بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه، ومَن والاه، أما بعد:
يسرني أنْ أكون معكم في هذه الليلة (ليلة 19/جمادى
الآخرة/1439هـ الموافق: 7/مارس/2018م) بمناسبة الندوة
المباركة التي استأنفتْها جمعية اتحاد الطلاب، بهذه الجامعة المباركة، تحت عنوان:
الفتور
في طلب العلم؛ أسبابه وسبل علاجه
ويتم تناولي للموضوع من
خلال تمهيد، وأربعة مباحث، وخاتمة، على النحو التالي:
التمهيد وفيه
مسألتان:
المسألة
الأولى: بيان معنى كلمة الفتور:
مصدرُ فتَرَ فُتورًا،
بمعنى لانَ بعد شدة، أو سكن بعد نشاط وحِدّة، وضعُف بعد قوة، وفي التنزيل: ((يسبحون
الليل والنهار لا يفترون)) [الأنبياء: 20].
و(الفتَرُ): الضعفُ.
و(الفتْرَة) أيضًا: الضعف والانكسار، والمدة تقع بين زمنين أو نبيين، ومنه قوله:
((على فتْرَةٍ من الرسل)) [المائدة: 19]، ومَن وُجدوا في هذه المدة يسمون
أهل الفترة.
ومعنى فتَر عن عمله: قصّر فيه.
و(أفتَر) فلانا: أضعفه.
ومثله (فتَّر) العاملَ:
أيْ حمَلَه على الفتور في عمله. [[انظر/ المعجم الوسيط،
مادة: فتر، ص672]].
قال ابن فارس: "الفاء
والتاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على ضَعفٍ في الشَّيء. من ذلك: فَتَر الشّيءُ
يَفْتُر فُتُوراً. والطّرْف الفاتر: الذي ليس بحديدٍ شَزْر. وفَتَّرت الشَّيءَ
وأفْتَرته. قال الله تعالى:{لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} [الزخرف 75]، أي لا يُضْعَف".
[[مقاييس اللغة، مادة:
فتر، ص834]].
فنخلص إلى أنَّ المقصود
بالفتور في طلب العلم: هو سكون يكون في سبيل تحصيله بعد حِدّة ونشاط
سابقين، ولين بعد جدٍّ واجتهاد وشدة، وضعف بعد قوة، وقد نهى الله تعالى عن النقض
بعد الإبرام (فعلة المرأة الخرقاء)، فقال: ((ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من
بعد قوة أنكاثًا)) [النحل: 92].
فنعوذ بالله من الحور
بعد الكور، ومن الفتور بعد النشاط، ومن التأخر بعد التقدم.
***
ولِما تقدم مِن الإشارة
إلى القوة والنشاط والحدة في طلب العلم، فلا بد من ذكر نبذ يسيرة من حال طلبة
العلم الأولين مِن سلف هذه الأمة الذين كانوا حرصاء في التحصيل والطلب، والجد
والاجتهاد فيه، فقد عقد البخاري في كتاب العلم من صحيحه بابًا عنْوَن له، باب الحرص
على الحديث، ثم أورد فيه حديث أبي
هريرة رضي الله عنه: قيل: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "لقد ظننت -يا أبا هريرة- أن لا يسألني عن هذا الحديث
أحد أول منك؛ لِما رأيتُ مِن حرصك على الحديث؛ أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة؛ مَن
قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه"، [صحيح
البخاري: رقم: 99].
***
وأما التابعون وتابعوهم والعلماء والأئمة وذكر شيءٍ مِن حالهم من
الجد في طلب العلم وصبرهم ومثابرتهم وبذلهم في تحصيل العلم وقراءته وإقرائه، فكتبُ
السير طافحة ببيان ذلك، فو الله إنها تسهم كثيرًا في إيقاظ ما فتر من الهمم،
وتُشعِل ما خبا من العزائم. فقد كان السلف يتسابقون بوسائلهم المتاحة في استنساخ
الكتب واقتنائها، ويعكفون على قرائتها وإقرائها، مما سبب في نشاط حركة التأليف
والنسخ، بل وجميع ضروب خدمة الكتاب.
تتلخص
مظاهر حرص السلف على العلم في
1/
شغفهم بالكتب تحصيلا وقراءة.
2/
قراءة المطولات في مجالس معدودة.
3/
تكرار قراءة الكتاب الواحد المرات الكثيرة.
4/
تدريس الكتاب الواحد المرات الكثيرة.
5/
نسخ الكتب وما تحملوه في ذلك.
وتأمل قول ابن الجوزي وقارن بينه
وبين حالنا في هذه الأزمان، قاله رحمه الله في فصل همة العالم من كتابه: صيد
الخاطر:
"كانت همم القدماء من العلماء
علية، تدل عليها تصانيفهم التي هي زبدة أعمارهم. إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت، لأن
همم الطلاب ضعفت، فصاروا يطلبون المختصرات، ولا ينشطون للمطولات.
ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها، فدثرت الكتب ولم تنسخ.
فسبيل طالب الكمال في طلب العلم الاطلاع على الكتب التي قد تخلفت من
المصنفات، فليكثر من المطالعة فإنه يرى من علوم القوم وعلو هممهم ما يشحذ خاطره
ويحرك عزيمته للجد، وما يخلو كتاب من فائدة.
وأعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم، لا نرى فيهم ذا همة عالية
فيقتدي بها المبتدي، ولا صاحب ورع فيستفيد منه الزاهد.
فالله الله وعليكم بملاحظة سير السلف، ومطالعة تصانفيهم، وأخبارهم،
فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم، كما قال:
فاتني أن أرى الديار بطرفي ... فلعلّي أرى
الديار بسمعي
وإني أخبر عن حالي، ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم
أره، فكأني وقعت على كنز.
ولقد نظرت في ثبت الكتب الموقوفة في المدرسة النظامية، فإذا به يحتوي
على نحو ستة آلاف مجلد، وفي ثبت كتب أبي حنيفة وكتب الحميدي، وكتب شيخنا عبد
الوهاب بن ناصر، وكتب أبي محمد بن محمد بن الخشاب وكانت أحمالاً، وغير ذلك من كل
كتاب أقدر عليه.
ولو قلت: إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب.
فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم وقدر هممهم وحفظهم وعباداتهم
وغرائب علومهم ما لا يعرفه من لم يطالع.
فصرت أستزري ما الناس فيه، وأحتقر همم الطلاب ولله الحمد". [[صيد
الخطر، ص147-148]]
ومَن أراد الوقوف على الأمثلة الحية
والصور الصادقة من جد العلماء والأئمة في طلب العلم مجموعة في رسائل قيمة، فله
مطالعة هذه البحوث:
أولا: المشوق إلى القراءة وطلب
العلم، لعلي بن محمد العمران،
ثانيا: قيمة الزمن عند العلماء لعبد
الفتاح أبي غدة.
ثالثًا: من هدي السلف في طلب العلم،
د. محمد مطر الزهراني.
فإن الطالب إذا وقف على ما في هذه
الكتب سيكون حاله كما قاله المقريزي رحمه الله:
وقد أعرضَتْ نفسي عن اللهو جملة ###
وملَّتْ لقاء الناس حتى وإنْ جَلُّوا
وصار -بحمد الله- شغلي وشاغلي ###
فوائد عِلمٍ لستُ مِن شُغلها أخلو
فطورًا يراعي كاتبًا لفوائد ###
بصحتها قد جاءنا العقل والنقل
وآونةً
للعلم صدريَ جامعٌ ### فتزكو به نفسي وعن همها تسلو
المسألة
الثانية: خمسة أحاديث تمهيدية تتعلق بطلب العلم الشرعي، واستغلال الفرص:
الحديث الأول:
في فضل التفقه في الدين: عن
معاوية رضي الله عنه، قال في الخطبة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من
يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، [صحيح البخاري: رقم: 71، ومسلم: رقم: 1037].
***
الحديث الثاني:
في الإخلاص في طلب العلوم الشرعية: عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ U لاَ يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ
عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ([1]) الْجَنَّةِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ». يَعْنِى رِيحَهَا([2]).
فمن
لا يقصد بطلبه لعلم الآخرة إلا الدنيا، ولم يطلب به رضا المولى فهو الموعود بهذا
الوعيد الشديد، والعرَض بفتحتين أي المتاع والحظّ؛ مالا أو جاهًا([3])،
***
الحديث الثالث:
في فضل طالب العالم والعالم: عَنْ أبي
الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ
طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا
رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي
السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ
فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى
سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ
الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا؛ وَرَّثُوا الْعِلْمَ،
فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»([4]).
***
الحديث الرابع:
في نعمة الفراغ والوقت اللذين إذا ذهبا قد لا
يعودان: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r:
"نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ([5])
فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ"([6]).
ولفظ الإمام أحمد: "إِنَّ الصِّحَّةَ وَالْفَرَاغَ،
نِعْمَتَانِ مِنْ نِعَمِ اللهِ، مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ".
قال ابن كثير: "ومعنى
هذا: أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين، لا يقومون بواجبهما، ومن لا يقوم بحق ما
وجب عليه، فهو مغبون"([7]).
وقال ابن حجر: "قال
ابن بطال: معنى الحديث إن المرء لا يكون فارغًا حتى يكون مَكْفيًّا صحيحَ البدن؛
فمَن حصل له ذلك فليحرص على أنْ لا يغبن؛ بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه؛
ومِن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ فمَن فرّط في ذلك فهو المغبون. وأشار
بقوله: كثير من الناس، إلى أنّ الذي يُوفّق لذلك قليلٌ. وقال ابن الجوزي:
قد يكون الإنسان صحيحا ولا يكون متفرغا؛ لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنيا ولا يكون
صحيحا؛ فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أنّ الدنيا
مزرعة الآخرة، وفيها التجارة التي يظهر ربحُها في الآخرة؛ فمَن استعمل فراغَه وصحتَه
في طاعة الله فهو المغبوط، ومَن استعملهما في معصية الله فهو المغبون؛ لأنّ الفراغ
يعقبه الشغل، والصحة يعقبها السَّقم، ولو لم يكن إلا الهرم، كما قيل:
يسر الفتى طولُ السلامة والبقا *** فكيف
ترى طولَ السلامة يفعَلُ
يرُدّ الفتى بعد اعتدال وصحة *** ينوءُ
إذا رام القيامَ ويُحمل
وقال الطيبي: ضرب النبي r للمكلف
مثلا بالتاجر الذي له رأس مالٍ، فهو يبتغي الربح مع سلامة رأس المال؛ فطريقة في
ذلك أنْ يتحرى فيمن يعامله، ويلزم الصدق والحِذق؛ لئلا يغبن فالصحة والفراغ رأس
المال، وينبغي له أن يعامل الله بالإيمان، ومجاهدة النفس وعدوّ الدين؛
ليربح خيري الدنيا والآخرة ... وقوله في الحديث مغبون فيهما كثير من الناس كقوله
تعالى: ﱡﭐﳂﳃ ﳄﳅﱠ [سبأ: ١٣]، فالكثير في الحديث في
مقابلة القليل في الآية"([8]).
ونحن الطلاب، وفي المملكة خاصة، نتنعم بنعمة الفراغ
التي يجب علينا انتهاز فرصتها.
***
الحديث الخامس:
في نعمة كفاية هم الدنيا لِمَن كانت الآخرة
همه ونيته وقصده:
وتكون هذه الكفاية بلطف الله ورحمته
تكون برزق القناعة والكفاف وبغيرهما؛ ففي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ
هَمُّهُ الْآخِرَةَ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ،
وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا
فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ،
وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ"([9]).
وبعد هذا التمهيد المهم، وأتطرق إلى
مباحث هذه الندوة، على النحو التالي:
واعلم
أنّ علاج كل سبب من أسباب الفتور في طلب العلم يكون بتفويت السبب، وتحصيل عكسه.
المبحث الأول: أسباب الفتور
في الطلب المتعلقة بذات الطالب وعلاجها
فمن
الأسباب/ ضعف الهمة والعزيمة في الطلب، وعلاجه يكون بالعمل بالوسائل المقوية
للعزيمة.
ومنها/
عدم التخطيط لدى الكثيرين، وضعف الالتزام به لدى الآخرين.
ومنها/
الضبابية في وضوح الهدف، والعلاج بوضع خطط واضحة واقعية حقيقية مرنة.
ومنها/
لإخلاد إلى الراحة وإيثار الترفة والتنعم: ولا يستطاع العلم براحة الجسم، وبالكسل.
ومنها/اتباع
الشهوات والبعد عن التقوى لدى بعض الطلبة، وإقحام النفس في المتشابهات. والعلاج
يكون بملازمة التقوى (واتقوا الله ويعلمكم الله) [البقرة: 282]. وقال: (إن تتقوا
الله يجعل لكم فرقانًا) [الأنفال: 29].
المبحث الثاني: أسباب الفتور
في الطلب المتعلقة بقرناء الطالب ومجتمعه وعلاجها
من
الأسباب/ مصاحبة الكسالى ومجالستهم، والعلاج بمصاحبة المجدين الذين هم كحامل
المسك.
ومنها/
عزوف الكثير من الطلاب عن إيلاء كتب العلم مكانتها وإنزالها منزلتها، والانشغال
عنها بغيرها. والعلاج يكون بتفويت هذا السبب.
ومنها/
هجر الكتب من بعض الطلاب والقناعة بمتابعة ما تتسارع شركات الحاسوب في إنتاجه، من
أقراص تحتوي على آلاف من الكتب، ثم هجر الأقراص وقلة الانتفاع بها أيضًا. والعلاج
بالعودة إلى المجد الأول، والاهتمام بالكتب، وبالوسائل الحاسوبية المعاصرة أيضًا.
ومنها/
القناعة بالذي أحرزه الطلاب من الألقاب والشهادات والظن بأنهم قد بلغوا من العلم
ما لا يحتاج إلى مزيد قراءة واطلاع.
وكم
من شهادات يغُرّ جمالُها ### وقيمتها
النقش الذي في إطارها
مع
أنّ الألقاب قد تُعطى كرات ومرات لبحوث هزيلة، وقد تباع الألقاب وتشترى.
ومنها/
استنصاح غير الناصحين والأخذ بما أشاروا به. والعلاج بتخير المستشارين.
ومنها/
الابتعاد عن مجالسة المجدين والإبعاد عن الإفادة بالمجتهدين. والعلاج بتحصيل عكسه.
ومنها/
حصر غالب العلاقات في بلدي الشخص وقلة الأخذ عن الغريب المجتهد. والعلاج بالارتباط
بكل من الارتباط به نافع للشخص دنيا وأخرى.
ومنها/
الانتكاس في هموم كثير من الطلبة، والاهتمام الزائد بجمع الدنيا، والعلاج بجعل
الهم هما واحدًا، فيكفي الله ما أهمّ الشخص من أمور دنياه، بل وتأتيه الدنيا وهي
راغمة.
ومنها/
إضاعة الوقت بالاشتغال بالسياسات والقيل والقال. والعلاج بعلو الهمة وبملء الفراغ
والأوقات بالنافع، وبإبعاد النفس عن القيل والقال، والتدخل في السياسات التي لا
يتقنها الطلاب.
ومنها/
التواجد في زمن السيل الهادر من الملهيات والمشغلات عن القراءة، وعن العلم جملة.
والعلاج بعدم الانجراء وراء الفتن.
ومنها/
تخصيص طلب العلم بأوقات يتم فيه. والعلاج بالطلب ليلا ونهارًا، وربط الفكر به في
كل حين.
المبحث الثالث: أسباب الفتور
في الطلب المتعلقة بالأجهزة وعلاجها
من
هذه الأسباب/ الاستغلال السيء للأجهزة وجعلها بحيث لا تخدم الطالب في كبير شيء من
أهدافه. والعلاج بجعلها وسائل للطلب.
ومنها/
الانهماك في التعامل مع الأجهزة لمتابعة سفاسف الأمور وتوافهها. والعلاج بترك
الساسف.
المبحث الرابع: أسباب الفتور
في الطلب المتعلقة بهموم الدنيا والسعي في جمعها وعلاجها
من
الأسباب/ انسلاخ البعض من طلب العلم بعد الحصول على الشهادات، والتفاني في طلب
الدنيا. والعلاج بجعل العلم من المهد إلى اللحد، والاستمرار في الطلب بعد الحصول
على المفاتيح.
الخاتمة
هذه
بعض ما تيسر من أسباب الفتور في طلب العلم، والإشارة إلى علاجها. وأسأله تعالى أنْ
يجعلنا مفاتيح للخير لأنفسنا وإخواننا، مغاليق للشر، إنه الولي القادر.
وصل
الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وسلم.
والحمد
لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
No comments:
Post a Comment