بالمؤمن من نفسه»([26]).
      وقال العلماء –رحمهم الله-: «فلَما كانت محبتُه فرضًا، وكانت توابعُها من الإجلال والتعظيم والتوقير، والطاعة، والتقديم على النفس، وإيثاره بنفسه بحيث يَقِي نفسه بنفسه = فرْضًا؛ كانت الصلاة عليه r إذا ذُكر مِن لوازم هذه الأحبية وتَمامها»([27]).
      ثم بعد ذكره لأدلة القائلين بوجوب الصلاة عليه عند كلِّ ذِكرٍ له، ذكَر اثنَي عشر دليلا واعتبارًا لنفاة ذلك. وكلّ وجهٍ منهما له قوتُه، ولم يُرجّح العلامة أيًّا منهما([28]). الموطن الخامس: في الخُطَب. الموطن السادس: بعد إجابة المؤذن وعند الإقامة. الموطن السابع: عند الدعاء. الموطن الثامن: عند اجتماع القوم قبل تفرقهم. الموطن التاسع: وعند الوقوف على قبره، وقد سبق معنا الحديث. الموطن العاشر: يوم الجمعة. الموطن الحادي عشر: أول النهار وآخره([29]).
المطلب الثاني: معنى الصلاة عليه r، وفضْلُها، وفيه مسألتان:
     المسألة الأولى: معنى الصلاة على النبي r.
     المسألة الثانية: فضل الصلاة على النبي r.
المسألة الأولى: معنى الصلاة على النبي r:
      الصلاة في اللغة: معناها الدعاء، قال تعالى في الأمر بالدعاء للمؤمنين: ﮢﮣ     ﮧﮨ   [التوبة: ١٠٣]  وقال في النهي عن الدعاء للكفار: ﯚﯛ       [التوبة: ٨٤] ([30]).
      وصلاة الله تعالى على عبده: حسن ثنائه له، وهي نوعان: عامة؛ وهي: صلاتُه سبحانه على عباده المؤمنين،  [الأحزاب: ٤٣]. وخاصة، وهي على أنبيائه ورسله، خصوصًا خاتمهم وخيرهم نبينا محمد([31])  r، ﭷﭸ   [الأحزاب: ٥٦]. آية الباب.
      وليست صلاة الله على عبده رحمته ومغفرته، وقد ردّ العلامة ابن القيّم –رحمه الله- على هذا الزعم بخمسة عشر وجهًا([32]).
     والصلاة على الرسول r من العبد هي دعاؤه وسؤاله الله أنْ يُثنِي عليه.  قال البخاري –رحمه الله-: «بَاب قَوْلِهِ:ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ   ﭶ  ﭷﭸ  ﭹ  ﭺ   ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  [سورة الأحزاب: ٥٦]. قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ صَلاةُ اللَّهِ: ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلائِكَةِ، وَصَلاةُ الْمَلائِكَةِ الدُّعَاءُ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﭵ     يُبَرِّكُونَ»([33]).
      وقال العلامة ابن القيّم –رحمه الله-: «الأربعون: أنّ الصلاة عليه r من العبد هي دعاء، ودعاء العبد وسؤاله من ربّه نوعان: أحدهما: سؤاله حوائجه ومهماته، وما ينوبه في الليل والنهار، فهذا دعاء وسؤالٌ، وإيثارٌ لِمحبوبٍ العبد ومطلوبه. الثانِي: سؤاله أنْ يُثنِي على خليله وحبيبه، ويزيد في تشريفه وتكريمه، وإيثاره ذكره، ورفعه، ولا ريب أنّ الله تعالى يُحبّ ذلك، ورسوله يُحِبّه r، فالْمُصلّي عليه r قد صرَف سؤاله ورغبته وطلبه إلى محابّ الله تعالى ورسوله، وآثر ذلك على طلبه حوائجَه ومحابَّه هو، بل كان هذا المطلوب مِن أحبّ الأمور إليه وآثرها عنده، فقد آثر ما يُحبُّه الله ورسوله على ما يُحبّه هو، فقد آثر الله ومحابّه على ما سواه، والجزاء من جنس العمل؛ فَمَن آثر الله على غيره، آثرَه الله على غيره، ..»([34]).
      وأشار البيهقي –رحمه الله- إلى معنى التعظيم زيادة على ما تقدم من المعانِي، فقال: «فصل: في معنى الصلاة على النبي r، والسلام والمباركة والرحمة: قَالَ الْحَلِيمِيّ -رحمه الله-: أما الصلاة باللسان فهي التعظيم، .. فَإذا قُلنَا: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد) فإنما نُريد به: اللَّهُمَّ عَظِّمْ مُحَمَّدًا؛ فِي الدُّنْيَا بِإِعْلاءِ ذِكْره، وَإِظْهَار دعوته، وَإِبْقَاء شَرِيعَته، وَفِي الآخِرَة بِتَشْفِيعه فِي أُمَّته، وَإِجْزَالِ أجره ومَثُوبَته، وَإِبْدَاء فَضِيلَته للأولين والآخرين بِالْمَقَامِ الْمَحْمُود، وتقديمه على كافة المقربين في اليوم المشهود. وهذه الأمور وإنْ كان الله تعالى قد أوجَبَها للنبي r، كان كلّ شيءٍ منها ذا درجات ومراتب، فقد يجوز إذا صلى عليه واحدٌ مِن أمته، فاستجيبَ دعاؤُه فيه: أنْ يزداد النبي r بذلك الدعاء في كلّ شيءٍ مما سَمّينا رُتبةً ودَرَجَةً، ولقد كانت الصلاة عليه مما يقصد بها قضاء حقه، ويتقرب بإكثارها إلى الله تعالى. ويدلّ على أنّ قولنا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد صلاة منا عليه: لأنا لا نَملك إيصال ما يَعظُم به أمرُه، ويعلُو به قَدْرُه إليه، وإنما ذلك بيد الله تعالى؛ فصح أن صلاتنا: عليه الدعاء له، وابتغاؤه من الله U له»([35]).
      ويَجمع هذه الْمعانِي شيخ الإسلام –رحمه الله- فيقول: «.. فمن ذلك: أنه أمر بالصلاة عليه والتسليم بعد أنْ أخبَر أنّ الله وملائكته يُصلّون عليه. والصلاة عليه: تتضمن ثناء الله عليه، ودعاء الخير له، وقربته منه، ورحمته له. والسلام عليه: يتضمن سلامته من كل آفة، فقد جَمعت الصلاة عليه والتسليم: جميع الخيرات. ثم إنه يُصلي سبحانه عشرًا على مَن يُصلّي عليه مرة واحدة حَضًّا للناس على الصلاة عليه؛ ليسعدوا بذلك، وليرحَمَهم الله بِها »([36]).
             المسألة الثانية: فضل الصلاة على النبي r:
      أما عن فضل الصلاة على النبي r فقد ورد ذلك في عدة أحاديث في صحيح مسلم وغيره([37])، وسأشير إلى بعضها هنا، كما أنّ بعضَها الآخر قد تقدم ذِكرُها. فمِن هذه الفضائل:
      أولا: صلاةٌ بصلواتٍ مِن الله تعالى: ويَدلّ عليه عدةُ أحاديث، منها:
      حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r، قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا "([38]).
      وعَنْ أَبِي طَلْحَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبُشْرَى فِي وَجْهِهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهِكَ، فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: أَمَا يُرْضِيكَ، أَنَّهُ لا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا "([39]).
      وتقدم حديث عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو t، وفيه: قول الرّسُول r: " إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، وَصَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، .. "([40]). وكفى بصلاة الله على العبد منقبة وفضلا.
      ثانيًا: كفاية الهموم ومغفرة الذّنوب، ويدلّ عليه حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ t المتقدم، وفيه قول أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ فَقَالَ: " مَا شِئْتَ "، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: " مَا شِئْتَ؛ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "، قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: " مَا شِئْتَ؛ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: " مَا شِئْتَ؛ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ "، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: " إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ "([41]).
      إلى غير ذلك من الفضائل مِما جاءَت في الأحاديث؛ مِن أنّ الذي يُصلّي عليه r يستفيدها، مثل رفع درجاته وحط سيئاته، وكذلك نيل شفاعته r، وانتفاء الوصف بالبخل والجفاء عن الْمصلّي عليه عند ذكره، وأنّ الصلاة عليه طُهرَة مِن لَغْو المجلس، كما أنّه سبَبٌ لإجابة الدعاء، وغير ذلك.
      وكثيرٌ ممن كَتَبوا في الصلاة عليه r عَنْوَنوا مُدوَّناتِهم بـ(فضل الصلاة على ... ([42])، كما في أول الحواشي)، وقد استنبطوا طائفة من الفوائد والثمرات التي تحصل بالصلاة على الرسول r، وقد أوصَلها العلامة ابن القيّم –رحمه الله- إلى أربعين فائدة، قال: «الباب الرابع: في الفوائد والثّمرات الحاصلة بالصّلاة عليه r »([43]).
      ومُلخصها:
      امتثال أمر اللّه سبحانه وتعالى. هذه هي الفائدة الأولى. الثّانية: موافقتُه سبحانه في الصّلاة عليه r، وإن اختلفت الصّلاتان. الثّالثة: موافقة ملائكته فيها. الرّابعة: حُصولُ عَشر صلوات من اللّه على المصلّي مرّة. الخامسة: أنّّه يُرفعُ له عَشرُ درجات. السّادسة: أنّّه يُكتب له عشرُ حسنات. السّابعة: أنّه يُمْحى عنه عشرُ سيّئات. الثّامنة: أنّه يُرجى إجابةُ دعائه إذا قدّمها أمامه، فهي تصاعد الدّعاء إلى عند ربّ العالمين. التّاسعة: أنّها سبَبٌ لشفاعته r إذا قرنَها بسؤال الوسيلة له، أو أفردها. العاشرة: أنّها سَبَبٌ لغُفران الذّنوب. الحادية عشرة: أنّها سبَبٌ لكفاية اللّه العبد ما أهَمّه. الثّانية عشرة: أنّها سبَبٌ لِقُرب العبد منه r يوم القيامة. الثّالثة عشرة: أنّها تقومُ مقام الصّدقة لذي العُسْرة. الرّابعة عشرة: أنّها سَبَبٌ لقضاء الحوائج. الخامسة عشرة: أنّها سبَبٌ لصلاة اللّه على الْمُصلّي وصلاة ملائكته عليه. السّادسة عشرة: أنّها زَكاةُ للمصلّي وطهارة له. السّابعة عشرة: أنّها سببُ لتبشير العبد بالجنّة قبل موته. الثّامنة عشرة: أنّها سبَبٌ للنّجاة مِن أهوال يوم القيامة. التّاسعة عشرة: أنّها سبَبٌ لردّ النّبيّ r الصّلاة والسّلام على المصلّي والمسلِّم عليه. العشرون: أنّها سبَبٌ لتذكّر العبد ما نَسِيَه. الحادية والعشرون: أنّها سبَبٌ لطيب المجلس، وأن لا يعود حَسرة على أهله يوم القيامة. الثّانية والعشرون: أنّها سَبَبٌ لنفي الفقر. الثّالثة والعشرون: أنّها تَنفي عن العبد اسم البخل إذا صلّى عليه عند ذكره r. الرّابعة والعشرون: نجاتُه من الدّعاء عليه بِرُغم الأنْف إذا تَرَكَها عند ذِكره r. الخامسة والعشرون: أنّها ترمي صاحبها على طريق الجنّة وتخطىء بتاركها عن طريقها. السادسة والعشرون: أنّها تنجي من نَتَن المجلس الّذي لا يُذكر فيه اللّه ورسوله، ويُحمد ويُثنَى عليه فيه، ويُصلّى على رسوله r. السّابعة والعشرون: أنّها سبَبٌ لتمام الكلام الّذي ابتدىء بحمد اللّه، والصّلاة على رسوله. الثامنة والعشرون: أنّها سبَبُ لوُفور نُور العبد على الصّراط. التاسعة والعشرون: أنّه يَخرج بها العبد عن الجفاء. الثّلاثون: أنّها سبَبُ لإبقاء اللّه سبحانه الثّناء الْحَسَن للمصلّي عليه بين أهل السّماء والأرض؛ لأنّ الْمصلّي طالبٌ مِن اللّه أنْ يُثنِي على رسوله، ويكرمه ويشرّفه، والجزاء من جنس العمل، فلا بدّ أنْ يَحصل للمصلّي نوعٌ من ذلك. الحادية والثّلاثون: أنّها سبَبٌ للبَرَكَة في ذات الْمصلّي وعَمَله وعُمْره، وأسباب مصالحه، لأنّ الْمُصلّي داعٍ ربّه أن يبارك عليه وعلى آله، وهذا الدّعاء مستجابٌ، والجزاء من جنسه. الثانية والثّلاثون: أنّها سبَبٌ لنيل رحمة اللّه له، لأنّ الرحمة مِن لوازمها وموجباتِها على القول الصّحيح، فلا بدّ للمصلّي عليه من رحمة تناله. الثّالثة والثّلاثون: أنّها سبَبٌ لدوام محبّته للرّسول r وزيادتها وتضاعفها. الرّابعة والثّلاثون: أنّ الصّلاة عليه r سبَبٌ لِمحبّته للعبد، فإنّها إذا كانت سبَبًا لزيادة محبّة المصلّى عليه له، فكذلك هي سبب لمحبّته هو للمصلّي عليه r. الخامسة والثّلاثون: أنّها سبَبٌ لِهداية العبد وحياة قلبه، فإنّه كلّما أكثر الصّلاة عليه r وذكره، استولت محبّته على قلبه، حتّى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، السادسة والثّلاثون: أنّها سبَبٌ لعرض اسم الْمصلّي عليه r وذكره عنده. السّابعة والثّلاثون: أنّها سبَبٌ لتثبيت القَدَم على الصّراط، والجواز عليه. الثّامنة والثّلاثون: أنّ الصّلاة عليه r أداءٌ لأقلّ القليل مِن حقّه، مع أنّ الّذي يستحقّه لا يحصى علما ولا قدرة، ولا إرادة، ولكنّ اللّه سبحانه لكرمه رضِي من عباده باليسير من شكره وأداء حقّه. التاسعة والثّلاثون: أنّها متضمّنة لذكر اللّه تعالى وشكره، ومعرفة إنعامه على عبيده بإرساله، فالْمُصلّي عليه r قد تَضَمّنَت صلاتُه عليه ذِكرَ اللّه وذِكْرَ رسوله، وسؤالَه أن يَجزيه بصلاته عليه ما هو أهله. الأربعون: أنّ الصّلاة عليه r من العبد هي دعاء، والمصلّي عليه r قد صرف سؤاله ورغبته وطلبه إلى محابّ اللّه ورسوله، وآثر ذلك على طلبه حوائجه ومحابّه هو، بل كان هذا المطلوب من أحبّ الأمور إليه وآثرها عنده، فقد آثر ما يحبّه اللّه ورسوله على ما يحبّه هو، فقد آثر اللّه ومحابّه على ما سواه، والجزاء من جنس العمل([44]).

المطلب الثالث: الإكثار مِن الصلاة على النبيّ r موجِبٌ لدوام محبته ونمائها:
      الإكثار من الصلوات على الرسول r مِن شواهد محبته وتعظيمه ودلائل ذلك وعلاماته، لذا كلّما تكلم العلماء –رحمهم الله- عن وجوب محبة هذا النبيّ الكريم وتَطرّقُوا إلى علامات ذلك، كلّما ذكَروا علامة: الإكثار من ذكره والصلاة عليه، ضِمْنَها؛ لأنّ مَن أحبّ شيئًا أكثر مِن ذكره، ولأنّ دَوَام ذِكرِ الْمحبوب سبَبٌ لدوام المحبة وزيادتِها ونَمائها، فكما أنّ أقرّ شيءٍ لعين الْمُحِبّ رؤيةَ حبيبه، فكذلك كان أقر لقلبه ذكر محبوبه واستحضار محاسنه. وبِحَسَب قوة استحضار المحبوب وذكره في القلب يقوَى جرَيَانُه على اللسان بالمدح والثناء عليه. كما أنّ بالإعراض عن هذا الذكر والاستحضار بالقلب ينقص حبّه ولا بد، وقد تقدم بعض قول العلامة ابن القيم –رحمه الله- في ذكر فوائد الصلاة عليه r، مبيِّنًا أنّها (الصلاة عليه) موجِبٌ لدوم محبته وتضاعفها، وتمامه: «الثالثة والثلاثون: أنّها سبَبٌ لدوام محبته للرسول r وزيادتِها وتضاعُفِها؛ وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به، لأنّ العبد كلّما أكثَر من ذكر الْمحبوب واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه ومعانيه، الجالبة لِحُبّه =تَضاعَف حبُّه له، وتزايد شوقُه إليه، واستولى على جميع قلبِه، وإذا أعرَض عن ذكره وإخطاره وإخطار محاسنه بقلبه، نقَص حُبُّه من قلبه، ولا شيء أقرّ لعين الْمُحبّ من رؤية محبوبه، ولا أقرّ لقلبه من ذكره وإخطاره وإخطار محاسنه. إذا قوِي هذا في قلبه جرى لسانُه بِمدحه والثناء عليه، وذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الْحُبّ ونقصانه في قلبه، والحسّ شاهدٌ بذلك ..»([45]).
      وقال: «فهذا قلبُ المؤمن: توحيد الله، وذكر رسوله r مكتوبان فيه لا يتطرق إليهما مَحوٌ ولا إزالة، ولَمّا كانت كثرة ذكر الشيء موجبةٌ لدوام محبته، ونسيانه سببًا لزوال محبته أو ضعفها، وكان الله سبحانه هو المستحق من عباده نهاية الْحبّ مع نهاية التعظيم، .. والْمقصود: أنّ دوام الذكر لَمّا كان سببًا لدوام الْمحبة، وكان الله سبحانه أحق بكمال الحبّ والعبودية والتعظيم والإجلال = كان كثرة ذكره مِن أنفع ما للعبد،.. والمقصود أنّ دوام الذّكر سبَبٌ لدوام الْمحبة، فالذّكر للقلب كالْماء للزّرع، بل كالماء للسّمك؛ لا حياة له إلا به ..»([46]).
      وقد بيّن الشيخ الدكتور محمد بن خليفة التميمي –حفظه الله- أنّ المقصود بالذكر في القول: بأنّ مِن علامات محبته r: الإكثار من ذِكره، أنّه: الذكر المشروع، وأنّ على رأْسه:  الصلاة والسلام على النبيّ r. كما أنّه يَدخل ضِمن هذا الذكر: تعداد فضائله وخصائصه r، وما وهَبَه الله من الصفات والأخلاق والخلال الفاضلة، وما أكرَمَه به من المعجزات والدلائل. وأنّه «لا محظور في التمدّح بذلك نثْرًا وشِعرًا ما دام أنّ ذلك في حدود المشروع الذي أمَر به الشارع الكريم في نصوص القرآن والسنة، كأنْ يَتجاوز به حدود بشريته؛ فيُصرف له شيءٌ من الأمور الخاصة بالله U، كما فعَل بعضُ الغلاة في أشعارهم ومدائحهم للنبيّ r. وكذلك فإنّ من الأمور المنهي عنها: الذكر المقترن بالغناء، وأدوات اللهو، والطرَب والرّقص. وهذا الذكر البدعي هو الذي عليه أرباب الطرق والتصوف، وقد وافقهم كثيرٌ من عوام الناس ظنًّا منهم أنّ فِعْل مثل ذلك هو الطريق إلى تحقيق محبة النبي r، وهو في حقيقة فعله يُعَدّ محادة لله ورسوله، فقد تبرّأ r ممن أحدث في الدين...»([47]).
      ومن موجبات إكثار هذه الصلوات عليه أيضًا: «أنّها سببٌ لِهداية العبد، وحياةِ قلبِه؛ فإنّه كُلّما أكثَر الصلاة عليه، وذكره، استولَت محبتُه على قلبِه؛ فلا يَبْقى في قلبه معارضة لشيءٍ مِن أوامِره، فلا شكّ في شيءٍ مما جاء به، ويصير ما جاء به مكتوبًا مسطورًا في قلبِه، لا يزال يقرؤه على تعاقُب أقواله، ويقتبس الهدى والفلاح وأنواع العلوم منه، كلّما ازداد في ذلك بصيرة وقوّة ومعرفة، ازدادت صلاتُه عليه r. ولِهذا صلاة أهل العلم –العارفين بِسنّته وهديه، الْمتبعين له- عليه، خلافُ صلاة العوام عليه، الذين حظّهم منها إزعاج أعضائهم بها، ورفع أصواتِهم، وأما أتباعُه العارفون بسُنته، العالِمون بما جاء به، فصلاتُهم عليه نوعٌ آخر، فكُلّما ازدادوا فيما جاء به معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة الْمطلوبة له من الله تعالى. وهكذا ذِكر الله سبحانه، كُلّما كان العبد به أعرَف، وله أطْوَع، وإليه أحبّ، كان ذكرُه غير ذكرِ الغافلين اللاهين، وهذا أمرٌ إنّما يُعلَم بالخُبْر لا بالخَبَر، وفرقٌ بين مَن يذكُر صفات محبوبه الذي قد ملك حُبُّه جميع قلبِه، ويثني عليه بِها ويُمجّده بِها، وبين مَن يَذكرها إما إثارة، وإما لفظًا ولا يَدري ما معناه لا يُطابِق فيه قلبُه لسانه، كما أنّه فرقٌ بين بكاء النائحة وبكاء الثَّكلى، فذِكرُه r وذِكر ما جاء به، وحمد الله تعالى على إنعامه علينا ومنّه بإرساله، وهو حياة الوجود وروحه»([48]).
      والمقصود: أنّ الصلاة على رسول الله r سببٌ لزيادة محبته، وأنّ شدة محبته تحمل الازدياد من الصلاة عليه. والله أعلم.
المطلب الرابع: انقسام الطوائف تجاه هذا الواجب، وباعتبارات،
وبيان وسطية أهل السنة في ذلك:
      المسلمون في أداء حق الصلاة والسلام على النّبِيّ محمدٍ r، وعلى الوجه الْمشروع بصِيَغِه المشروعة طرَفان ووسط. والصِّيَغ المشروعة هي الآمان من المخالفة الشرعية، وهي الصيغة النبوية التي علّمها الصحابة y، والصيغتان المختصرتان المأثورتان عن السلف قاطبة، وهما: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام.
      ومن الجفاء مَوقف بعض الْجُفاة الفرادى تجاهه r؛ في بُخْلِهم عن الصلاة عليه عند ذِكْره، وقد قال شيخنا الشيخ عبد المحسن البدر –رحمه الله- في هذا الْمعنى: «ومِن حَقّه على أمته r أنْ تكون الألسنة رطَبَةً بالثناء عليه بكلّ ما يليق به، مع الحذر مِن الغُلوّ الذي لا يرضاه الله ولا رسولُه، وبالثناء على سنته، وإيضاح محاسنها، وبيان ضرورة الناس إلى التمسك بِها، وأن تكون الألسنة رطَبَة بالصلاة والسلام عليه r وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان، والبخيل حقّ البُخل مَن ذُكر عنده النبِيُّ r فلم يُصلّ عليه، وأرغم الله أنفَ مَن ذُكر عنده النبِيّ r فلم يُصلّ عليه، وأبخل ممن يبخل بالدرهم والدينار مَن يبخل بالصلاة والسلام على النبِي r عند ذكره، صلوات الله وسلامه الأتمان الأكملان عليه، وعلى آله وأصحابه، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين»([49]).
      وأما عن موقف الغلاة في هذا، فيَلزَم لغُلُوّهم فيه عند الصلاة عليه وغيره جفاءَ شريعته، كما سيأتِي في النماذج الآتية.
      وأهَمّ صُوَر الغلوّ والجفاء في هذا الباب:
      أولا: الصلاة والسلام عليه بغير المشروع مما فيه الإطراء والغلو المنهي عنه، والمخالفة لشريعته([50]). ثانيًا: تقييد هذه العبادة بأعدادٍ لم يَشْرَعْها الله سبحانه ولا رسولُه r. ثالثًا: تحديد ذلك بأمكنة لم يَخصها الله ولا رسوله. رابعًا: تحديدُ أزْمِنَةٍ للقيام بِها لَم تُحدّدها الشريعة.
      وقد جمَع هذه الأمور وغيرَها من المخالفات الشرعية في بقية أبواب الدين: الكتابُ الشهيرُ الذي كانت المبتدعة مُولعين بقراءته، وهو ما يُسمى بكتاب (دلائل الخيرات، وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار)؛ ففيه الكيفيات المبتدعة في الصلاة والتسليم عليه r والتي فيها مجاوزة حدّ الشريعة فيه، بالوقوع في المحذور الذي لا يرضاه الله ولا رسوله. وفيه كذلك الأحاديث الموضوعة والضعيفة جدًّا في فضل الصلاة عليه.
      ومن النماذج لكيفيات الصلوات المبتدعة في كتابه هذا:
      أولا: قول الْجَزولِي: (اللهم صلّ على من تفتقت من نوره الأزهار. اللهم صلّ على مَن أخضرت من بقية وضوئه الأشجار، اللهم صلّ على مَن فاضت من نوره جميعُ الأنوار )([51]).
      ثانيًا: وقوله: (اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من الصلاة شيءٌ([52])، وارحم محمدًا وآل محمد حتى لا يبقى من الرّحمة شيءٌ، وبارك على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من البَرَكة شيءٌ، وسلّم على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من السلام شيء )([53]).
      ثالثًا: وقوله: (اللهم صلّ على سيّدنا محمد بحر أنوارك، ومعدن أسرارك، ولسان حجتك، وعروس مملكتك، وإمام حضرتك([54])، وطراز ملكك، وخزائن رحمتك ... إنسان عين الوجود، والسّبب في كلّ موجود )([55]).
      رابعًا: وقوله: (اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ما سَجَعت الحمائم، وحَمَت الحوائم، وسرَحَت البهائم، ونفعت التمائم، وشُدّت العمائم، ونَمَت النوائم)([56]).
      وقد أورَد هذه النماذج الأربعة شيخنا الشيخ عبد المحسن البدر في كتابه (فضل الصلاة على النبي r وبيان معناها، وكيفيتها، وشيءٌ مما أُلّف فيها)، وعلّق على الثانِي بقوله: «فإنّ قوله حتى لا يبقى من الصلاة والرحمة والبركة والسلام شيءٌ مِن أسوأ الكلام، وأبطل الباطل؛ لأنّ هذه الأفعال لا تنتهي. وكيف يقول الجزولِي: حتى لا يَبقى من الرحمة شيءٌ، والله تعالى يقول:          ﭨﭩ  [الأعراف: ١٥٦] »([57]).
      وأما الرابع ففيه الإشادة بالتمائم وحثٌّ عليها، مع أنّها محرّمة بنصّ المصطفى r ([58]).
      وأضيف هنا بعض النماذج من هذا الكتاب:
      خامسًا: قول الجزولِي: (اللهم صلّ على كاشِف الغُمّة، اللهم صلّ على مُجْلِي الْظُلمة، اللهم صلّ على مولِي النّعمة، اللهم صلّ على مؤتِي الرّحمة ...)([59]).
      سادسًا: وذكَر الجزولي أنّ مِن أسْماء النبي r على زعمه: مُصحّح الحسنات، مقيل العثرات([60])، كما زعَم أنّ من ذلك: كاشف الْكُرَب، ورافِع الرّتَب([61]). وهذه في الحقيقة صفات الله تعالى.
      سابعًا: قوله: (اللهم إنا نستشفع به إليك؛ إذْ هو أَوْجَه الشّفعاء إليك، ونقسِم به عليك؛ إذْ هو أعظم مَن أقسم بحقه عليك ..)([62]).
      ففي ما سبق من الكيفيات من التكلف والغلو في النبي r الذي لا يرضاه الله ولا رسوله، كما أنّ فيه المخالفات الشرعية، كمسألة التمائم.
      وهذا بالنسبة لِهذا الكتاب فقط، وكُتُب الأذكار والصلوات على النبي r الحاوية للمخالفات الشرعية كثيرة جدًّا، فقُل مثلما قيل هنا فيما فيها من المخالفات.
      والمبتدعة من الرافضة والصوفية القبورية كثيرًا ما تَجدهم يُكثرون الصلاة على النبي r من إنشاءاتِهم الحاوية للكثير والكثير من المخالفات والشركيات والغلو والمجاوزات، فيُضيّعوا حقوق الله تعالى، ويخالفوا رسوله r بدَعوى محبتهم له –والله المستعان!
      وما تقدم ليُؤكّد وجوب الالتزام بالألفاظ الشرعية في الصلاة على النبي r، بل وعموم باب الأذكار ليحصل السلامة من الوقوع في المخالفات الشرعية. وهذا الذي عليه أهل السنة والجماعة، والذين كان سلَفُهم الصحابة القائلين: فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ والذين قال الرّسُول r لأحَدهم بعدما رَدَّد الذكر الذي علّمه إياه ليَسْتَذْكِرَهُنَّ، فقَالَ: (آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ)  قَالَ له: " قُلْ آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ "([63]).
      فالصحابة ومتبعوهم مِن أهل السنة يتقيّدون بالصيغة النبوية السابقة، لأنها الفُضلى الكاملة الآمنة، والتي الفائدة للأخذ بِها مُحَقّقة، والْمَضرّة عنها منتفية، ولا يَرغبُون عن هذه الصيغة. كما أنّهم أجْمعُوا على صيغَتَين أُخْريَين في باب الصلاة على النبي r، وهما: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام، وقد امتلأ بِهما كُتُب الحديث، ويَجمعان بين المأمور به من الصلاة والسلام عليه([64]) r.
فاللهم يا ولي يا حميد يا مجيد، فاجعلنا –بِما أكثرنا مِن الصلاة على عبدِك ورسولِك محمدٍ r- مِن أوليائك الْمحبين لرسولك، الصالحين، فنزداد بِهذه الصلوات حُبّنا له، ويزيدُنا حبُّنا له إكثارًا لِهذه الصلوات الطيبات المباركات، واجعلنا مِن الذين يَشفعُ فيهم نبيُّهم يوم تبيضُّ وجوه، وتسودُّ وجوه!  يا رحمن يا رحيم!!
*** ** ** *** ** ** ***
والله تعالى أعلم.
حرره واستله من رسالة موقف المنتسبين إلى الإسلام من عبد الله ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
راجي عفو ربه الغفور: أبو بكر حمزة.




([1]) للاستزادة انظر: كتاب الشريعة للآجري، وشُعب الإيمان للبيهقي، (ج2/ فصل في معنى الصلاة على النبي r والْمباركة والرحمة، تحت الشعبة الخامسة عشرة: في تعظيم النبي r، 219-234)، وكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى، ص446-468، وجلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام r، وكتاب زهر الرياض في رد ما شنّعه القاضي عياض على مَن أوجب الصلاة على البشير النذير في التشهد الأخير، وفتح الباري لابن حجر، كتاب التفسير –سورة الأحزاب، (ج3/ 3346-3347)، و(ج4/ 4478-4489)، وكتاب فضل الصلاة على النبي r وبيان معناها وكيفيتها وشيء مما أُلّف فيها، لشيخنا الشيخ عبد المحسن البدر (ضمن مجموع كتبه ورسائله، ج6/ 59-78)، وكتاب حقوق النبي r على أمته في ضوء الكتاب والسنة، (فصل الصلاة والسلام عليه r ج2/497-572)، ومبحث وجوب الصلاة والسلام عليه r من كتاب رسالة خاتم النبيين محمد r -ضرورتُها، وطرائق إثباتِها، ولوازمها- ص461-465، وموسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم r، (الصلاة على رسول الله r، ج1/ 555-610).
([2]) انظر: جلاء الأفهام، ص534 .
([3]) انظر: المصدر نفسه، ص524.
([4]) انظرها: المصدر نفسه، ص521-536 .
([5]) انظر: المصدر نفسه، ص526 .
([6]) الحديث في الصحيحين، وقد سبق تخريجه.
([7]) انظر: جلاء الأفهام، ص497 .
([8]) قاله الحافظ ابن حجر –رحمه الله- في فتح الباري، (ج4/ص4480).
([9]) تفسير القرآن العظيم، (ج3/ ص663).
([10])  صحيح البخاري: كتاب الدعوات، بَاب الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ r، رقم: 6357، وصحيح مسلم: كتاب الصلاة، بَاب الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ r بعد التشهد، رقم: 406. وقف على شرحه الموسع في/ فتح الباري لابن حجر، (ج4/ 4478-4481).
([11]) صحيح البخاري، الكتاب والباب، رقم: 6358.
([12]) صحيح البخاري: كتاب الدعوات، بَاب هَلْ يُصَلَّى عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ r، رقم: 6360، وصحيح مسلم: كتاب وبابٌ سابقان، رقم: 407.
([13]) انظر: فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة، (ج6/ ص85، ضمن مجموع كتب ورسائل الشيخ عبد المحسن البدر). وقبله فصل الاختلاف في آل النبي r على أربعة أقوال، من كتاب جلاء الأفهام لابن القيم، وملخصها، أولا: مَن تَحرُم عليهم الصدقة، وتفرع إلى ثلاثة آراء، وهي: أنهم بنو هاشم وبنو المطلب، والرأي الثاني: أنهم بنو هاشم خاصة، والثالث: أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى بنِي غالب. والقول الثاني: هم ذرّيته وأزواجه خاصة. والثالث: هو أنّ آله r أتباعه إلى يوم القيامة. والقول الرابع والأخير: أنّ آله r هم الأتقياء من أمته، (انظرها وأدلتها ونقاشها، والترجيح فيها: جلاء الأفهام، ص236-257، وفضل أهل البيت لشيخي عبد المحسن البدر، ص85-88، والتعريف الاصطلاحي لآل البيت من كتاب: العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط لشيخنا الدكتور سليمان السحيمي –ج1/ ص55-74. ولتقف على آراء أهل السنة في أهل بيت النبي r، وآراء مفسري الشيعة مع المناقشة، انظر: 53-131 من كتاب آيات آل البيت في القرآن الكريم –الدلالات والهدايات- لمؤلفه: منصور بن حمد بن صالح العيدي ).
([14]) سنن أبي داود، وقد مرّ تخريجه، وهو صحيح.
([15]) جلاء الأفهام، ص5.
([16]) انظرها والكلام عليها من ص6-123.
([17]) انظر: فتح الباري، (ج4/ص 4478).
([18]) كتاب الأم للشافعي، (ج1/ص140).
([19])  كتاب الشريعة، ص366-367.
([20])  انظر: الجامع لأحكام القرآن، (إحالة  قادمة).
([21])  أخرج الحديث الترمذي وغيره بلفظ قريب عن أبي هريرة t (جامع الترمذي: بَاب قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ r رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ، رقم: وحسنه الترمذي وصححه الحاكم. قال محقق جلاء الأفهام: لفظة "فمات فدخل النار" غريبة جدًّا.
([22]) الجامع لأحكام القرآن، (ج17/ ص215-216)، وانظر المنهاج للنووي، ص354، وجلاء الأفهام، ص453-454.
([23]) انظر إلى هذه المواطن الأربعين، ص380-520 .
([24]) انظر جلاء: ص380 .
([25]) المصدر نفسه، ص464 .
([26]) المصدر نفسه، ص465 .
([27]) المصدر نفسه، ص466 .
([28]) انظر النِّقاش في: جلاء الأفهام ص453-472، وفتح الباري، (ج4/ ص4489).
([29]) انظر المواطن الأربعين: جلاء الأفهام، ص380-520. وبعضها في فتح الباري، (ج4/ 4489).
([30]) انظر: الصحاح، مادة صلى، ص596، ومقاييس اللغة، المادة نفسها، ص572-573، والقاموس المحيط، المادة نفسها، ص1198، وجلاء الأفهام، ص159-161.
([31]) انظر: جلاء الأفهام، ص161-163 .
([32]) انظر: جلاء الأفهام، ص16-182.
([33])  صحيح البخاري، (ج3/ص3346).
([34])  جلاء الأفهام، ص534-535 .
([35]) شُعَب الإيمان للبيهقي، (ج2/ 219-220)، ونقَل بعضه الحافظ ابن حجر في الفتح، (ج4/ص4480).
([36]) الصارم المسلول على شاتم الرسول، ص364-365.
([37]) انظر عن أحاديث فضل الصلاة: فتح الباري، (ج4/ص4488-4489).
([38]) صحيح مسلم: كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي r بعد التشهد، رقم: 408.
([39]) سنن النسائي: كتاب السهو، فَضْلُ التَّسْلِيمِ عَلَى النَّبِيِّ r، رقم: 1283، وباب الفَضْل في الصلاة عَلَى النَّبِيِّ r، رقم: 1295، حسّنه الشيخ الألباني.
([40]) الحديث في صحيح مسلم، وقد تقدم تخريجه.
([41]) الحديث في جامع الترمذي (برقم: 2457) وهو صحيح، وقد تقدم تخريجه.
([42]) انظر: قسم الدراسة من كتاب جلاء الأفهام للوقوف على عناوين المؤلفات، ص6-10 .
([43]) جلاء الأفهام، ص521.  
([44]) انظر: جلاء الأفهام، (ص521-536، بتصرّف). ونقل تسعة وثلاثين منها مؤلفوا: موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم r (ج1/ ص571-573).
([45]) جلاء الأفهام، ص525.
([46]) المصدر نفسه، ص527-530 .
([47]) حقوق النبيّ r على أمته في ضوء الكتاب والسنة، (ج1/ ص328-329).
([48]) جلاء الأفهام، ص531-532 .
([49]) من أخلاق الرسول الكريم r، ص52، ضمن كتب ورسائل عبد المحسن بن حمد البدر، (المجلد السادس).
([50]) انظر طائفة من الصلوات المتكلفة التي ابتدعها البكري المصري، ونقلها عنه يوسف بن إسماعيل النبهاني، (الشرف المؤبّد لآل محمد r. ليوسف النبهاني، ص56-58)
([51]) دلائل الخيرات، وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار، للسيد محمد بن سليمان الجزولي، ص124-125.
([52]) تكرر جزء (حتى لا يبقى من الصلاة شيء) ص289، من دلائل الخيرات للجزولي.
([53]) دلائل الخيرات، للسيد محمد بن سليمان الجزولي، ص67-68.
([54]) استمرار نسختي: وخاتم أنبيائك، صلاة تدوم بدوامك، وتبقى ببقائك ... وهذه النسخة طُبعت في كانو بنيجيريا. أما نسخة شيخنا الشيخ عبد المحسن البدر فبالزيادة التي في المتن. والذي فيه التكلف والغلو.
([55]) دلائل الخيرات، وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار، للسيد محمد بن سليمان الجزولي، ص94.
([56]) الجزولي، المصدر نفسه، ص346.
([57]) فضل الصلاة على النبي r ...، (ج6/ص74، ضمن كتب الشيخ عبد المحسن البدر وسائله).
([58]) انظر: فضل الصلاة على النبي  r (المصدر نفسه).
([59]) دلائل الخيرات، للسيد محمد بن سليمان الجزولي، ص109-110.
([60]) انظر: الجزولي، المصدر نفسه، ص31.
([61]) انظر: الجزولي، المصدر نفسه، ص35-36.
([62]) الجزولي، المصدر نفسه، ص396-397.
([63]) الحديث متفق عليه من حديث الْبَرَاء بْن عَازِبٍ t، وقد تقدم تخريجه.
([64]) انظر: فضل الصلاة على النبي r وبيان معناها وكيفيتها وشيء مما أُلّف فيها، للشيخ عبد المحسن العباد البدر، (ج6/ 66-67).

No comments:

Post a Comment

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان)

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان) Na Shehun Malami Abdul’aziz dan Abdullahi bn Baaz Allah ya yi masa rahama...