2017/11/18

sufi inyas

من شرك الصوفية في نوعي الدعاء

   خامسًا: وهو في ديوان شِفاء الأسقام في مدح خير الأنام r قال مغاليًا في الناهي عن إطرائه r:
حمانِي رسولُ الله مِن كُلّ رامحِ
علَى رَغْمِ غادٍ للبِرَاز ورائِحِ
حمانِي رسولُ الله عَن مَكْرِ ماكِر
وشُؤْمٍ لِذِي شُؤْمٍ، وكُلّ الجوَائِحِ
وسِحرٍ لذِي سِحْرٍ، وعَيْنٍ لِعائِنٍ
فَمَنْ رامَ ضُرِّي قد سَعَى في مصالِحِ([27]).
([27]) شِفاء الأسقام في مَدْحِ خير الأنام r، ص145 ، ضمن الدواوين الست.

      وقال ضارعًا في مناداة النبِيّ r ومناجاته لِيَرْحَمَه –على زعمه- ويَنْظُر لحالِه:
أُنادِي حبيبَ الله طه محمدًا
أبا القاسِمِ الْهادِي الْمُقَفّى مناجِيَا
لِتَرحَم خَديْمًا ضارعًا عند بابِك الْـ
ـمُؤَمَّل، يا محمود فانْظُر لحالِيَا([28]).
([28]) المصدر نفسه، ص147، ضمن الدواوين الست.

      ونادَى النبِيّ r وزَعَم أنّه حاضِرٌ سامعٌ، ثم طَلَبَ منه أنْ يُجِيرَه، فقال:
أيَا سيِّدِي خَيْرَ الْوَرى نبِيَّنَا
يقينًا أُناِدي حاضِرِي الدّهْرَ سامِعِي
أجِرْنِي جِوَارًا هاشمِيًّا فَلَم أخَفْ
فلَمْ يَكُ يومًا مَن تَجِرْه بضائِعِ([29]).
([29]) المصدر نفسه، ص155، ضمن الدواوين الست.

   وجَعَلَ خَبَر ثلاث جُمَلِ لا يَفعَلُها إلا الله تعالى (جَعَلَ خبَرها مُحمدًا ... r)، فقال:
وأفَضلُ مَن يُدْعَى لِدَفْعِ نوائِبٍ
وأفْضَلُ مَنْ يُسْدِي العطَا ويُواسِ .. ([30]).
([30]) المصدر نفسه، ص160 (البيت وبيتان بعده، ضمن الدواوين الست).

   وزَعَم أنَّه مُنقِذُه مِن كُلّ البليات، فقال:
محمدُ أُنْسِي وَهْوَ كنزِي وملجَئِي
وسِرّي ومِن كُلّ البليات مُنْقِذِي([31]).
([31]) شِفاء الأسقام، ص164، وللازدياد من هذه الأبيات الغالية في هذا الديوان اقرأ، ما جاء في ص 140، 147، 151، 162، 164، 167، ضمن الدواوين الست.

   سادسًا: في ديوان مناسك أهل الوداد في مَدح خير العباد r قال مغاليًا في الناهي عن إطرائهr:
فَمِنْ جُودِه الْكَونان والعالَمُ الذي
تَقاصَر حِسٌّ عنه وهْوَ كبيرُ([32]).
([32]) مناسك أهل الوداد في مدح خير العباد r، ص182، ضمن الدواوين الست.

   وقال وهو يَزعُم أنّه عُرِج به إلى الله، ولقِي رسولَ الله r يقظة وجهارًا:
جِهارًا لَقِيْتُ المصطفى بِعُرُوجِي
إلى الله مِن ذَا الْكَونِ وقْتَ خروجِي
  إلى أن قال بعده بستة أبياتٍ:
رُجُوعِي مِنَ الْمولَى لأحمدَ نازلا
إلى الملإ الأعلى فُوَيقَ بُرُوجِ
كأنّي بَريد السِّرّ للكُلّ قاذفًا
بِوَقتِ هُبُوطِي مثلَ وقْتِ عُرُوجِي
تلقّاه مِنّي كُلّ رُوحٍ مُجرَّدٍ
صفَا وقْتُهُم والأمر غيرُ مَرِيج([33]).
([33]) مناسك أهل الوداد، ص176، ضمن الدواوين الست.

   وقال:
رأَيتُ رَسولَ الله نَصّ بأنّنِي
سفيرٌ له في الكائنات مُخَلِّص([34]).
  ([34]) مناسك أهل الوداد، ص187، وللازدياد من الأبيات الغالية في هذا الديوان وزوائده اقرأ ما في ص، 171، 173، 205، 212، 217، 218 ضمن الدواوين الست.


معنى المصطلحات الواردة في الأبيات
الدعاء: الرغبة إلى الله والتوجه إليه في تحقيق المطلوب أو دفع المكروه والابتهال إليه في ذلك إما بالسؤال أو التذلل والخضوع والرجاء والخوف والطمع.
الاستعاذة: لاذ به ولجأ إليه واعتصم،  وحقيقة معناها الهروب من المخاوف إلى من يعصمك منه.
الاستجارة: هي طلب دفع الضر والمكاره (قل إني لن يجيرني من الله أحد)
اللياذة: يكون لطلب جلب الخير
الاستغفار: طلب تغطية الذنوب وسترها والعفو عنها.
الشفاعة: الطلب للغير، وهو طلب في تجاوز عن الذنوب والجرائم.
السؤال: طلب الإنسان وأمنياته  (واسألوا الله من فضله)
النداء: الصياح والرغاء وهو الدعاء بأرفع الصوت بالإجماع وضده النّجاء، في كتاب مدارج السالكين: وقد أخبر سبحانه في كتابه أنه ناداه وناجاه، فالنداء من بعد، والنجاء من قرب.
الجؤار: (فإليه يجأرون): رفع الصوت والاستغاثة  ... (إذا هم يجأرون)
الابتهال: الاجتهاد في الدعاء وإخلاصه لله والمبالغة في السؤال، وفي القران  (ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).

وفي ختام النماذج أقول: إنْ لَم يكُن في هذه النماذج إطراء النبيّ r الْمنهي عنه، والشرك بأنواعه الثلاثة؛ الشرك في توحيد الإلهية (في الدعاء والاستغاثة خصوصًا) وفي الربوبية والأسماء والصفات، فما قرأتُ شركًا في كتاب! أما قائلُه فقد يكون تاب عن ذلك، ومات على غير هذه العقيدة، وأقول فيه كما قال ابن تيمية –رحمه الله- عن سلَفه البكري  الشافعي: «فإنّا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة أنّه لم يشرع لأمته أنْ تَدْعُوَ أحَدًا من الأموات؛ لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم، لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها، ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها، كما أنّه لم يَشْرَع لأمته السجود لميت ولا لغير ميّتٍ، ونحو ذلك. بل نعلم أنّه نَهى عن كلّ هذه الأمور، وأنّ ذلك مِن الشرك الذي حرّمه الله تعالى ورسولُه، لكن لغلبة الجهل، وقلة العلم بآثار الرّسالة في كثيرٍ من المتأخرين: لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لَهم ما جاء به الرسول r مما يخالفه، ولِهذا ما بيّنْتُ هذه الْمسألة قطّ لِمن يَعرف أصلَ الإسلام إلا تفطّن وقال: هذا أصل دين الإسلام. وكان بعض الأكابر من الشيوخ العارفين مِن أصحابنا يقول: هذا أعظم ما بَيَّنْتَه لنا؛ لِعِلْمِه بأنّ هذا أصلُ الدين. وكان هذا وأمثاله في ناحية أخرى يَدْعُون الأموات ويسألونَهم، ويستجيرون بِهم، ويتضرّعون إليهم، وربما كان ما يفعلونه بالأموات أعظم؛ لأنّهم إنما يقصدون الميت في ضرورة نزَلَتْ بِهم؛ فيدعونه دُعاءَ الْمُضطرّ، راجين قضاء حاجتهم بدعائه، والدعاء به، أو الدعاء عند قبره، بخلاف عبادتِهم الله تعالى ودعائهم إيّاه؛ فإنّهم يَفعلونه في كثيرٍ من الأوقات على وجه العادة والتكلّف، حتى إنّ العدو الخارج عن شريعة الإسلام لَمّا قدم دمشق خرَجُوا يستغيثون بالموتى؛ عند القبور التي يَرْجُون عندها كَشْفَ ضرّهم...»([35]).

([35]) الاستغاثة والرد على البكري، (ج2/ص731-732) بتحقيق: محمد بن علي عجال.

No comments:

Post a Comment

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان)

TSAWATARWA DAGA SHAN TABAR SIGARI (التحذير من شرب الدخان) Na Shehun Malami Abdul’aziz dan Abdullahi bn Baaz Allah ya yi masa rahama...