شرف خدمة وفد الله الحجاج
تأصيلات شرعية، وأفكار جديدة
حوار
مباشر بقناة وصال هوسا (10/ذي القعدة/1437هـ)
أعده ليقدمه
أبو
بكر حمزة زكريا
المقدمة
بسم
الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فموضوع حديثنا الليلة هو عن: خدمة وفد الله الحجاج؛ تأصيلات
شرعية وأفكار جديدة وأستأنف
بالذي هو خير، قال الله تعالى: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن
آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون الله} [سورة التوبة: ].
هذا وقد
ورد في سنن ابن ماجه [2892] وغيره من طريق أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ: «الْحُجَّاجُ
وَالْعُمَّارُ، وَفْدُ اللَّهِ إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَهُمْ». وضعف إسناده الألباني.. . إلا أنه...
ولبيان الموضوع (؟؟؟) جعلته في مقدمة سبَقَت، وتمهيد، ومبحثين، وخاتمة، على
النحو التالي:
التمهيد: في ذكر تاريخ خدمة الحجيج من العهد الجاهلي.
المبحث الأول: تأصيلات شرعية لمشروع خدمة وفد الله الحجاج.
المبحث الثاني: أفكار ووسائل جديدة لخدمة وفد الله الحجاج في العصر الحاضر.
الخاتمة: وفيها أهم النتائج.
التمهيد: في ذكر تاريخ خدمة الحجيج من العهد الجاهلي
الرفادة والسقاية في الجاهلية:
فإن هذه الأشياء هي مظهر من
مظاهر السيادة والشرف عند أهل مكة، وكانت موزعة بينهم، فكانت السقاية والرفادة
لبني هاشم، والسدانة واللواء لبني عبد الدار. وإليك شرح العبارات التي ذكرت: 1- السقاية هي موضع يتخذ لسقي الناس، وذلك أن أهل مكة
في موسم الحج يملأون حياضا من الماء يحلونها بالتمر والزبيب. 2- الحجابة، وهي عبارة عن الأمور المتعلقة بالكعبة
وخدمتها. 3- الرفادة،
هي طعام كان يصنع للحجاج على طريقة الضيافة. ....
عبادة اللات أو يدعو رجلًا صالحًا مثل اللات اللات هذا كان رجلًا صالحًا
كان يلت السويق للحاج، والسويق هو دقيق الحنطة والشعير يبل بالسمن ...
اللات هذا كان رجلًا صالحًا كان يلت السويق للحاج، والسويق هو دقيق الحنطة
والشعير يبل بالسمن أو بالماء، كان هذا الرجل يبل السويق للحاج، فلما عكفوا على
قبره وغلوا في قبره؛ لصلاحه فعبدوه، فصار وثنًا لأهل الطائف وهو اللاتّ - بتشديد التاء - اسم
للرجل؛ لأنه كان يلت السويق، وقُرِئَت باللات بالتخفيف: اسم للصخرة التي يلت عليها
السويق.
المبحث الأول: تأصيلات شرعية لمشروع خدمة وفد الله الحجاج
ورد التأصيل
الشرعي في نصوص كثيرة لمشروعات خدمة وفد الله الحجاج، في السقي والإطعام والإركاب
أو الإرداف للمحتاجين، كما ورد عن الصحابة سلفنا الصالح هذا الأمر، من ذلك:
- ورود خدمة سقاية وفد الله الحجاج في
كتاب الله تعالى (القرآن) حيث قال سبحانه: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن
بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون الله} [سورة التوبة: ].
وهنا،
يحسن مراجعة تفسير الآية، لمعرفة سبب نزولها وفوائد أخرى تتعلق بالموضوع.......
- وبخصوص إطعام الحجيج وسقيهم: فقد جاء في حديث جابر الطويل الذي
وصف حجة الرسول الأمين، أنه صلى الله عليه وسلم نحر مائة إبل كهديا له وقربة إلى
ربه، وإطعاما لوفد الله الحجاج المحتاجين، كما أنه صلى الله عليه وسلم مدح فعل
السقاة وتمنى أنْ لو قام بما يقومون به لولا...، [في صحيح مسلم، 1218] ... ثُمَّ
انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ
أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ
مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فَأَكَلَا
مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ
الظُّهْرَ، فَأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ،
فَقَالَ: «انْزِعُوا، بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ
النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ» فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ
مِنْه.
- وجاء الإسلام بالرخصة للسقاة في ترك بعض واجبات الحج،
وذلك لأهميته ولدفع المشقة عنهم، ومثله الرعاة، فقد رخص النبي
صلى الله عليه وسلم لمن له عذر كالرعاة والسقاة أن يرموا يوما ويدعوا يوما، فلهم
أن يرموا يوم النحر ويدعوا يوم القر وهو الحادي عشر، ويرموا يوم الثاني عشر عنهما
بعد الزوال، وينفروا إن تعجلوا أو يرموا يوم الثالث عشر بعد الزوال ثم ينفروا،
وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم، وذهب أبو
حنيفة في
رواية عنه ووافقه آخرون إلى جوازه قبل الزوال وبعد طلوع الفجر، وأما قبل الفجر فلم
يقل به أحد فيما نعلم إلا لمن له عذر فقد رخص له بعضهم بأن يقدم رمي يوم قال تقي
الدين السبكي رحمه الله في
الفتاوى: وأما
تقديم يوم إلى يوم يجوزه الفوراني على قول الأداء ونقله الإمام عن الأئمة وتبعه
الغزالي. وقال الروياني الصحيح أنه لا يجوز. ومال الرافعي إليه وكلام الشافعي في
الإملاء والبويطي فليكن هو الصحيح. وأما تقديم يومين فقال الماوردي : إن اليوم
الأول ليس وقتا لجميعها إجماعا. وعليه فليس في الرمي جمع تقديم.
قال
العلامة ابن
قدامة الحنبلي
رحمه الله: ومباح للرعاة أن يؤخروا الرمي, فيقضوه في الوقت الثاني. وجملة ذلك
أنه يجوز للرعاة ترك المبيت بمنى ليالي منى , ويؤخرون رمي اليوم الأول , ويرمون
يوم النفر الأول عن الرميين جميعا; لما عليهم من المشقة في المبيت والإقامة للرمي
. وقد روى مالك, عن عبد الله بن أبي بكر , عن أبيه , عن أبي البداح بن عاصم, عن
أبيه, قال: {رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاء الإبل في البيتوتة أن يرموا
يوم النحر, ثم يجمعوا رمي يومين بعد يوم النحر, يرمونه في أحدهما } قال مالك: ظننت
أنه في أول يوم منهما, ثم يرمون يوم النفر. رواه ابن ماجه, والترمذي. وقال: حديث
حسن صحيح, رواه ابن عيينة, قال: رخص للرعاء أن يرموا يوما, ويدعوا يوما. وكذلك
الحكم في أهل سقاية الحاج.
وقول مالك ظننت أنه في أول يوم منهما يعني في أول يوم من أيام
النفر وهو الثاني عشر لا أنه يقدم رمي يوم الثاني عشر إلى الحادي عشر ويدل على ذلك
قوله في الموطأ :عن يحيى بن سعيد عن عطاء بن أبي رباح أنه سمعه يذكر أنه أرخص
للرعاء أن يرموا بالليل يقول في الزمان الأول قال مالك تفسير الحديث الذي أرخص فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاء الإبل في تأخير رمي الجمار فيما نرى والله
أعلم أنهم يرمون يوم النحر فإذا مضى اليوم الذي يلي يوم النحر رموا من الغد وذلك
يوم النفر الأول فيرمون لليوم الذي مضى ثم يرمون ليومهم ذلك لأنه لا يقضي أحد شيئا
حتى يجب عليه، فإذا وجب عليه ومضى كان القضاء بعد ذلك، فإن بدا لهم النفر فقد
فرغوا، وإن أقاموا إلى الغد رموا مع الناس يوم النفر الآخر ونفروا.
وفي مسند أحمد عن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه قال: رخص رسول
الله صلى الله عليه وسلم لرعاء الإبل في البيتوتة أن يرموا يوم النحر ثم يجمعوا
رمي يومين بعد النحر فيرمونه في أحدهما قال مالك ظننت أنه في الآخر منهما ثم يرمون
يوم النفر)
- ومن خدمة الحجاج إركاب أو إرداف
المحتاجين من وفد الله الحجاج على الدواب والمركبات، فقد ورد أن الرسول الكريم أردف أسامة بن زيد رضي
الله عنهما في عرفات، [صحيح مسلم، 1218] ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَتَى
الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ،
وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَلَمْ
يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا،
حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ، وَأَرْدَفَ
أُسَامَةَ خَلْفَهُ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ
الْيُمْنَى «أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ»
- وأردف الفضل بن عباس [صحيح مسلم، 1218]فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ ظُعُنٌ يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ
إِلَيْهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ
عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، فَحَوَّلَ الْفَضْلُ وَجْهَهُ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ
يَنْظُرُ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنَ
الشِّقِّ الْآخَرِ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، يَصْرِفُ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ
يَنْظُرُ، حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّكَ قَلِيلًا،
- وهل قصة عبد الله بن المبارك مع
الفقيرة التي تأخذ لبناته ما تم رميه في الزبالة، وإعطاؤه إياها نفقة حجه وعودته
إلى بلده داخل معنا هنا...:
كان عبد الله
بن المبارك – رضي الله عنه – يحج عاماً ويغزو في سبيل الله عاماً آخر، وفي العام
الذي أراد فيه الحج.. خرج ليلة ليودع أصحابه قبل سفره.. وفي الطريق وجد منظراً
ارتعدت له أوصاله. واهتزت له أعصابه!!.
وجد سيدة في الظلام تنحني على كومة أوساخ وتلتقط منها دجاجة ميتة.. تضعها تحت ذراعها.. وتنطلق في الخفاء.. فنادى عليها وقال لها: ماذا تفعلين يا أمة الله؟
فقالت له: يا عبد الله – اترك الخلق للخالق فلله تعالى في خلقه شؤون، فقال لها ابن المبارك: ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك.. فقالت المرأة له: أما وقد أقسمت عليّ بالله.. فلأخبرنَّك:
فأجابته دموعها قبل كلماتها : إن الله قد أحل لنا الميتة..أنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات غيب راعيهم الموت واشتدت بنا الحال ونفد مني المال وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبا رحيمة فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة .. أفمجادلني أنت فيها؟
وهنا تفيض عينا ابن المبارك من الدمع وقال لها: خذي هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج.. وأخذتها أم اليتامى، ورجعت شاكرة إلى بناتها. وعاد ابن المبارك إلى بيته، وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج، ثم عادوا، وكلهم شكر لعبد الله ابن المبارك على الخدمات التي قدمها لهم في الحج.
وجد سيدة في الظلام تنحني على كومة أوساخ وتلتقط منها دجاجة ميتة.. تضعها تحت ذراعها.. وتنطلق في الخفاء.. فنادى عليها وقال لها: ماذا تفعلين يا أمة الله؟
فقالت له: يا عبد الله – اترك الخلق للخالق فلله تعالى في خلقه شؤون، فقال لها ابن المبارك: ناشدتك الله أن تخبريني بأمرك.. فقالت المرأة له: أما وقد أقسمت عليّ بالله.. فلأخبرنَّك:
فأجابته دموعها قبل كلماتها : إن الله قد أحل لنا الميتة..أنا أرملة فقيرة وأم لأربع بنات غيب راعيهم الموت واشتدت بنا الحال ونفد مني المال وطرقت أبواب الناس فلم أجد للناس قلوبا رحيمة فخرجت ألتمس عشاء لبناتي اللاتي أحرق لهيب الجوع أكبادهن فرزقني الله هذه الميتة .. أفمجادلني أنت فيها؟
وهنا تفيض عينا ابن المبارك من الدمع وقال لها: خذي هذه الأمانة وأعطاها المال كله الذي كان ينوي به الحج.. وأخذتها أم اليتامى، ورجعت شاكرة إلى بناتها. وعاد ابن المبارك إلى بيته، وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج، ثم عادوا، وكلهم شكر لعبد الله ابن المبارك على الخدمات التي قدمها لهم في الحج.
المبحث الثاني: أفكار ووسائل جديدة لخدمة وفد الله الحجاج في العصر الحاضر، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: وسائل مبتكرة واقتراحات جديدة لخدمة الحجاج في هذا
العصر
أولا:
ثانيا:
ثالثا:
؟؟؟
؟؟؟
؟؟؟
المطلب الثاني: جهود الحكومات والجمعيات والأفراد في خدمة وفد الله
الحجاج،
من ذلك:
- خدمة المملكة العربية السعودية لوفد الله الحجاج،،،
وأنه أمانة عليهم، ومسئولية، وشرف
- خدمة طلاب الجامعة الإسلامية للحجاج
- GAF (Gatan Alhazai Foundation)
هذا ما تيسر جمعه، والله أسأل القبول والتوفيق، وهو وحده
المستعان.
الخاتمة:
يحسن في ختام هذا البحث أنْ أُلخص أهم ما توصلت إليها
من النتائج، فأقول:
No comments:
Post a Comment