2015/02/10

خليلنا صلى الله عليه وسلم محبتُك فوق كل محبوب مخلوق (01)


المقدمة في/
بيان أنّ الإيمان ليس مُرادفًا للتصديق لا لغة ولا شَرعًا، بل هو تصديقٌ بالقول والعمل، وإنْ تُنُزّل مع الخصم فيقال: هو تصديقٌ مخصوصٌّ، كالصلاة فهي دعاءٌ مخصوصٌ([1])، فـ«الشهادة بأنّ محمدًا رسولُ الله، تتضمن: تصديقه في كلِّ مَا أخْبَر، وطاعتَه في كل ما أمر؛ فما أثْبَتَه وجَبَ إثباتُه، وما نفاه وجَبَ نَفْيُه،.. وعليهم أنْ يَفعلوا ما أمَر به، وأنْ يَنْتَهُوا عما نَهى عنه، ويُحللّوا ما حلّلَه، ويُحرّموا ما حَرّمَه؛ فلا حرَامَ إلا ما حَرّمه الله ورسولُه، ولا دِينَ إلا ما شَرَعَه الله ورسولُه»([2]). وقد فرّق العلماء بين حقوق نبيِّنا r التي هي لوازم رسالته، وبين حقوقه الزائدة على لوازم الرسالة، فقال شيخ الإسلام –رحمه الله- وهو يَذْكُر الأدلة لقتل الذمّي الذي سبّ الرسول r: الطريقة السادسة عشرة: أنّ الله سبحانه وتعالى أوْجَبَ لنبيّنَا r على القلب واللسان والجوارح حقوقًا زائدة على مجرد التصديق بنبوته، كما أوجب سبحانه على خلقه من العبادات على القلب واللسان والجوارح أمورًا زائدة على مجرد التصديق به سبحانه. وحرّم سبحانه لِحُرمة رسوله -مما يُباح أنْ يُفعل مع غيره- أمورًا زائدة على مجرد التكذيب بنبوته. فأخَذَ يُعددها فقال: فمن ذلك: أنه أمر بالصلاة عليه والتسليم بعد أنْ أخبَر أنّ الله وملائكته يُصلّون عليه. والصلاة عليه: تتضمن ثناء الله عليه، ودعاء الخير له، وقربته منه، ورحمته له. والسلام عليه: يتضمن سلامته من كل آفة. فقد جَمعت الصلاة عليه والتسليم: جميع الخيرات. ثم إنه يُصلي سبحانه عشرًا على مَن يُصلّي عليه مرة واحدة حَضًّا للناس على الصلاة عليه؛ ليسعدوا بذلك، وليرحَمَهم الله بِها. ومن ذلك: أنّه أخبَر أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم؛ فمن حقه أنْ يُحَبّ: أنْ يُؤثِره العطشان بالْماء، والجائع بالطعام، وأنّه يَجِب أنْ يُوقّى بالأنفس والأموال، كما قال سبحانه وتعالى: ﭿ    ﮌﮍ   [التوبة: ١٢٠]. فعُلم أنّ رغبة الإنسان بنفسه أنْ يُصيبه ما يُصيب رسولَ الله r من الْمشقة معه حرام. ومن حقه: أنْ يكون أحَبّ إلى الْمؤمن من نفسه، وولده، وجميع الخلق. ومن ذلك: أنّ الله أمَر بتعزيره فقال:  [الفتح: ٩]. والتعزير: اسمٌ جامعٌ لنَصْرِه وتأييده ومَنْعِه من كُلّ مَا يُؤذيه. والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة؛ من الإجلال والإكرام، وأنْ يُعامل مِن التشريف والتكريم والتعظيم بِما يصونُه عن كُلّ ما يُخْرِجه عن حَدّ الوَقَار. ومن ذلك: أنّه خَصّه في الْمخاطبة بِما يَليق به، فقال: ﭿ                  ﮃﮄ   [النور: ٦٣]. فنَهَى أنْ يَقولوا: يا محمد، أو يا أحمد، أو يا أبا القاسم، ولكن يقولوا: يا رسول الله، يا نبِيّ الله، وكيف لا يُخاطبونه بذلك، والله سبحانه وتعالى أكْرَمَه في مخاطبته إياه بِما لم يُكرم به أحَدًا من الأنبياء، فلم يَدْعُه باسْمه في القرآن قط، بل يقول:        [الأحزاب: ٥٠].   ﭿ ﮁﮂ  [المائدة: ٦٧].      [المزمل: ١].       [المدثر: ١].  مع أنه سبحانه قد قال:  [البقرة: ٣٥]. ... ومن ذلك: أنّه حَرّم التّقدّم بين يَدَيه بالكلام حتى يأْذَن، وحَرّم رَفْعَ الصوت فوق صوته، وأنْ يَجْهَر له بالكلام كما يجهر الرجل للرجل. وأخبَر أنّ ذلك سبَبُ حُبُوط العمل. فهذا يَدُل على أنّه يَقتضي الكفر؛ لأنّ العمل لا يحبط إلا به. وأخبَر أنّ الذين يَغُضّون أصواتَهم عنده هم الذين امْتَحَنَت قلوبَهم للتقوى، وأنّ الله يَغفر لَهم ويَرحَمهم. وأخبَر أنّ الذين يُنادونه وهو في منـزله لا يعقلون؛ لكونِهم رفعوا أصواتَهم عليه، ولكونِهم لم يَصبروا حتى يخرج، ولكن أزعجوه إلى الخروج. ومن ذلك: أنّه حرّم على الأمة أنْ يُؤْذُوه بِما هو مباحٌ أن يعامل به بعضهم بعضًا تَمييزًا له؛ مثل نكاح أزواجه من بعده. وأوْجَبَ على الأمة لأجله احترام أزواجه، وجعلهن أمهات في التحريم والاحترام. وأما ما أوجبه من طاعته والانقياد لأمره والتأسي بفعله، فهذا بابٌ واسعٌ، لكن ذاك قد يقال: هو من لوازم الرسالة. وإنما الغرض التنبيه على بعض ما أوجَبَه الله له من الحقوق الواجبة والمحرمة، مِما يَزيد على لوازم الرسالة؛ بِحيث يَجوز أن يَبْعَث الله رسولا، ولا يوجب له هذه الحقوق. ومن كرامته المتعلقة بالقول: أنه فرق بين أذاه وأذى المؤمنين. ومن ذلك: أنّ الله رفَع له ذِكرَه؛ فلا يُذكَر الله سبحانه إلا ذُكر معه، ولا تَصِحّ للأمة خطبةٌ ولا تَشَهّدٌ حتى يَشهَدوا أنّه عبدُه ورسولُه، وأوجَبَ ذِكْرَه في كُلّ خُطبَةٍ، وفي الشهادتَين اللتين هما أساسُ الإسلام، وفي الأذان الذي هو شعارُ الإسلام، وفي الصلاة التي هي عمادُ الدين، إلى غير ذلك من المواضع. هذا إلى خصائص له أخر يطول تعدادها ([3]).
      وبعد، فقد قصَدتُ بهذا البحث أحَدَ حقوق رسولِنا r التي هي لوازمُ رسالته، ألا وهو محبة الرسول الكريم، فأقول، وبالله تعالى التوفيق: محبته عليه الصلاة والسلام من مقتضيات الإيْمان به.

أما بالنسبة لـ: كون محبته عليه الصلاة والسلام من مقتضيات الإيْمان به([4]): فأقول: مَحَبَّة جَمِيع الرُّسُل مِنْ الإِيمَان؛ إلا أنّ سيّد ولد آدم رَسُول اللَّه r له محبة خاصة([5]). كما أنّ الله تعالى لم يأمر بِمحبة رسوله r فحَسْب، بل طلَب مِن العباد جعلَ الرسول r أحبّ إليهم من أهوائهم وأهليهم ومشايخهم ومعظميهم، ووالديهم وأولادهم بل وأنفسهم والناس أجمعين، ويقتضي ذلك تقديْمُـه على أيّ أحد، وحتى على النفس التي بين جنبَي الإنسان، -وسيأتِي بيانُ السرّ لِهذه الأحبية إنْ شاء الله تعالى-. فقد نفى الله الإيمان، وفسّق الذي لم يحقق الأحبية لرسول الله r على كلّ أحد؛ فَمَن اعتقد أنّ هدي أحدٍ أكمل مِن هديه r، أو رأى أنّه مثله تمامًا؛ فأوجب تقديم الأكمل، أو جوّز الأخذ بأحد المتساويَين، فهذا يدخل في الناقض الرابع من نواقض إيمان العبد([6]).
      وأيضًا فَمن أبغض الرسول r نفسَه، أو أبغض شيئًا مما جاء به، فإنّ الله يُحبط عمَلَه، وهذا يدخل في الناقض الخامس([7])!
      ومن لم يحقق أحبية الرسول r على المحبوبات المخلوقة؛ فأحبّ نفسه مثلا فوق محبته، فهذا غير كامل الإيمان بل ناقصُـه! سلّم الله إيْماننا من النقض والنقص.
      وقد أشَرتُ إلى أنَّ الأدلة الشرعية صريحة بل نصٌّ في إيجاب محبة النبي r على الأمة، وأنّها لا تقف دون أن تكون هذه الْمحبة فوق محبة النفس والأهل والمال والناس أجمعين؛ فقد أمرَنا الله U بِمحبته r أكثر من مَحابّ الدنيا الْمخلوقة جميعًا، وعلى رأسها: محبوبات الدنيا الثمانية التي ذكرها الله U بقوله: ﭻ  ﭼ      ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ   ﮂ   ﮃ  ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ      ﮈ   ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ  ﮏ   ﮐ  ﮑ  ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ  ﮖﮗ  ﮘ  ﮙ  ﮚ   ﮛ  ﮜ  ﮝ  [ سورة التوبة: ٢٤ ].
ففي الآية تقديم محبة الله ورسوله على كلّ الْمحبوبات الفانية، قال القاضي عياض: «فكفى بِهذا حضًّا وتنبيهًا ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعِظَم خطرها، واستحقاقه لها r؛ إذْ قرّع تعالى مَن كان مالُه وأهلُه وولدُه أحبّ إليه مِن الله ورسوله، وأوعدَهم بقوله تعالى:   ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ  ﮖﮗ    ثم فسَّقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنّهم ممن ضلّ ولم يهده الله»([8]). وهذا أولا.
      ثانيًا: وقال تعالى: ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯸ  [ الأحزاب: ٦ ].
فلفظة في هذه الآية بِمعنى: الموالي والْمُحبّ والناصر والأحق بِهم؛ لأنَّه أبٌ لهم = مضافةً إلى نبيِّنا محمدٍ r، لا تخرج مِن تفسيرَين، أحدِهما: أنْ تكون محبتُه ونصرتُه صادرةً منه، واقعةً على أمته؛ وعلى هذا تكون محبتُه r للمؤمنين، وقيامُه بشؤونِهم فوق محبة والدِيهم وأولادهم لَهم، فيَلزمُهم –على هذا التفسير- محبتُه r فوق محبة أنفسهم وأهليهم وأموالهم، وتفْدِيتُه بأموالهم وأنفسهم وآبائهم وأمهاتِهم، وبالناس أجمعين مقابلة لإحسانه، وقد أشار الشيخ السعدي -رحمه الله تعالى- إلى هذه النتيجة وهذا الْمعنى في آخر تفسيره للآية، حيث قال: «يُخبِر تعالى المؤمنين خبَرًا يعرفون به حالة الرسول r ومرتبتَه، فيعاملونه بِمقتضى تلك الحالة، فقال: ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ أقرب ما للإنسان، وأولى ما له نفسُه، فالرسول أولى به مِن نفسه؛ لأنّه -عليه الصلاة والسلام-، بذَل لهم مِن النصح، والشفقة، والرأفة، ما كان به أرحم الخلق وأرأفهم، فرسول اللّه أعظم الخلق مِنَّةً عليهم مِن كلِّ أحدٍ، فإنّه لم يصلْ إليهم مثقالُ ذرَّةٍ من الخير، ولا اندفع عنهم مثقالُ ذرة مِن الشرِّ، إلا على يديه وبسببه؛ فلذلك؛ وجَب عليهم إذا تعارض مرادُ النفس، أو مرادُ أحدٍ من الناس مع مراد الرسول، أنْ يُقدَّم مرادُ الرسول، وأنْ لا يُعارَض قولُ الرسول بقول أحدٍ -كائنًا مَن كان-، وأنْ يُفدوه بأنفسهم وأموالهم وأولادهم، ويقدموا محبته على الخلق كلِّهم، وألا يقولوا حتى يقول، ولا يتقدموا بين يديه. وهو r أبٌ للمؤمنين، كما في قراءة بعض الصحابة، يُربِّيهم كما يُربِّي الوالدُ أولادَه»([9]). وهذا التفسير ظاهِرٌ.
التفسير الثاني: أنْ تكون لفظة ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ صادرةً مِن المؤمنين، واقعةً عليه r، فيكون المعنى أنّه r أحبُّ إليهم مِن أنفسهم وأهليهم وأموالهم، فتكون الآية –على هذا المعنى- موافقةً تمامًا للنصوص التي تُعلِّق كمال الإيمان على أحبِّية الرسول r مِن النفس والآباء والأبناء والأمهات والإخوان والأزواج والعشيرة والأموال والتجارة والمساكن، وغير ذلك.
 فهذه الآية دليلٌ على أنَّ مَن لم يكن الرسول أولى به مِن نفسه فليس مِن المؤمنين (كاملِي الإيمان). ثم إنه بكلا التفسيرَين قد حصل المقصود مِن إيراد الآية هاهنا، وبالثاني أوضح.
وكونه أولى بِهم من أنفسهم لا يثبت إلا من طرفه r، وكونه أولى بكل مؤمن من نفسه من خصائص نبوته. مع ما يقتضى من أن يكون رسوله r أحب إليه من نفسه. ثم إذا كان الرسول -لأجل أنه رسول اللّه- يجب أن يكون أحب إلى المؤمن من نفسه، فكيف بربه المُرسِل سبحانه وتعالى؟ قال العلامة ابن القيم في تعليقه على الآية: «ولا يتم لهم مقام الإيمان حتى يكون الرسول أحبّ إليهم من أنفسهم، فضلا عن أبنائهم وآبائهم»([10]). وذكر حديثين من الأحاديث الآتية. وقال أيضًا: «قال تعالى: ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯸ وهو دليلٌ على أنّ مَن لم يكن الرسول أولى به مِن نفسه فليس من المؤمنين، وهذه الأَوْلَوية تتضمن أمورًا، منها: أنْ يكون أحبّ إلى العبد مِن نفسه، لأنّ الأولوية أصلُها الحب، ونفس العبد أحبّ له من غيره، ومع هذا يجب أن يكون الرسول أولى به منها، وأحبّ إليه منها، فبذلك يَحصل له اسم الإيمان. ويلزم من هذه الأولوية والمحبة كمال الانقياد والطاعة، والرضا والتسليم، وسائر لوازم المحبة، من الرضا بحكمه، والتسليم لأمره، وإيثاره على ما سواه. ومنها: أنْ لا يكون للعبد حُكمٌ على نفسه أصلاً، بل الحكم على نفسه للرسول r يحكم عليها أعظم من حكم السيد على عبده، أو الوالد على ولده، فليس له في نفسه تصرُّف قط، إلا ما تصرف فيه الرسول الذي هو أولى به منها. فيا عجَبًا كيف تحصل هذه الأولوية لعبد قد عزَل ما جاء به الرسول r عن منصبِ التحكيم، ورَضِيَ بِحكم غيره، واطمأنّ إليه أعظم من اطمئنانه إلى الرسول r، وزعَم أنّ الْهدى لا يُتَلقّى من مشكاته، وإنما يتلقى مِن دلالة العقول، وأنّ الذي جاء به لا يُفيد اليقين، إلى غير ذلك من الأقوال التي تتضمن الإعراض عنه، وعما جاء به، والحوالة في العلم النافع إلى غيره، ذلك هو الضلال البعيد، ولا سبيل إلى ثبوت هده الأولوية إلا بعزل كلّ ما سواه، وتوليته في كلّ شيءٍ، وعرض ما قالَه كلُّ أحَدٍ سواه على ما جاء به، فإنْ شهِد له بالصحة قبِلَه، وإن شهد له بالبطلان ردّه، وإنْ لم تتبين شهادته له؛ لا بصحة، ولا ببطلان جعَله بِمنـزلة أحاديث أهل الكتاب، ووقَفَه حتى يتبين أيَّ الأمرين أولى به. فمن سلك هذه الطريقة استقام له سفر الهجرة، واستقام له علمه وعمله، وأقبلت وجوه الحق إليه من كلّ جِهة. ومن العجب أن يدعي حصول هذه الأولوية والمحبة التامة: مَن كان سعيُه واجتهادُه ونصبُه في الاشتغال بأقوال غيره وتقريرها والغضب والمحبة لها والرضا بها والتحاكم إليها، وعرض ما قاله الرسول عليها؛ فإنْ وافقها قَبِلَه، وإن خالفها التمس وجوهَ الحِيَل، وبالغ في رَدّه لَيًّا وإعراضًا»([11]).
      فلما كان r هو أولى بنا مِن أنفسنا كان مِن حقه أنه يجب أنْ يُؤْثِره العطَشان بالماء، والجائع بالطعام، وأنه يجب أن يوقّى بالأنفس والأموال كما قال سبحانه وتعالى: ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ   ﮋ ﮌﮍ ﮱ  [التوبة: ١٢٠] ([12]).
      ثالثًا: جاء في صحيح البخاري: بَاب بعنوان: حُبّ الرَّسُولِ r مِنْ الإِيمَانِ([13])، وباب وُجُوبِ مَحَبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -r- أَكْثَرَ مِنَ الأَهْلِ وَالْوَلَدِ وَالْوَالِدِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَإِطْلاَقِ عَدَمِ الإِيمَانِ عَلَى مَنْ لَمْ يُحِبَّهُ هَذِهِ الْمَحَبَّةَ من صحيح مسلم([14])، وأُورِد تحتهما حديث أَنَسٍ t، مرفوعًا: " لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ، وَوَلَدِهِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "، واللفظ للبخاري. وعند أبي هريرة t مرفوعًا في البخاري أنّ النبيّ r أكّد الخبر بالحلف فقال: "فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ، وَوَلَدِهِ"([15]).
وهذا الحديث نصٌّ على تقديم محبة النبيّ r على محبة الوالد والولد والناس أجمعين! قال العلامة ابن القيِّم: «فذَكر في هذا الحديث أنواع المحبة الثلاثة، فإنّ المحبة إما محبة إجلالٍ وتعظيمٍ؛ كمحبة الوالد، وإما محبة تحنُّن ووُدٍّ ولُطْفٍ؛ كمحبة الولد، وإما محبة لأجل الإحسان وصفات الكمال؛ كمحبة الناس بعضهم بعضًا، ولا يُؤمن العبد حتى يكون حُبُّ الرسول r عنده أشد من هذه الْمحابّ كلّها»([16]).
وقال في هذا المعنى في نونيته([17]):
فهو الْمُطاع وأمرُه العالِي على

أمر الورى وأوامر السلطان
وهو الْمقدَّم في محبتنا على الـ

ـأهلين والأزواج والوِلْدان
وعلى العباد جميعهم، حتى على الـ

ـنفس التي قد ضمَّها الْجَنْبَان.
وتقديم محبة الرسول r على محبة الإنسان نفسه مستفادة في هذا الحديث في قوله " .. وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "، وفي الحديث الآخر في قوله: "أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا"، كما أنه سيأتِي حديث عمر الْمصرِّح بذلك. قال الإمام النووي وهو يشرح الحديث المتقدم: «قَالَ الإِمَام أَبُو سُلَيْمَان الْخَطَّابِيُّ: لَمْ يُرِدْ بِهِ حُبّ الطَّبْع، بَلْ أَرَادَ بِهِ حُبّ الاخْتِيَار، لأَنَّ حُبّ الإِنْسَان نَفْسه طَبْعٌ، وَلا سَبِيل إِلَى قَلْبه. قَالَ: فَمَعْنَاهُ لا تَصْدُق فِي حُبِّي حَتَّى تُفْنِي فِي طَاعَتِي نَفْسك، وَتُؤْثِر رِضَايَ عَلَى هَوَاك، وَإِنْ كَانَ فِيهِ هَلاكك. هَذَا كَلام الْخَطَّابِيِّ. وَقَالَ ابْن بَطَّال وَالْقَاضِي عِيَاض وَغَيْرهمَا -رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِمْ: الْمَحَبَّة ثَلاثَة أَقْسَام: مَحَبَّة إِجْلال وَإِعْظَام كَمَحَبَّةِ الْوَالِد، وَمَحَبَّة شَفَقَة وَرَحْمَة كَمَحَبَّةِ الْوَلَد، وَمَحَبَّة مُشَاكَلَة وَاسْتِحْسَانٍ كَمَحَبَّةِ سَائِر النَّاس، فَجَمَعَ r أَصْنَاف الْمَحَبَّة فِي مَحَبَّته. قَالَ ابْن بَطَّال رَحِمَهُ اللَّه: وَمَعْنَى الْحَدِيث: أَنَّ مَن اسْتَكْمَلَ الإِيمَان عَلِمَ أَنَّ حَقّ النَّبِيِّ r آكَدُ عَلَيْهِ مِنْ حَقّ أَبِيهِ وَابْنه وَالنَّاس أَجْمَعِينَ؛ لأَنَّ بِهِ r اُسْتُنْقِذْنَا مِنْ النَّار، وَهُدِينَا مِنْ الضَّلال. قَالَ الْقَاضِي عِيَاض -رَحِمَهُ اللَّه- وَمِنْ مَحَبَّته r نُصْرَة سُنَّته، وَالذَّبِّ عَنْ شَرِيعَته، وَتَمَنِّي حُضُور حَيَاته؛ فَيَبْذُل مَاله وَنَفْسه دُونه. قَالَ: وَإِذَا تَبَيَّنَ مَا ذَكَرْنَاهُ تَبَيَّنَ أَنَّ حَقِيقَة الإِيمَان لا يَتِمُّ إِلا بِذَلِكَ، وَلا يَصِحّ الإِيمَان إِلا بِتَحْقِيقِ إِعْلاء قَدْر النَّبِيّ r وَمَنْزِلَته عَلَى كُلّ وَالِد، وَوَلَد، وَمُحْسِن، وَمُفَضَّل. وَمَنْ لَمْ يَعْتَقِد هَذَا، وَاعْتَقَدَ سِوَاهُ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ..»([18]).
      رابعًا: أما النصّ الصريح الواضح من السنة على وجوب تقديم محبته r حتى على محبة النفس التي بين الجنبين، فما رواه الإمام البخاري عن عَبْد اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ t، قَالَ: «كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ r -وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ-، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلا مِنْ نَفْسِي! فَقَالَ النَّبِيُّ r: "لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ!! " فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ! لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي! فَقَالَ النَّبِيُّ r: "الآنَ يَا عُمَرُ!" ([19]).
قال الحافظ ابن حجر: «قَوْله " لا، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُون أَحَبَّ إِلَيْك مِنْ نَفْسك" أَيْ: لا يَكْفِي ذَلِكَ لِبُلُوغِ الرُّتْبَة الْعُلْيَا حَتَّى يُضَاف إِلَيْهِ مَا ذُكِرَ. وَعَنْ بَعْض الزُّهَّاد: تَقْدِير الْكَلام: لا تَصْدُقُ فِي حُبِّي حَتَّى تُؤْثِر رِضَايَ عَلَى هَوَاك، وَإِنْ كَانَ فِيهِ الْهَلاك. .. قَوْله: (فَقَالَ لَهُ عُمَر: فَإِنَّهُ الآن يَا رَسُول اللَّه! لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيّ r: الآن يَا عُمَر! ":قَالَ الدَّاوُدِيُّ: وُقُوف عُمَر أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَاسْتِثْنَاؤُهُ نَفْسه إِنَّمَا اتَّفَقَ حَتَّى لا يَبْلُغ ذَلِكَ مِنْهُ، فَيَحْلِف بِاَللَّهِ كَاذِبًا، فَلَمَّا قَالَ لَهُ مَا قَالَ، تَقَرَّرَ فِي نَفْسه أَنَّهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسه فَحَلَفَ، كَذَا قَالَ. وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: حُبُّ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ طَبْعٌ، وَحُبّ غَيْره اخْتِيَار بِتَوَسُّطِ الأَسْبَاب، وَإِنَّمَا أَرَادَ عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلام حُبَّ الاخْتِيَار؛ إِذْ لا سَبِيل إِلَى قَلْب الطِّبَاع وَتَغْيِيرهَا عَمَّا جُبِلَتْ عَلَيْهِ. قُلْت: فَعَلَى هَذَا فَجَوَاب عُمَر أَوَّلا كَانَ بِحَسَبِ الطَّبْع، ثُمَّ تَأَمَّلَ فَعَرَفَ بِالاسْتِدْلالِ أَنَّ النَّبِيّ r أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسه؛ لِكَوْنِهِ السَّبَبَ فِي نَجَاتهَا مِنْ الْمُهْلِكَات فِي الدُّنْيَا وَالأُخْرَى، فَأَخْبَرَ بِمَا اقْتَضَاهُ الاخْتِيَار، وَلِذَلِكَ حَصَلَ الْجَوَاب بِقَوْلِهِ: "الآن يَا عُمَر!" أَيْ: الآن عَرَفْت، فَنَطَقْت بِمَا يَجِب»([20]).
     خامسًا: عَنْ أَنَسِ t عَنْ النَّبِيِّ  r قَالَ: "ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ؛  أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ .. " الحديث، متفقٌ عليه([21]).
ولَمّا كانت القلوب مجبولةً على حُبِّ مَن أحسَن إليها، و«كان الإنسان يُحِبّ مَن منَحَه في دنياه مرةً أو مرتين معروفًا، أو استنقذه من هلَكةٍ، أو مَضرّة، مدة التأذِّي بِها قليلٌ منقطعٌ، فمَن منَحه ما لا يبيد مِن النعيم، ووقاه ما لا يفِي من عذاب الجحيم = أولى بالحبّ، وإذا كان يُحَبُّ بالطبع ملِكٌ لِحُسن سيْرتِه، أو حاكمٌ لِما يُؤثَر من قِوام طريقته، أو قاصٍ بعيدِ الدار لِما يُشاد من علمه، أو كرم شيمته، فمَن جَمَع هذه الخصال على غاية مراتب الكمال أحق بالحب، وأولى بالْمَيل، وقد قال عليّ t في صفته r: (مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّه([22])). وذكرنا عن بعض الصحابة أنَّه كان لا يَصْرِف بصَرَه عنه محبةً فيه»([23]).
      فهذه النصوص قد بيَّنَت العلاقة بين محبة النبيِّ r وبين الإيمان، وأنّ ذلك مِن لوازمه ومقتضياته؛ فَمَن أحبّ رسول الله r فإنّ هذه الْمحبة دليلٌ على إيمانه، ومَن كرهه فقد خرج مِن ربقة الإسلام التي في عُنُقه. وأما مَن كان يُحب غيره من بقية الْمحاب الفانية -ولو كانت نفسه- بأشد مما يُحِبّ هذا الرسول r، فهو غير كامل الإيمان، ومِمّن يُخشى عليهم! ولِهذ قال الإمام الآجري –رحمه الله-: «ثم أعلَمَنا مولانا الكريمُ: أنّ علامة صحة مَن ادّعى محبة الله تعالى: أنْ يكون مُحِبًّا لرسوله محمدٍ r متّبِعًا له، وإلا لم تصحّ له الْمحبة لله U .. -فذَكَر آية التوبة، وآل عمران، ثم قال: فجعَل الله U محبة رسوله واتباعه علَمًا ودليلا لصحة محبتهم له، مع اتباعهم رسوله فيما جاء به، وأمَر به، ونَهى عنه، .. إلى أنْ قال: ثم إنّ الله U أمَر المؤمنين أنْ لا يَرغبُوا بأنفسهم عن نفس رسول الله r في الجهاد معه، والصبر معه على كلّ مكروه يَلحقُهم، فقال الله U: ﭿ    ﮌﮱ  [التوبة: ١٢٠] »([24]).
      فتلخص من هذا: تفسيق الله U مَن أحبّ غير النبي r من المحبوبات الثمانية التي ذكرها بأفضل من محبته، وأنه لا يُؤْمِنُ العبد حَتَّى يَكُونَ الرسول أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نفسه، ووَالِدِهِ وَوَلَدِهِ، وماله، وَالنَّاسِ أَجْمَعِين.
      وأختمُ هذا الكلام بالإشارة إلى صنيع البيهقي بعد إيراده هذه الأدلة تحت الشعبة الرابعة عشرة من شعب الإيمان (باب في حب النبي r)، حيث نقَل عن شيخه الْحليمِي قولَه: « وأصل هذا الباب أنْ يَقِف على مدائِحِ رسول الله r والْمحاسن الثابتة له في نفسه، ثم على حسن آثاره في دين الله U، وما يجب له من الحق على أمته شرعًا وعادة، فمَن أحاط بذلك، وسلِم عقلُه = علِم أنه أحق بالمحبة من الوالد الفاضل في نفسه، البَرّ الشفيق على ولده، ومن الْمُعلم الرضيّ في نفسه، الْمقبل على التعلم، الْمجتهد في التخريج. ومدائح رسول الله r كثيرة: منها: شرف أصله وطهارة مولده. ومنها: أسماؤه التي اختارها الله له وسماه بها. ومنها: إشادة الله تعالى بذكره قبل أن يخلقه حتى عرفه الأنبياء صلوات الله عليهم وأممهم، قبل أن يعرف نفسه وتعرفه أمته. منها: حسن خَلْقه وخُلُقه وكرم خصائله وشمائله. ومنها: بيانه وفصاحته ... ومنها: حدبه على أمته ورأفته بهم، وما ساق الله تعالى به إليهم من الخيرات العظيمة في الدنيا، وعرضهم له من شفاعته لهم في الآخرة. ومنها: زهده في الدنيا وصبره على شدائدها ومصائبها. وأما المرتبة العظمى وهي النبوة والرسالة فله فيها من المآثر الرفيعة: عموم رسالته الثقلين، وشمولها بين الخافقين، وأنه خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وأكرمهم في الدنيا أعلامًا، وأحمدهم في الآخرة مقامًا؛ وذلك أنه أول مَن تنشق عنه الأرض، وأول شافع ومشفع، وهو صاحب اللواء المحمود، وصاحب الحوض المورود، وأقسم الله بحياته، ولم يخاطبه باسْمه في القرآن ولا كنيته، بل دعاه باسم النبوة والرسالة،واصطفاه بذلك على الجماعة. قال البيهقي -رحمه الله- وقد صنّفتُ -بتوفيق الله تعالى- كتابًا في دلائل النبوة، ومعرفة أحوال صاحب الرسالة، من وقت ولادته إلى حال وفاته r، وذكرتُ فيه من الأخبار والآثار ما يكون بيانًا لِما أورَدَه الحليمي»([25]).
** * **
هذا، وأما تعظيم النبي r وتعظيم ما جاء به فهو درجةٌ فوق منـزلة محبته، إذ هو محبة وزيادة، قال البيهقي: «الخامس عشر من شعب الإيمان، وهو بابٌ في تعظيم النبي r وإجلاله وتوقيره r: وهذه منـزلة فوق المحبة، لأنه ليس كلّ مُحبٍّ مُعظِّمًا، والعكس؛ ألا ترى أنّ الوالد يُحبّ ولده، ولكن حبّه إياه يدعوه إلى تكريمه ولا يدعوه إلى تعظيمه، والولد يُحبٌّ والده فيجمع له بين التكريم والتعظيم، والسيّد قد يُحبّ مَماليكه ولكن لا يُعظّمُهم، والمماليك يُحبّون ساداتِهم ويُعظّمونَهم؛ فعلمنا بذلك أنّ التعظيم رتبةٌ فوق المحبة، والداعي إلى المحبة ما يَفيض عن الْمُحَب على الْمُحِبّ من الخيرات، والداعي إلى التعظيم ما يحب المعظم في نفسه من الصفات العلية، ويتعلق به من حاجات المعظم التي لا قضاء لها إلا عنده»([26]).
      هذا وللحديث بقية، وسيكون بإذن الله تعالى عن: النماذج الحيَّة لدى أهل السنة من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم يُحِبُّونه فوق جميع الْمحبوبات الْمخلوقة.

استله وحرره راجي عفو ربه الكريم أبو بكر حمزة من رسالة/
بيان موقف الفرق المنتسبة إلى الإسلام من عبد الله ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
21/04/1436هـ الموافق: 11/02/2015م، بالمدينة النبوية.



([1]) الإيمان قول وعملٌ ونيّةٌ (انظر: كتاب الإيمان ومعالِمه، وسُننه، واستكماله، ودرجاته لأبي عُبيد القاسم بن سلام، ص10 وما بعده، بتحقيق محمد ناصر الدين الألباني. وقواعد في بيان حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة، ص115-156. ولإبطال قول من قال الإيمان هو التصديق فقط يُنظر إلى طائفة من: تراجم البخاري في كتاب الإيمان، مع الأحاديث التي تحتها، مثل: باب من قال: إن الإيمان هو العمل (ج1/429)، وباب الصلاة من الإيمان، (ج1/ص441مع الفتح)، وباب صوم رمضان احتسابا من الإيمان، (ج1/ص439)، وباب تطوع قيام رمضان من الإيمان، (المصدر نفسه)، وباب قيام ليلة القدر من الإيمان (المصدر نفسه)، وباب أداء الخمس من الإيمان (ج1/465)، وباب اتباع الجنائز من الإيمان (ج1/ص451)، وباب الجهاد من الإيمان (ج1/ص439)، وباب الحياء من الإيمان (ج1/ص426)، وباب حب الرسول r من الإيمان، (ج1/ص415)، وكتاب الإيمان لابن تيمية، ص247-254.
([2])  قاله شيخ الإسلام –رحمه الله- في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم، ص360.
([3]) الصارم المسلول على شاتم الرسول، ص364-368 (باختصار).
([4]) راجع شعب الإيمان للبيهقي، (ج2/ الرابع عشر من شعب الإيمان، وهو بابٌ في حبّ النبي r، ص129-192).
([5]) انظر: فتح الباري، (ج1/ ص415).
([6])  انظر: نواقض الإيمان، ص177، ضمن مجموعة التوحيد، وشرح الناقض/المفيد في مهمات التوحيد، ص110 .
([7])  انظر: نواقض الإيمان، ص177.
([8]) الشفا بتعريف حقوق الْمصطفى، 403.
([9]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، بتحقيق عبد الرحمن معلا اللويحق، ص659 .
([10])  روضة المحبين ونزهة المشتاقين، ص387 .
([11]) الرسالة التبوكية لابن قيم الجوزية، ص31-33 (ضمن مجموع الرسائل لابن القيم).
([12]) انظر: دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص191.
([13]) صحيح البخاري: كتاب الإيمان، رقم: 15.
([14]) صحيح مسلم: كتاب الإيمان، ورقمه: 44 .
([15]) صحيح البخاري، كتاب الإيمان، بَاب حُبُّ الرَّسُولِ r مِنْ الإِيمَانِ، رقم: 14 .
([16]) جلاء الأفهام، ص466 .
([17]) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، ص213، بيت رقم: 4002-4003 .
([18]) شرح النووي على صحيح مسلم، ص121 .
([19]) صحيح البخاري: كتاب الأيمان والنذور، بَاب كَيْفَ كَانَتْ يَمِينُ النَّبِيِّ r، رقم: 6632.
([20]) فتح الباري، (ج4/ 4730).
([21]) صحيح البخاري: كتاب الإيمان، بَاب حَلاوَةِ الإِيمَانِ،  رقم: 16، وصحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان خصالٍ مَنِ اتصف بهنَّ وجد حلاوة الإيمان، رقم: 43 .
([22]) أخرج الحديث الترمذي في جامعه: كتاب المناقب، باب (بدون ترجمة، وقبله: بَاب مَا جَاءَ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ r)، رقم: 3638، وفي الشمائل المحمدية، باب ما جاء في خلق رسول الله r. وضعفه هو والشيخ الألباني.
([23])  الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، ص416 .
([24])  الشريعة للآجري، ص364 .
([25]) شعب الإيمان للبيهقي، (ج2/ ص133).
([26]) شعب الإيمان للبيهقي، (ج2/ص193).

No comments:

Post a Comment

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان)

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان) Na Shehun Malami Abdul’aziz dan Abdullahi bn Baaz Allah ya yi masa rahama...