ملحص خطبة يوم 7 من ربيع الأول 1437هـ من المسحد النبوي في الوصية العظيمة التي وصى الرسول الكريم أمته
ألقى
فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبد العزيز آل الشيخ على منبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم خطبة الجمعة في هذا اليوم 07/ ربيع الأول / 1437هـ الموافق: 18/12/
2015م، وتناول فيها الوصية العظيمة التي وصى بها رسول الله الله صلى الله عليه
وسلم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (احفظ الله يحفظك، ...)، حيث بيَّن أنَّ
حفظ الله المأمور به هنا
المراد به هو: حفظ حدود الله تعالى، والالتزام بحقوقه، والوقوف عند أوامره
بالامتثال، وعند مناهيه بالاجتناب، وذلك بحفظ الرأس وما وعى من السمع والبصر
واللسان، والبطن وما حوى، بحفظ الجوارح من الزلل، وضبط الشهوات ان تميل بصاحبها
إلى الضلال، أو تجنح به عن مبادئ القيم وكريم الخلال، واستدل لذلك بمجموعة من
النصوص الشرعية، منها قوله تعالى: ((هذا ما توعدون لكلّ أوّاب حفيظ * مَن خشي
الرحمن بالغيب وجاء بقلبٍ منيبٍ)). وبقوله: وبقوله ((والحافظين فروجهم
والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا))،
وبقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "مَن يضمن لي ما بين لحييه وما
بين رجليه أضمن له الجنة"، وبغير ذلك. وبيَّن الخطيب بأنّ العزّ بتحقيق
هذه الوصية مضمون، والمجد في الدارين بتحقيق بنودها مرهون، وأنّ الأفراد بدون
تحقيقها في ضياع، والمجتمعات في البعد عن مضامين الوصية إلى تشتت ودمار. وأنّ
العمل بالوصية المتمحض في حفظ الله تعالى من الأفراد والمجتمعات هو الحل الوحيد
لمشكلات الأمة.
ثم
تكلم الخطيب عن حفظ الله تعالى لعبيده الذين حفظوه، ذلك أنّ الجزاء من جنس العمل،
وأنّ حفظه لهم يشمل دينهم ودنياهم، ولهذا قال أهل العلم: حفظ الله للعبد يدخل
فيه نوعان من الحفظ، الأول: حفظ الله لعبده في دينه وإيمانه، بحفظه من الشبهات
المضلة، ومن الشهوات المحرمة، وذلك بالحيلولة بينه وبين ما يفسد عليه دينه. النوع
الثاني من الحفظ: حفظ الله للعبد في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه، وولده وأهله
وماله، ((له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)). ومما يدخل
في هذا: حفظ الله للعبد الصالح في ذريته بعد موته، كما في قصة اليتيمين من سورة الكهف
اللذين حُفظا في كنزهما بإقامة الجدار لصلاح أبيهما رحمة من الله ((وكان أبوهما
صالحا)).
وفي
ضمن الوصية والخطبة بيَّن الخطيب أنّ الأمة الإسلامية على مستوى الأفراد
والمجتمعات، وبمختلف المسئوليات والمكانة متى ما حفظت دين الله (فحققت الإيمان
الصادق بالله، واستسلمت لأمره في كل شأن، وتخلصت من أهواء النفوس، وشهوات القلوب،
وكانت أحوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها على مقتضى منهج
الله وشريعته، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى جعلت الإسلام الصافي
منهاجًا كاملا لحياتها في كل أطوارها، وفي جميع علاقاتها، وارتباطاتها، وفي كل
حركاتها: حينئذٍ يتحقق لها حفظ الله لها من المكاره والمشاق والأزمات والمحن،
ويحصل لها الأمن والاستقرار والعزة والانتصار.
وتساءل
الخطيب حفظه الله تعالى بأنه كيف يحصل الوعد بالحفظ والعزة والمنعة لأمة
نبذت كتاب الله وسنة رسوله الكريم، فلم تتخذ الشريعة الإسلامية منهاج حياة
واحتكام، بل اعتاضت بالقوانين الوضعية الوضيعة، أم كيف يحصل حفظ لأمة توجهت إلى
القبور ترجوها من دون الله كما هو الحال في مواطن كثيرة لا تخفى من بلدان
المسلمين، وكيف... وكيف... فاللهم إنا نسألك الإعانة على حفظ دينك، وأصلح أوضاعنا
وأوضاع المسلمين، واحفظنا برحمتك، يا رب العالمين.
No comments:
Post a Comment